توقيت القاهرة المحلي 11:01:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بيَّن ضرورة أن يُركّز التعليم الفني العالي على الرّسم الحرفي

جاكوب ويلر يُؤكّد أنّ شهادات الفنون الجميلة لا تُقدّم فنانين استثنائيين

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - جاكوب ويلر يُؤكّد أنّ شهادات الفنون الجميلة لا تُقدّم فنانين استثنائيين

تركّيز التعليم الفني العالي على الرّسم الحرفي
لندن ـ كاتيا حداد

أكّد الرسام والناقد الفني جاكوب ويلر، أن شهادات الفنون الجميلة لا تقدم التعليم اللازم لإنتاج فنانين استثنائيين اليوم، وكتب في بحث جديد: "أصبح الرسم والتصوير لا يعدو كونه أكثر من شكلا لمدارس الفن القديمة"، وأشار ويلر، الذي زار مدارس الفنون في جميع أنحاء المملكة المتحدة، إلى أنه رغم أن هناك العديد من الطلاب الموهوبين فإن المعيار العام في كليات ومدارس الفنون كان "منخفضا بشكل مزعج".

وأضاف "أود أن أشجعكم على الرجوع إلى كلية لندن الجامعية (UCL) لرؤية جودة اللوحات التي قام بها الطلاب بشكل روتيني في النصف الأول من القرن الماضي، وسوف ترون بأنفسكم كيف تغيرت الأمور"، ويضيف ويلر أنه من أجل استعادة المعايير السابقة يجب أن يركز التعليم الفني العالي مرة أخرى على الرسم الحرفي ومزجه بالواقعية لكن -كما يقول- بما أن المعلمين الحاليين لن يكونوا قادرين في معظم الأحيان على تعليم الرسم والتلوين "لأن معظمهم لا يعرفون شيئا عن ذلك"، فإن أفضل طريقة يمكن للطلاب التطور من خلالها هي قضاء وقت أكبر لدراسة فن الأساتذة القدامى أمثال "تيتيان" و"رامبرانت".

وأوضح ميلر: "إذا نظرت إلى أفضل الفنانين في عصرنا الحالي ستعرف أن لكل منهم فنانا قديما مفضل بالنسبة إليه، وسوف تكتشف في النهاية معيارا خاصا بك.. أعتقد بأن هذا هو أفضل ما يمكننا القيام به الآن"، لقد تغيرت ممارسات التدريس في مدارس الفنون بالفعل على مدى العقود القليلة الماضية، كما أن أسس مدارس اليوم تعتمد بشكل أساسي على مدارس الستينات، عندما اندمجت الكليات المحلية لإنشاء مدارس للفنون والتخصصات الفنية، حيث يمكن للطلاب الحصول على دبلوم في الفن والتصميم، وكانوا يعاملون بشكل متزايد كفنانين أكثر من كونهم تلاميذ، لكن كانت هناك تحولات سياسية وثقافية كبيرة منذ ذلك الحين. وفي عام 1992 جعل قانون التعليم الإضافي والعالي لمعاهد الفنون التطبيقية والكليات المستقلة، جامعات خاصة، ومدارس فنية مستقلة التي بدأت في التعامل مع نفس القضايا التي تطرحها الجامعات الأخرى، أبرزها ارتفاع الرسوم الدراسية.

ويعتقد الكثيرون بأن هذه التغييرات لم تكن للأسوأ. بالنسبة إلى مايكل آرتشر، أستاذ الفنون في جامعة غولدسميث، فإن مناهج المدارس الفنية أقل إلزامية، مستندة إلى مجموعة متنامية من التقاليد والثقافات، ويقول إن العودة إلى التركيز الفني على الرسم والتلوين سيكون مقيدا.

يقول ريتشارد تالبوت، رئيس الفنون الجميلة وأستاذ الرسم المعاصر في نيوكاسل، إن دروس الرسم الحي الأسبوعية مخصصة لأي طالب يرغب في الذهاب "ولكن من المهم أن يكون هناك مزيد من المعلمين الذي يفهمون مدى أهمية خلق فنانين إبداعيين وليس فقط رسامين".

وطوّر تالبوت الدورة التدريبية بشأن تجربته في مشروع "Goldsmiths" والذي يهدف إلى استكشاف اهتمامات الطلاب دون أي قيود. ويتبع هذا النهج مفتوح العضوية في حين يقدم لطلابه مجموعة متنوعة من ورش العمل العملية بشأن مهارات محددة مثل تطوير لوحة الألوان الخاصة بهم، وتطبيق الطلاء واختيار المواد المستخدمة.

يشير المعلمون إلى أن التعرض لوسائل التواصل الإجتماعية والتقاليد المختلفة يجب أن لا يأتي على حساب التعليم الفني. يقول آندي بانكهورست، وهو فنان يدرس في العديد من المؤسسات بما في ذلك مدرسة رويال للرسم، "أنا أؤيد تقليد ونمذجة أي شيء، لكن الفن والإبداع يأتيان من الملاحظة ورسم الحي".
ويقدم بانكهورست دورة تأسيس الفنانين "القائمة على المهارات والرسم الحي الإلزامي في أول فترتين.

يقول بانكهورست إن العديد من طلاب الدراسات العليا يعتقدون بأنهم تعلموا "أساسيات" الفن في دوراتهم الجامعية باكتساب مهارات الرسم، وأضاف: "إنني أكره استخدام كلمة (مهارات) فهي تعني أن مدرسة الفنون هي منشأة تلقن الطلاب موادا علمية خالصة، لكن تخيل لو كنت قد أعطيت شخصا بيانو وأخبرته التعبير عن نفسه وتكتفي فقط بتعليمه المفاتيح".

تساعد الهياكل التعليمية الأكثر حرية على استيعاب التنوع الجديد لطلابها، الذين يأتون من عدد لا يحصى من البلدان والخلفيات والثقافات. على هذا النحو فإن التقيد بالأساليب التي تم تدريسها في بريطانيا في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر لن يكون له معنى في الوقت الحالي.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جاكوب ويلر يُؤكّد أنّ شهادات الفنون الجميلة لا تُقدّم فنانين استثنائيين جاكوب ويلر يُؤكّد أنّ شهادات الفنون الجميلة لا تُقدّم فنانين استثنائيين



GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon