في ظل الزخم الإعلامي، وتزايد عدد برامج "التوك شو"، بشكل كبير، الأمر الذي دفع مقدمي هذه البرامج للجوء لمحاولات كثيرة رغبة منهم في التميز والاختلاف عن غيرهم، وجذب أكبر عدد من المشاهدين.
ولكن في أحيان كثيرة تتحول تلك المحاولات إلى مواقف طريفة و"تيمات" تصاحب اسم الإعلامي، وخلال الفترة الماضية ظهر نوع جديد من تلك المحاولات، إذ قام بعض الإعلاميين في التوعد والقسم ببعض الأشياء التي يحول دون تنفيذها؛ مما دفع عددًا من مستخدمي مواقع التواصل إلى السخرية منهم، مطالبين إياهم بعدم المبالغة في ردود أفعالهم على الشاشة كما تناولت "الأخبار" في تحقيق موسع .
الإعلامي جابر القرموطي، هو الأكثر إثارة للجدل، من خلال حلقات برنامجه "مانشيت"، والذي يذاع على قناة "أون تي في"، إذ حرص القرموطي على الظهور بأكثر من شكل غريب ومختلف على مدار الحلقات السابقة ليثير به الجدل بين المشاهدين، واستخدم طبق "السلطة" المكون من بعض الخضروات في إحدى حلقاته ليؤكد أن الوضع في مصر عبارة عن "طبق سلطة"، كما أحضر سكينًا وطبق وقام بتقطيع المكونات ليثبت أن مصر مكونة من كل الفصائل التي لا غنى عنها، كما ظهر في حلقة أخرى، وهو يرتدى بدلة كاراتيه وحافي القدمين، كاحتفال منه بالمنتخب المصري للكاراتيه الذي حصل على المركز الثاني في بطولة العالم المقامة في ألمانيا، وقد حاول توصيل رسالة إلى المشاهدين بضرورة دعم الفريق بعد أن رأى تكريم المنتخب من الدولة لم يكن كافيًا، والاهتمام بمنتخب كرة القدم فقط، والذي لا يحقق انتصارات باقي الألعاب من تفوق وتحقيق المراكز الأولى والحصول على ميداليات ذهبية وفضية وبرونزية.
يبدو أن الاحتفالات مرتبطة لدى الإعلامي جابر القرموطي بالملابس، حيث حرص على ارتداء جلباب أبيض وهو يمسك سجادة الصلاة داخل الاستديو، ولكن هذه المرة لم يكن منفردًا على الشاشة، وإنما اصطحب معه خروف على الهواء ليهنئ الجمهور بعيد الأضحى المبارك، ولم تكن هذه المرة الأولى أو الأخيرة لطرائف القرموطي الذي يحاول دائمًا التميز والاختلاف ورسم صورة بسيطة ومعبرة عن كل ما يريد أن يقوم بتوصيله إلى المشاهدين، وإنما حرص في حلقة جديدة من برنامجه على أن يظهر مرتديًا "عفريته" حاملًا على ظهره أنبوبة غاز، إذ قام بعمل مغامرة صحفية في أحد الشوارع ليحصل على أنبوبة من المستودع .
واستكمالًا لمغامراته داخل الاستديو، كانت المفاجأة الكبرى للقرموطي، حين أحضر على الهواء "شيشة وكأس وزجاجة" ليؤكد أن الأعمال الدرامية التي تعرض حاليًا أصبحت لا تناقش سوى تلك الموضوعات، وابتعدت عن مناقشة القضايا المهمة دون إيذاء مشاعر المتفرج، فقد أراد القرموطي توجيه نقد لتلك الأعمال، ولكن بطريقته الخاصة، ولم يكتف بكل ذلك بل كانت طرائف القرموطي ممتدة لأكثر من ذلك فقد استعان ببطانية ثقلية، وظهر بها على الهواء وهو يرتدى قبعة رأس من الصوف تعبيرًا على انخفاض درجة الحرارة في مصر العام الماضي، وليؤكد على مدى حبه وامتنانه لموقف الدول العربية تجاه مصر بعد ثورة "30 يونيو"، فقد قام بارتداء جلباب عربي وأمسك بالأعلام الخاصة بتلك الدول الخليجية التي ساندت مصر في محنتها .
