القاهرة - مصر اليوم
وزير الإعلام اللبناني رمزي جريج شخصية حقوقية وسياسية كبيرة في لبنان، دخل الحكومة اللبنانية مع تولي رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام مهام منصبه العام الماضي، وهو نقيب المحامين السابق، وعضو في جمعيات حقوقية عربية ودولية.
منوط به تنفيذ القانون اللبناني الخاص بالإعلام المقروء والمرئي والمسموع، يدرك جيدًا أهمية مصر للبنان خاصة والعرب عامة، ويعترف بأن لبنان خسر كثيرًا بغياب مصر خلال العقود الأخيرة، ويطالب بعودة مصر لدورها الريادي سياسيًا ، والتنويري أزهريًا.
وأكد رمزي جريج، في حيث له مع جريدة الأهرام المصرية، أن القانون اللبناني يمنع بث القنوات الأجنبية من لبنان ومع ذلك هناك قنوات لبنانية خاصة تبث ماتريده أطراف إقليمية عربية وأجنبية وتغرد خارج سرب المصلحة والسياسة اللبنانية وأن هذا أمر واقع على الأرض، ولبنان يتمتع حسب الدستور بالحرية الإعلامية، وغالبية هذه المحطات تابعة لأطراف سياسية سواء محلية أو خارجية، وهو أمر لا يمكن معالجته، إلا بتشريع جديد، ولعل أزمة هذه المحطات تمكن المشرع من إعادة تنظيم هذا القطاع بشكل ما، والضغط على المحطات للتعاون فيما بينها بخلق مجالات تعاون في الإعلانات والبرامج بحيث تعالجه مشكلتها المالية فتكون أكثر استقلالًا وفائدة لجميع المشاهدين وليس لفصيل معين.
وأكد رمزي جريج أن البلاد من دون رئيس مثل الجسد بدون رأس، والمسؤول عن ذلك من يقاطع جلسات النواب التي تجتمع لانتخاب الرئيس، وإذا كان المجلس النيابي قد مدد لنفسه حتى 2017،فإن المادتين 75،74 من الدستور تجعلان من المجلس هيئة ناخبة للرئيس قبل الشروع في أي عمل تشريعي، وشغور منصب الرئيس يعطل التشريع، وأعتقد أن المسؤول عن هذا التعطيل هو حزب الله والتيار الوطني الحر بزعامة العماد ميشال عون، وهذا أمر غير دستوري، وطالما أن هذين التيارين – حزب الله وعون- متفقان على مقاطعة جلسات انتخاب رئيس الجمهورية، فإن النصاب لايتوفر لانتخاب رئيس، وهذا يتطلب انتفاضة من المجتمع المدني والمفكرين والنخبة لممارسة الضغوط بشكل ديمقراطي لحث المقاطعين على تغليب المصلحة الوطنية والرجوع إلى ضمائرهم،بدلًا من التمسك بالأنانية وتحالف يعطل مؤسسات الدولة.
واعترف رمزي جريج أن هناك بعدًا إقليميًا فى مسألة انتخاب الرئيس، ولكن لو الشعب اللبناني أراد انتخاب رئيس فلن يستطيع أحد معارضته، وإذا كان للقوى الإقليمية مصالح وتريد فرض إرادتها على الشعب اللبناني، فعلى الشعب أن ينتفض، وعلى ممثليه من النواب أن يقوموا بواجبهم في انتخاب الرئيس، ولا أعتقد أن السعودية تضع فيتو على مرشح معين لرئاسة الجمهورية، أو لاتريد انتخاب رئيس جديد، وأتمنى أن ينطبق ذلك على إيران، بالرغم من أن حزب الله يقول أن ملف الرئاسة بيده وليس بيد إيران التي يتأثر بها، ولا أدري إلى أي مدى صحة ذلك، ولكن مايقوله حزب الله بأنه يدعم العماد عون في الملف الرئاسي ويتمسك به حتى يعلن عون عدم رغبته في الرئاسة.
وأوضح رمزي جريج هناك خلافات كثيرة بين المستقبل بزعامة رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريرى وبين حزب الله، مثل التورط في سورية، وسلاح حزب الله الذي جعله دويلة داخل الدولة، ومثل هذه الخلافات لن تحل بسهولة، ولكن الحوار بينهما يزيل بعض التشنج في الخطاب السياسي والإعلامي، وإذا لم يتطرق إلى الملف الرئاسي والاتفاق بشأنه فلن يؤدي الحوار إلى شيء. أما الحوار بين رئيس حزب القوات اللبنانية وحليف تيار المستقبل سمير جعجع، وزعيم التيار الوطنى الحر وحليف حزب الله العماد عون فيتناول الدور المسيحي في لبنان، ولا أعتقد أن يتنازل أحدهما للآخر عن فرصته في الترشح لرئاسة الجمهورية، لأن عون يصر على تنازل جعجع، وجعجع يريد دولة مدنية وينتقد تدخل حزب الله في سورية ويريد إنهاء حالة دويلة حزب الله داخل الدولة، وعون لن يتبنى برنامج جعجع لتحالف عون مع حزب الله، ولذلك ينحصر الحوار بينهما في قانوني الانتخاب والجنسية بعيدًا عن الرئاسة.
وشدد رمزي جريج أن أحد أسباب هجوم المتطرفين على لبنان هو تورط حزب الله فى سورية، فتورطه لم يحم لبنان كما يقول السيد نصر الله وهذه وجهة نظره، ولكن هذا التدخل الذى كان في البداية كما قال الحزب لحماية المراقد الشيعية المقدسة،تطور فيما بعد لمواجهة كاملة في القصير والقلمون والقنيطرة مع التكفيريين،مما أدى إلى اشتعال الجبهة اللبنانية خاصة في الشمال، ولم يساعد على حفظ لبنان من هجمات المتطرفين التي يواجهها الجيش اللبناني ببسالة ويدفع من دماء أبنائه الكثير،وكذلك هناك ضحايا لحزب الله نتيجة تدخله في سورية.
وصرح رمزي جريج أنه يعتقد أن مفاوضات الإفراج عن أسرى الجيش تسير في الطريق الصحيح،وتحقق تقدمًا ملموسًا بواسطة الخلية التي يشرف عليها رئيس الوزراء شخصيًا، ولا نفضل الخوض فى التفاصيل حرصًا على نجاح المفاوضات.
وأوضح رمزي جريج أن لبنان تأثرت سلبًا بغياب مصر ،سياسيًا ووثقافيًا واقتصاديًا وإعلاميًا، بالرغم من أن الصحافة المصرية في أصولها لبنانية إلا أننا والعرب جميعا استفدنا وتعلمنا من مصر.
أرسل تعليقك