القاهرة – هشام شاهين
اتفق خبراء إعلام مصريون على أن خطوة وقف برنامج الاعلامي الساخر باسم يوسف نهائيا، أمر سلبي للمنظومة الإعلامية. ورأى الدكتور ياسر عبد العزيز في تقرير اعدته صحيفة "الاهرام"، أن إيقاف البرنامج مؤشر سلبي لحالة الحريات الإعلامية في مصر، في مرحلة ما بعد 30 يونيو، خاصة وأن العوامل السياسية كانت عاملاً حاسماً في إيقاف البرنامج إضافة إلى عوامل إعلامية وجماهيرية، وأن مسألة إيقاف البرنامج عملية تدخل فيها سياسيين، وإعلاميين، وتجار لكن لم يكن هناك أبطال بمعنى أن أحدًا لم يجازف من أجل استمرار البرنامج، وأنه على الأرجح فإن إيقاف البرنامج قد تم في إطار تسوية خرج منها الجميع راضياً.
واستكمل عبد العزيز: البطل الأول في البرنامج لم يكن باسم يوسف لكن كان مزيجاً من خطر "الإخوان المسلمين" وأخطائهم المفزعة وتضامن معظم المؤسسات ضدهم، ومعارضة القطاعات الغالبة لحكمهم "الظلامي" إضافة إلى براعة باسم، وخفة ظله، والآن لم يتبق لدينا من هذه العوامل إلا "براعة باسم وخفة ظله"، وهي عوامل لا تكفي لاستمرار البرنامج.
كما أكد عبد العزيز أن حالة التلاقي في مصر ليست ناضجة بما يكفي لقبول السخرية السياسية اللاذاعة كما أن قطاعاً كبيراً من الذين يحاولون تقديم هذا النوع من العمل لا يفرقون بين المغزي الإعلامي والموقف السياسي، وأن هناك فرق كبير بين أن نطلق برنامج للسخرية من أنماط أداء سلبية يرتكبها الجميع، وعلى كافة المستويات، وبين أن يكون برنامجاً مصيدة لتيار أو اتجاه أو مؤسسة بعينها، لاتتورع على الاصطناع أو الاختلاق من أجل تعزيز الجماهيرية والرواج.
أما الدكتور محمود يوسف أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، فأكد أن قرار الوقف بالتأكيد أمنى، مشيرًا إلى أنه مع حرية التعبير بشرط أن يكون المضمون الإعلامي ملتزم بالضوابط الإعلامية في غالبية دول العالم فيما يتعلق بـ حق الخصوصية، والقيم الدينية، ومصلحة المجتمع.
وأضاف يوسف، أنه شاهد حلقات قليلة جدًا من البرنامج قبل وبعد حكم محمد مرسي، واكتشف وجود تجاوز في المحتوى، وفي النهاية المجتمع المصري له أخلاقه وضوابطه ولكنه ضد فكرة المنع بل النصح حول الأخطاء المرتكبة، وقال:"أنصح النظام السياسي إنه إذا أراد أن يكسب الناس يضع لهم مساحة من الحرية ولا يعادي الإعلاميين لأنه سوف يخسر".
ومن جانبه قال الدكتور محمود علم الدين، أستاذ الإعلام في جامعة القاهرة، أن برنامج باسم يوسف مميز في قدرته على توليد الابتسامة والسرور، ولكن المشكلة انه جاء من العالم الإفتراضي "اليوتيوب" والذي يقول فيه ويفعل ما يريد، ولكن هذا يصلح على الإنترنت فقط لكنه عندما يهبط على أرض الواقع فإن الأمر يختلف.
وأشار علم الدين، الى أن قرار وقف البرنامج كان متوقعاً منذ فترة، وأنه تأخر قليلاً، وذلك لعدة أسباب من بينها السخرية من جماهيرية السيسي، والهجوم الشديد على الإعلاميين المؤيدين للمشير، وفي النهاية باسم قدم نوع من السخرية السياسية وهذا مقبول إن لم يصطدم بإتجاهات إيجابية نحو شخصيات أو مؤسسات مما يترتب عليه اصطدام بتوجهات رأى عام قوية، متوقعاً أن تخرج برامج من ذات النوعية كثيرة خلال الفترة المقبلة.
أرسل تعليقك