ولم يكتف القرموطي بلبس الجلباب بل وصل به الأمر لارتداء الشنطة المدرسية في إحدى حلقات البرنامج، وأحضر إلى الإستديو مقاعد كالتي يجلس عليها الطلاب في مدارسهم حيث ناقش من خلال الحلقة مدى كثافة عدد التلاميذ داخل الفصول الدراسية .
وتضامنًا منه مع مقتل الزميلة الصحفية ميادة أشرف؛ ارتدى القرموطي خوذة وواقي للرصاص، ليناشد بهذه الملابس نقابة الصحافيين والدولة على ضرورة حماية الصحافيين، ولا يزال يفاجئ القرموطي جمهوره، حين ظهر وهو يقوم بغسل بعض الملابس على الهواء مستخدمًا غسالة كهربائية موفرة للكهرباء، ويبدو أن الكهرباء كانت محل اهتمام القرموطي، حيث قام بإحضار شمعه وأطفأ نور الاستديو ليسجل حلقته في الظلام، ليعبر عن استياءه بسبب قطع التيار الكهربي عن المصريين بصفة مستمرة.
وفي تعليقه، يقول جابر القرموطي: "بداية الموضوع كانت منذ عام ونصف تقريبًا مع الموجة الباردة التي اجتاحت البلد، وقتها وفي غرفة الملابس وجدت الجو باردًا، فخرجت إلى الاستديو بالبطانية و"الطاقية"، ووقتها أثارت الحلقة حالة من الجدل الواسعة، بعدها حرصت على تغيير مضمون البرنامج، وتقديم أفكار خارج الصندوق، فإذا "مشيت جنب الحيط" لن يشعر بي أحد، لذلك يجب أن أسير "جوه الحيط" لأصنع الاختلاف".
أضاف القرموطي: "الغرض من الظهور بهذا الشكل أولًا: كسر النمط المعروف للبرامج، وثانيًا: توصيل الفكرة للمشاهد بأسلوب غير تقليدي، وخالٍ من الملل، مثال على ذلك، الحلقة التي ارتديت فيها ملابس الكاراتيه لتوضيح أن منتخب مصر للكاراتيه الذي فاز بالمركز الثاني في بطولة العالم، فقد حققت الحلقة صدى واسع، بعدها رئاسة الجمهورية اتصلت بي، وكذلك مجلس الوزراء وتحدث معي وزير الرياضة خالد عبدالعزيز، وهم على موعد للقاء الرئيس وسيكون هناك تكريم لهم في غضون أيام وكانت الفكرة من اتحاد الكاراتيه وهو من أحضر لي البدلة وعرض علي الظهور بهذا الشكل".
وأردف القرموطي: "لاأعتمد على ميزانية البرنامج، في شراء هذه الملابس أو الأدوات، ولكن بالتنسيق مع فريق الإعداد نشتري الأشياء، وهو ما حدث في حلقة السمك، حيث قام بشرائه أحد معدي البرنامج، والآن مع تكرار الأمر تعود المشاهد عليها وأحبها حتى إنني في الحلقة التي استضفت فيها بطل كمال الأجسام طالبني الجمهور بعدها بدهن جسمي بالزيت والظهور بنفس الهيئة، وهذا يفيد المشاهد، وأيضا بدلًا من استضافة الضيوف أو محادثتهم في مداخلات تليفونية ولكن الآن تصل الفكرة للجمهور بطريقة أفضل".
واستمرارًا، لما يقوم به الإعلاميين المصريين من مفاجآت على الهواء، تطور الأمر إلى إطلاق بعضهم لوعود وقسم على الهواء، غير مدركين أن الجمهور لم تعد ذاكرته مثل "السمكة التي تنسى في وقتها"، وإنما أصبحت التكنولوجيا تساهم إلى حد كبير في الحصول على المواد والحلقات المسجلة لكل مذيع أو إعلامي على "اليوتيوب"، وأن كل كلمة يقولها محسوبة عليه.
أرسل تعليقك