أكد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي رئيس اللجنة الوطنية المصرية لليونسكو وممثل مصر في المجلس التنفيذي لليونسكو، على تعزيز علاقات التعاون المثمر بين مصر ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) خلال الفترة الماضية، ودعم المنظمة للعديد من المبادرات المصرية منها مبادرة "التكيف والصمود في مجال المياه" AWARE.
وقال الدكتور عاشور، الذي ألقى كلمة جمهورية مصر العربية أمام المجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو في دورته (216)، في العاصمة الفرنسية باريس، اليوم الإثنين، إن الأشهر الماضية شهدت منذ انعقاد الدورة الأخيرة لهذا المجلس خطوات بالغة الأهمية على صعيد توطيد علاقات التعاون المثمرة بين مصر واليونسكو، من بينها أيضا تسجيل الاحتفالات المرتبطة برحلة العائلة المقدسة مؤخرا على قوائم اتفاقية 2003، مشيرا إلى أن تلك العلاقات الفريدة بين مصر ومنظمة اليونسكو يمتد تاريخها للإسهامات المصرية في صياغة الميثاق المنشئ، مرورا بحملة إنقاذ معابد النوبة، والتي تعد أكبر قصة نجاح للمنظمة، وألهمت المجتمع الدولي لصياغة اتفاقية حماية التراث الطبيعي والثقافي.
كما أكد الوزير على الدعم الكامل لترشيح الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار السابق، لمنصب مدير عام اليونسكو للفترة من 2025 إلى 2029، مرشحا عن مصر، مشددا على أن هذا الترشيح يأتي استنادا لمؤهلاته وإنجازاته الأكاديمية والتنفيذية الملموسة، وإسهاماته الكبيرة والقيمة على الصعيدين الوطني والدولي، فى العلوم والتربية والثقافة.
وقال إن ترشيح العناني يأتي أيضا نتاجا لخبراته الممتدة لأكثر من 30 عاما في التدريس الجامعي، والبحث العلمي، وعلوم المصريات والآثار والتراث والمتاحف والسياحة، بالاضافة إلى أنشطته وإسهاماته بالعديد من كبرى الجامعات والمؤسسات البحثية والعلمية داخل وخارج مصر.
وأكد أن هذا الترشيح يتوافق مع دور مصر النشط ومساهماتها في صياغة العديد من المبادرات لتعزيز دور لمنظمة، مثل المبادرات والقرارات التوافقية الأخيرة المرتبطة بمحاربة الإتجار غير المشروع في الممتلكات الثقافية في إطار رئاسة مصر للجنة الفرعية لاتفاقية 1970، والدور الذي اضطلعت به مصر في صياغة الاستراتيجية التنفيذية لأولوية إفريقيا، لا سيما في قطاع الثقافة وتطوير القدرات الإفريقية في مجالي استرداد الممتلكات الثقافية وصون التراث الثقافي، فضلا عن قرار تفعيل دور اليونسكو في المحيطات، بخلاف القرارات العديدة التي شاركت مصر في صياغتها بالتعاون مع وفود الدول الأعضاء.
من ناحية أخرى، أشار الوزير إلى أن موعد هذه الدورة يأتي وسط مهام وتحديات جسام تواجهها المنظمة على نحو يقتضي حشد كل الجهود من أجل تدعيم دورها الرائد وتمكينها من إنفاذه بكفاءة وفاعلية، سعيا إلى تحقيق الأهداف التنموية المنوطة بها، مضيفا أن مصر ترى أن تعزيز ذلك الدور البالغ الأهمية لليونسكو ينبغي أن يتأسس على دعامات رئيسية، وهي التوافق بين الدول الأعضاء حول استراتيجيات وخطط المنظمة مع الالتزام بالطابع الموضوعي البعيد عن أية توجهات أو أغراض سياسية، وكذلك السعي من أجل ضمان استدامة الموارد المالية وترشيد استخدامها لتنفيذ مبادراتها وأنشطتها، وكذلك تنسيق المنظمة جهودها مع المنظمات والوكالات الأممية أخرى درءا لأية ازدواجية في العمل.
كما أشار الدكتور أيمن عاشور إلى الاهتمام بتطوير عمل مكتب اليونسكو الإقليمي بالقاهرة في كافة المجالات، بما في ذلك قطاع التعليم إذ شرعت مصر في وضع الخطط والبرامج التنموية الرامية إلى تعزيز عملية التنمية المستدامة الشاملة، كما تعمل الحكومة المصرية منذ سنوات على تطوير نظام تعليمي وتدريبي عالي الجودة يوفر المهارات اللازمة للطلاب والمتدربين للتفكير بشكل إبداعي، لافتا إلى أن الدولة أولت اهتماما كبيرا لتطوير منظومة التعليم الجامعي من خلال التوسع في إنشاء الجامعات والتخصصات غير التقليدية كالذكاء الاصطناعي والطاقة النظيفة.
وتابع أن وفد مصر دعا الأمانة العامة لليونسكو، في ضوء التطورات الميدانية التي تمر بها السودان في الوقت الراهن، إلى تأجيل تطبيق عملية إعادة هيكلة مكتبها الإقليمي بالقاهرة، لحين استقرار الأوضاع في السودان، وإعادة تقييم الموقف الميداني، مع قيام المنظمة في ذات الوقت بتدعيم المكتب بالموارد البشرية اللازمة من أجل ضمان استمرار عمله بالكفاءة المطلوبة في مجالات اختصاصه الموضوعية والجغرافية، على ضوء تعليق عمل مكتب المنظمة بالخرطوم وإجلاء أفراده.
وألقى الدكتور عاشور كلمة مصر، بحضور أودري أزولاي المديرة العامة لمنظمة اليونسكو، والسفير سانتياجو إرازابال موراو رئيس المؤتمر العام لليونسكو في دورته الـ41، تامارا راستوفاك رئيسة المجلس التنفيذي للمنظمة الدولية، والسفير علاء الدين يوسف سفير مصر بفرنسا والمندوب الدائم لمصر لدى اليونسكو، والوزير المفوض محمد الشاهد نائب المندوب الدائم، والأستاذ الدكتور نور السبكي المستشار الثقافي المصري بباريس وبمشاركة العديد من سفراء وممثلي الدول الأعضاء، وذلك بمقر اليونسكو بباريس.
قد يهمك أيضًأ :
وزارة التعليم العالي تعلن عن تفاصيل المرحلة الثالثة 2022
الحكومة المصرية تكشف حقيقة تفويض النقابات المهنية بمُعادلة شهادات خريجي الجامعات بالداخل والخارج
أرسل تعليقك