توقيت القاهرة المحلي 23:22:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تتعدي الشبكة محدودية المكان والزمان وتحفل بالكفاءات

إذاعة الـ"بي بي سي" تحتفل بالذكرى السبعة وسبعين لانطلاقها

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - إذاعة الـبي بي سي تحتفل بالذكرى السبعة وسبعين لانطلاقها

إذاعة الـ"بي بي سي"
لندن - ماريا طبراني

ما دمت أصبحت تاريخًا فسوف أكتب وأتحدث عن التاريخ وليس لي صلة بالحاضر، الـ"بي بي سي" بالنسبة لي تتعدي محدودية المكان والزمان.

عندما تدرك أنَّ مستمع الـ"بي بي سي" في الصحراء وقلب البداوة يسمعك ويحكم مؤشر مذياعه بشكل شبه متواصل على إذاعة الـ"بي بي سي"، ويشاركه في ذلك الحضري في المدينة مثقف أو غير ذلك.

وعندما يعارض والدي عملي في الإعلام ويتنبأ لي بالفشل ولا يعترف بي إلا عندما يسمعني أذيع نشرة الأخبار من الـ"بي بي سي" ويصبح من المتحمسين الفخورين بابنته، وكان أيضا له مذياعه المخصص فقط لمحطة الـ"بي بي سي"، فهل احتاج لقول المزيد! ربما لا، ولكن للتاريخ أوضح.

عندما وطئت قدماي الـ"بي بي سي" كانت تحفل بكفاءات مميزة وبارزة، وقد احتضنتني غالبيتهم، أذكر منهم وليسامحني من غاب عن ذاكرتي: الدكتور كمال حسين، والدكتور إسطفانوس، وجورج مصري، وصلاح نيازي، وأنطون متري، ومنير شما، وكثيرون، كانوا لا يقدمون النصيحة فقط بل يسعون لتقديمها وتنوير آفاقي بالمعلومات، وأيضا في بعض الحالات تحذيري خوفا عليّ ورفقا بي.

ولكن يبقي السؤال: ما السر في تمكن الـ"بي بي سي" من الاستحواذ على اهتمام فئة واسعة من المستمعين في جميع الأصقاع، شرقًا وشمالًا عربيًا وأفريقيًا؟

إذاعة الـ"بي بي سي" كانت في الواقع تحفل بباقة من الورود والأزهار، وكانت تلك تعبق وتشنف سامعها بشتى البرامج المنوعة منها الخفيفة جدًا كندوة المستمعين وما يطلبه المستمعون، والجادة كلية من قبيل السياسة بين السائل والمجيب، وبرامج أخرى تظهر الجانب الثقافي والتجاري والسياحي للبلاد، عدا برامج الشعر والثقافة عامة، التي كانت تتناول بالفرز والتحليل المطبوعات من قصص وشعر وغير ذلك.

ولكن يبقى القالب الأساسي الذي يحوي كل ما ذكر وما لم يذكر من برامج ألا وهو الطابع الإخباري للمحطة وعلى رأسه نشرات الأخبار وأقوال الصحف والأحاديث السياسية التحليلية.

والـ"بي بي سي" تسعى في ذلك إلى البحث عن الحقيقة، بجهد جهيد، نعم، ولكن بموضوعية هدفها الرئيسي إظهار الصورة و"العفريتة" أو ظلال الصورة.

وإذا ما استرسلت في الحديث عن البرامج السياسية كانت تجري مقابلات خاصة مع شخصيات قيادية وتخصص لها أوقات إضافية تصل إلى ما يقارب الساعة.

وأذكر تحديدا لقاءات كثيرة، أولها في لندن والباقي في جدة أجريتها مع وزير الداخلية السعودي، الأمير نايف بن عبدالعزيز، لم يرفض الأمير نايف الإجابة على أي سؤال طرحته باسم الـ"بي بي سي"، وما أدراك ما أسئلة الـ"بي بي سي"، وتميز بالهدوء على الدوام.

وكنت دائمًا، وأمر مؤكد، أن ألقي عليه سؤالا أو اثنين عن المرأة السعودية، وعندما سألته في آخر أحد اللقاءات عن السبب وراء قرار منع السعوديين من الزواج من الأجانب إلا بإذن مسبق، أجابني بهدوء وتؤدة، وكأنما لاحظ لهفتي في طرح السؤال وانتظار الإجابة، قائلا إن "هذا الإجراء اتخذ أساسا لحماية المرأة السعودية، لأن الرجل السعودي هو الذي يقدم أكثر من المرأة بمراحل على هذه الخطوة".

ورغم كل التوتر الذي يسبق تسجيل المقابلة كانت تتم بسلاسة ودون توقف أو إعادة إلقاء أي سؤال.

وعلينا في سياق الحديث عن برامج الـ"بي بي سي" ألا ننسى الحديث عن برنامج "في الواحة"، وهو عبارة عن لقاءات تتم مع ضيوف من شتى الاهتمامات السياسية والثقافية والفنية.

وقد التقيت عبر البرنامج بكثيرين، منهم: وزير البترول الأستاذ أحمد زكي يماني، ومصطفي محمود في القاهرة، وأنيس منصور في لندن الذي أكد لي أنَّ الشيخ والقسيس والحاخام يتشابهون في المظهر وتأدية الطقس الديني.

ولا أنسى مقابلة أجريتها مع وزير الإعلام السعودي آنذاك محمد عبده يماني، لأكتشف أنَّ الجهاز لم يسجل شيئا من المقابلة، وعندما قدمت له الاعتذار، وكنت في غاية الحرج، نظر إليّ بإشفاق، وقال: "لا بأس تعالي في الغد في الثامنة صباحا لنعيد التسجيل"، وكان سيغادر لندن بعدها بوقت قصير، وقد كان.

أما الموعد الآخر الذي طلب مني فيه أن أحضر إلى الفندق الذي تنزل فيه أيضا في الثامنة صباحا لأنها ستغادر لندن ظهرا، فكان مع الفنانة كتلة المشاعر والأحاسيس فايزة أحمد.

عندما دلفت إلى غرفة النوم في الجناح كانت قد استيقظت من النوم من فترة قصيرة، وكان يوجد عندها ابنة جارتها في شقتها في القاهرة، كانت مساحيق الليلة الماضية لم تزل في وجهها ورمش يتدلى من إحدى عينيها.

رحبت بي وطلبت مني الجلوس وأخذت تستعد للسفر. عدلت زينتها وبدلت ملابسها وارتدت طقما ورديا جميلا، وبدت أنيقة ومشرقة مع انعدام الأمان الداخلي والثقة بالنفس، لأنها أخذت تسألني وتكرر السؤال عن كيف تبدو وهل ما ترتديه حقا جميلا، وأخذت أطمئنها، ولكنها ظلت تسأل.

ثم بدأت في ترتيب الحقائب وكان حرفيا على هذا الشكل، كانت تتناول أشياء بأكياسها من تحت السرير، يبدو أنها اشترتها في اليوم السابق وتلقي بها في الحقيبة حتى تفيض بالأغراض ثم تقوم هي وابنة جارتها بوضع ثقلهما على كل حقيبة لإقفالها، ثم قامت بتقريب الحقيبة الأخيرة من طاولة الزينة التي كانت تعج بالأدوات وتلقي بها داخل الحقيبة.

ثم جاءت حيث أجلس لنبدأ التسجيل، ما رأيته أمامي بقدر ما فاجأني بداية فقد أسعدني باكتشاف حقيقة الطفلة في الفنانة صاحبة الصوت الساحر فايزة أحمد.

الذكريات كثيرة أريد أن استرسل، ولكن قبل أن أنهي هذه الرحلة الساحرة أود العودة قليلا إلى الحاضر الذي تحتفل فيه الـ"بي بي سي" بعيدها السابع والسبعين؛ أي سبعة وسبعة، آمن الإغريق بأن الرقم هو مبدأ الوجود لذلك رقم سبعة يحوي النقيضين السكون والحركة، أي الواحد والكثير واليمين واليسار، والرقم سبعة يدل على العقل والصحة والحب والحكمة، ونحن في عالمنا يعني الرقم سبعة كثيرا ودلالاته أكثر.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إذاعة الـبي بي سي تحتفل بالذكرى السبعة وسبعين لانطلاقها إذاعة الـبي بي سي تحتفل بالذكرى السبعة وسبعين لانطلاقها



اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 21:17 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

نتنياهو يصادق على "عمليات إضافية" في الضفة الغربية
  مصر اليوم - نتنياهو يصادق على عمليات إضافية في الضفة الغربية

GMT 19:23 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً
  مصر اليوم - خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً

GMT 22:20 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 18:23 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

مصر تتسلم مليار يورو تمويلا جديدا من الاتحاد الأوروبي

GMT 22:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 13:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 11:40 2024 الثلاثاء ,13 آب / أغسطس

نباتات ذات روائح مميزة يمكن زراعتها بالمنزل

GMT 08:12 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

السلطات السورية تفرج عن صحفي أردني بعد 5 أعوام من اعتقاله
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon