تعرّض أحد طلاب جماعة "الإخوان" في جامعة القاهرة، أمس الثلاثاء، لإصابة خطيرة أسفل البطن، أثناء إطلاقه الألعاب النارية، عن طريق الخطأ، واحترقت ملابسه أثناء المشاركة في مسيرة أمام كلية العلوم، ووصلت سيارة إسعاف على الفور لنقله إلى أقرب مستشفى، إلا أنَّ طلاب الإخوان رفضوا نقله خشية إلقاء قوات الأمن القبض عليه، فيما نقلت سيارات الإسعاف طالبة أخرى مشاركة في المسيرة بعد تعرّضها لإصابة، نتيجة إطلاق الألعاب النارية.
ومن جهته، أكد رئيس جامعة القاهرة الدكتور جابر نصار، أنَّ الجامعة وافقت على قبول تظلمات 6 من الطلاب الذين تم فصلهم على خلفية مشاركتهم في أحداث الشغب التي شهدتها الجامعة العام الدراسي الجاري.
وأضاف نصار في تصريحات صحافية، الثلاثاء، أنَّ الجامعة عرضت مشاهد الفيديوهات التي سجّلتها كاميرات المراقبة في الجامعة على أولياء الأمور الذين تقدّموا بالتظلمات، مشيرًا إلى أنهم فوجئوا بمشاركة أبنائهم في أحداث العنف والشغب، مؤكدًا أنَّ الجامعة ترحب بحرية الرأي والتعبير بشكل سلمى، وأنه في حال الخروج عن القواعد واللوائح الجامعية سيتم التعامل وفقاً للقانون مع المخربين.
على جانب آخر، تفقّد رئيس جامعة "الأزهر" الدكتور عبد الحي عزب، ظهر الثلاثاء، مدينة الطالبات في الجامعة لمتابعة عملية التسكين، وبدء صرف وجبات التغذية، التي تناولبعضها، محذرًا الطالبات من مكيدة تدبّر للجامعة بالادعاء أن الغذاء الذي تقدّمه المدينة "مسموم"، مطالبًا بالالتزام داخل المدينة وعدم الانصياع إلى رغبات بعض المشاغبات اللاتي يسمين أنفسهن "حرائر"، للتظاهر والشغب.
وجدّد عزب تحذيره، بأنَّ أي شغب أو عنف على نطاق واسع ستكون عاقبته إغلاق المدينة الجامعية، مناشدًا الطالبات التعاون مع إدارة الجامعة والوقوف في صفّها ضد الطالبات متطرّفات الفكر.
من جانبه، أعلن المدير العام للمدن الجامعية في "اﻷزهر" حسين ياسين، تسكين 4000 طالبة في المدينة حتى ظهر الثلاثاء، بعد الانتهاء من تسكين الطالبات المقبولات من الفرق اﻹعدادية بعدد من الكليات، لافتاً إلى تخصيص يومي الأربعاء والخميس لتسكين الطالبات المتخلفات من جميع الفرق، نتيجة نقص في أوراقهن.
من جهة أخرى، بدأت شركة "فالكون للأمن" تركيب بوابات إلكترونية على بوابات جامعة الأزهر، لدخول الطلاب بشكل مميكن لا دخل فيه لأحد، ويكون بوضع الطالب بطاقة الجامعة الممغنطة داخل جهاز الكشف على البوابات، فتتعرّف عليه إلكترونيًا وتُظهر صورته وبياناته على كمبيوتر داخل غرفة مجاورة للبوابة.
وبيّن مصدر من "فالكون" أنَّ آلات عمل البطاقات الممغنطة ستُسلم للكليات خلال أيام، لطباعة البطاقات لجميع طلاب الكليات خلال 10 أيام من تسلمها، وبعدها لن يُسمح لطالب بالدخول بالبطاقات القديمة.
وفى السياق نفسه، مشّطت 4 مدرعات للشرطة الحرم الجامعي مرات عدة ، الثلاثاء، لمنع أي تجمّعات لطلاب "اﻹخوان"، كما مشّطت مدرعتان محيط الجامعة الخارجي لمنع اقتحامها، مطلقة صافرات اﻹنذار.
فيما نظم عدد من طلاب تنظيم "الإخوان" في جامعة القاهرة، مسيرة احتجاجية، انطلقت من أمام المكتبة المركزية وكلية دار العلوم طافت أرجاء الجامعة للمطالبة بالإفراج عن الطلاب المحبوسين وإعادة المفصولين، والتنديد ببراءة الرئيس الأسبق حسنى مبارك، والإفراج عن الرئيس المعزول محمد مرسى.
ونشبت مشادة كلامية بين طلاب الجماعة وعدد من طلاب كلية الإعلام، وذلك لرفض الأخيرين تنظيم أي فعاليات أمام مبنى الكلية وإقحام الدين في مظاهرات "الإخوان"، وكاد الأمر يتطور إلى مشاجرة بين الجانبين، لولا تدخل العقلاء الذين فصلوا بينهما، وردّدوا هتافات مسيئة إلى القضاء والإعلام، كما رددوا هتافات للمطالبة بالإفراج عن الرئيس المعزول والتنديد ببراءة مبارك، كما علقوا لافتات على جدران المباني والمنشآت داخل الحرم الجامعي، كما رفعوا شعارات رابعة العدوية وصورًا للرئيس المعزول محمد مرسى.
وأشعل طلاب تنظيم "الإخوان" في جامعة القاهرة الشماريخ والألعاب النارية أمام كليتي التجارة والعلوم، كما اعتلوا أسوار المدرجات "ج، هـ، د" التابعة لكلية التجارة، وذلك وسط ترديد هتافات ضد الجيش والشرطة، بجانب هتافات مسيئة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي.
من جانبهم، وضع أفراد الأمن الإداري حاجزًا بشريًا أمام مبنى كلية الإعلام، تحسّباً لأي أعمال تخريب من قِبل طلاب الإخوان. وشهدت الشوارع الجانبية المحيطة بالجامعة وجوداً مكثفاً لقوات الأمن، تزامناً مع دعوات طلاب تنظيم "الإخوان" إلى تنظيم فعاليات احتجاجية، حيث دفعت قوات الأمن بمزيد من التشكيلات الأمنية التابعة لها بمحيط الحرم الجامعي، وتمركزت 5 مدرعات مكافحة شغب و4 سيارات حاملة جنود على منافذ الدخول، والشوارع الجانبية المحيطة بالحرم الجامعي، وذلك تحسّبًا لقيام عناصر "الإخوان" بأي أعمال تخريبية.
وانتشر أفراد وضباط الأمن على البوابة الرئيسية للجامعة وأمام منفذي كليتي الآداب والتجارة وأمام منفذ المترو لتأمين محيط الحرم الجامعي والسيطرة على الأوضاع، تحسّباً لقيام عناصر تنظيم الإخوان بأي أعمال تخريبية داخل الحرم الجامعي أو خارجه. كما انتشر أفراد الأمن الإداري التابعون للجامعة بالقرب من منافذ الدخول لمشاركة أفراد شركة "فالكون" في عملية تأمين البوابات، تحسّباً لقيام طلاب الإخوان بأي أعمال شغب داخل الحرم الجامعي، كما انتشر عدد من أفراد الأمن الإداري أمام منفذ مترو من الداخل لتأمينه.
أرسل تعليقك