توقيت القاهرة المحلي 22:43:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صورة جميلة جسدتها أعمالها في "هنا القاهرة"

الإعلامية لميس الحديدي تحيي ذكرى الأربعين في منزل فاتن حمامة

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - الإعلامية لميس الحديدي تحيي ذكرى الأربعين في منزل فاتن حمامة

الإعلامية لميس الحديدي
القاهرة ـ سعيد فرماوي

لم نكن نحتاج إلى الكثير من الخيال كي نرسم صورة لهذه الجميلة كيف تعيش حياتها بعيدا عن الشاشة، ولا كيف هي طباعها وشخصيتها . فهي التي رسمت لنفسها صورة في أذهان جمهورها وكل محبيها، لتبدو دائماً أمامهم وفي ذاكرتهم "سيدة القصر"، وفي كل مناسبة كان هناك أكثر من دليل وإشارة إلى أن هذه الفنانة كانت صادقة في فنها وفي الصورة التي طبعتها في مخيلتنا .

من خلال أعمالها والأدوار التي كانت تختارها، وأسلوب كلامها، ومشيتها، وابتسامتها، وإيقاعها الهادئ، من السهل على المشاهد أن يقرأ شخصية الفنانة الكبيرة فاتن حمامة، وأن يلمس رقيها في الأخلاق واحترام الآخرين، وسعة ثقافتها ووعيها وذكاءها، وإيمانها بدورها في الفن وفي المجتمع، هي التي عرفت كيف تجيد استخدام الشاشة كسلاح تشهره في وجه الجهل والأمية والظلم في المجتمع المصري، كما عرفت كيف تدافع من خلاله عن المرأة وحقوقها، وتدخل المحاكم وتقرأ القوانين كي تجادل وتنتصر "لها" وباسمها .

في ذكرى رحيلها الأربعين، قامت الإعلامية لميس الحديدي بخطوة إيجابية، تميزت بها بشكل انفرادي، حيث زارت منزل سيدة الشاشة العربية، والتقت ابنتها نادية ذو الفقار، وزوجها الدكتور محمد عبدالوهاب، وشقيقتها الصغرى ناهد حمامة، والمحامية منى ابنة الفنان الراحل صلاح ذو الفقار . الحلقة عرضتها ضمن برنامجها "هنا القاهرة" مساء الأحد الماضي وكانت مميزة لأنها المرة الأولى التي تدخل فيها كاميرا التلفزيون منزل "السيدة"، وتخترق خصوصيتها ليس بدافع النميمة والفضول الرخيص، بل من باب التكريم لفاتن حمامة .
من شاهد الحلقة وكان من عشاق الفنانة، شعر بأن البيت يشبهها، وبأن لمساتها واضحة في كل زواياه . هي الحاضرة شكلاً في لوحة كبيرة تجسد جمالها وأنوثتها، وروحاً من خلال ذوقها والألوان وكل التفاصيل اللافتة، والتي ترمز إلى رقي "ست البيت" كما يسميها زوجها .

هي كانت حاضرة أيضا من خلال أهل البيت الذين تحدث كل منهم بدوره إلى لميس الحديدي والبداية كانت مع الابنة نادية ذو الفقار . 

معظم الناس لا يتذكرون، أو لا يعرفون أصلاً أن نادية شاركت والدتها في فيلمين، الأول وهي طفلة عام 1954 في فيلم "موعد مع السعادة"، والثاني وهي شابة عام 1980 في فيلم "حكاية وراء كل باب"، وفي العملين ظهرتا بدوري الأم وابنتها كما هما في الواقع . 

لكن نادية لم تحب التمثيل، كما قالت ولم تكمل في طريق أمها وأبيها المخرج الكبير عز الدين ذو الفقار . اللافت أن نادية طوال الوقت كانت تحكي عنها وعن أخيها طارق عمر الشريف، رغم أن الأسئلة تركزت عنها وعن أمها، لكنها كانت تذكره باستمرار، وتتحدث نيابة عنه . ولعل من أجمل ما قالته وأكده زوج الفنانة، إنهم كانوا يعيشون كعائلة واحدة تحت جناحي فاتن حمامة والدكتور محمد عبدالوهاب الذي منحهم كل الحب والرعاية .

