واشنطن ـ يوسف مكي
رفض مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لموقع فيسبوك، منذ أقل من 3 سنوات، بشدة فكرة أن الأخبار المزيفة على منصته ربما تؤثر على انتخابات دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، ولكن اليوم تعترف شركته أنها تحت حصار مليارات الحسابات المزيفة التي تحاول العبث بنظامها لكسب الانتخابات، أو الأموال أو التأثير على الأشخاص بالعديد من الطرق، وهي تدخل في معركة مع إعصار من الأخبار المزيفة والمعلومات المضللة وخطاب الكراهية.
وأصبحت هزيمة هؤلاء مسألة حياة مؤسسية للموقع، ويريد فيسبوك من مستخدميه ومنظميه أن يعرفوا أنه عليه مضاعفة جهوده، كما يريد منهم أن يصدقوا بأنه يغيير الاتجاه، وذهب أكثر من 10 صحافيين هذا الأسبوع إلى "غرفة حرب" دوبلين، حيث قلب جهود فيسبوك لحماية الانتخابات الأوروبية، للكشف عن المصادر التي تحمي التصويت الواسع في القارة، وحتى اقتراع 23 مايو/ أيار، ولعدة أيام بعد ذلك، سيتم وضع حوالي 40 شخصا على شاشات على مدار الساعة، ومراقبة وتيرة المحادثة المباشرة عبر الإنترنت، والبحث عن علامات التلاعب أو الأخبار المزيفة أو خطاب الكراهية، كما سيتم دعمهم بواسطة شبكة عالمية تضم خبراء استخبارات التهديد وعلماء البيانات والباحثين والمهندسين.
ومن جانبه قال لوكسي ستوردي، والذي أتى من الولايات المتحدة لإدارة عملية حماية الانتخابات، بعد إدارته لعمليات مشابهة في انتخابات التجديد النصفي الأميركية، إنه من بين الفريق، يوجد الأشخاص المتحدثين باللغات الأم الـ24 لدول الاتحاد الأوروبي، ويظهر حجم التحدي الذي يواجه فيسبوك، في محاولته مسح العناصر الفعالة المسيئة من النظام، حيث قال ريتشارد آلان، نائب رئيس الشركة للسياسة العامة، إن الشركة محت 2.8 مليار حساب مزيف بين أكتوبر/ تشرين الأول 2017 ونوفمبر/ تشرين الثاني 2018.
أقرأ ايضًا:
"فضائح الخصوصية" تُعرّض "فيسبوك" لأول انخفاض في أرباحها
وبالإضافة إلى الحسابات المزيفة، توجد حسابات حقيقية تشارك الأخبار المزيفة، بهدف نشر المعلومات المضللة أو الترويج لخطاب الكراهية، كما بدأت الشركة بفحص الأشخاص الذين يريدون نشر إعلانات سياسية، وتعهدت بالحفاظ على مكتبات الحملات الإعلانية على مواقع التواصل الاجتماعي لمدة 7 سنوات، ولكن رغم الموارد المخصصة لعلاج محاولات التلاعب بالناخبين من خلال المنصة، من الدعاية الكاذبة إلى نشر خطاب الكراهية، فإن فيسبوك لايزال يكافح للقضاء على الأشخاص والشبكات التي يسميها الممثلون السيئون.
وفي الشهر الماضي، كشف الصحافيون والناشطون عن شبكات اليمين المتطرف في إسبانيا التي وصلت إلى ما يقرب من 1.7 مليون شخص، واكتشفوا الإعلانات التي نشرتها حملة ترامب في الولايات المتحدة التي انتهكت قواعد الفيسبوك الخاصة، وكشفت عن حملة "أستروتورف" للإعلانات التي تدعم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والتي زعم أنها حملة شعبية، ولكن تم تنسيقها من قبل ناشط سياسي مخضرم.
ورفض فيسبوك إعطاء أي مثال على المكان الذي تدخل فيه لمنع الأشخاص من استهداف الانتخابات الأوروبية، ولكنه نجح في السابق في تحديد أماكن خطاب الكراهية في البرازيل بعد الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في العام الماضي، ولكن تم الإبلاغ عن وجود فجوة في فحص الانتخابات الأوروبية في المجر، حيث تسائل الصحافي المجري مارتون غيرغيلي، عن عدم وجود مراقبين للتتبع الحقائق في المجر، موضحا أن وجود مراقبين يحمي سمعة فيسبوك.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ
سرّ الرسالة الغريبة لـ"فيسبوك" عن "الأخ الأكبر" و"الماسونيين"
"واتس آب" تختبر طريقة جديدة للقضاء على الأخبار المزيّفة
أرسل تعليقك