الغصة والحرقة والدموع رافقت بعض محطات الحلقة، وشعر المشاهد بهذا الحنين الكبير لوجود الراحلة فاتن حمامة . كلنا نبكيها، فكيف بأهل بيتها؟ مما أضافته الحلقة للمشاهدين، أنها أثبتت فعلاً أن سيدة الشاشة العربية كانت شفافة جداً، وأصيلة جداً، تتعامل بمنتهى البساطة مع كل الناس، ومحاطة بحب كل الأجيال لأنها تعرف كيف تتواصل معهم من كبيرهم إلى صغيرهم .

أم دقيقة ومنظمة، لا تحب الفوضى، هادئة، زوجة محبة، تستشير زوجها وتفكر معه في الأعمال ومضمونها وعناوينها قبل وأثناء العمل، وتتناقش معه لتشركه في كل شيء، وكما قال الدكتور عبدالوهاب، عاشت معه 37 عاما كزوجة وحبيبة وصديقة، وهو من اقترح عليها اسم "أفواه وأرانب" عند قراءتها للفيلم الرائع الذي صورته عام ،1977 وكذلك اقترح عليها اسم فيلم "حكاية وراء كل باب" .

كانت شقيقة لعبت دور الأم واحتضنت كل أفراد أسرتها، امرأة كلاسيكية لكنها تحب المغامرة في الفن وخوض مجالات لم تتطرق لها السينما من قبل مثلاً، سابقة لعصرها ومتطورة في أفكارها . وبعبارة اختصرت منى ذو الفقار الدور الأهم الذي لعبته فاتن حامة في الفن قائلة: كانت محامية تدافع عن قضايا الناس، وتستخدم الفن لحل مشاكلهم . وأبرز ما قدمته في هذا الإطار 3 أفلام: "الباب المفتوح"، "أريد حلاً" و"لا عزاء للسيدات" .

ولأنها تعاملت مع مهنتها بجدية وحرفية، كانت تعيش بحالة خوف دائم أثناء إعداد وتصوير أي عمل، إلى أن يرى النور ويصدر حكم الجمهور الذي كانت تحترمه جداً وتضعه نصب عينيها عند اختيارها أي دور وأي عمل .

وراء باب منزل فاتن حمامة حكاية جميلة، عن سيدة عشقت الفن منذ طفولتها، وأعطته من قلبها، وعاشت وفية مخلصة لعملها، وجمهورها، وأسرتها . حكاية تصلح أن يدرسها كل الفنانين الشباب، كي يعرفوا كيف يكون الوفاء والصدق والرقي في الفن، وكيف يضع الفنان الجمهور أمام عينيه، يخشى حكمه ويحترم مشاعره وعقله ويحمل قضاياه ليصرخ بصوته ويحكي عنه ويمثله لا يمثل عليه على الشاشة . الفن مع فاتن حمامة ونجوم الماضي الجميل كان رسالة بحق، حتى الكوميديا كانت تحمل رسائل طريفة مسلية تضحك الجمهور ولا تستخف بذكائهم .

"هنا القاهرة" تميز بهذه الحلقة، والمشاهد بحاجة إلى هذه المساحة من اللقاءات الراقية المفيدة والممتعة، التي تضيف إليه ولا تنتقص من قدر الفنانين، بل تكشف جوانب إنسانية لديهم بلا نفاق ولا مزايدات .

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإعلامية لميس الحديدي تحيي ذكرى الأربعين في منزل فاتن حمامة الإعلامية لميس الحديدي تحيي ذكرى الأربعين في منزل فاتن حمامة



اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon