توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

في ظل الوضع السياسي الراهن في طهران

المرشد الإيراني يحتج على تطبيق وثيقة 2030 التعليمية

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - المرشد الإيراني يحتج على تطبيق وثيقة 2030 التعليمية

المرشد الإيراني علي خامنئي
طهران ـ مهدي موسوي

أثار احتجاج المرشد الإيراني علي خامنئي، الأسبوع الماضي على تطبيق وثيقة 2030 التعليمية، مرة أخرى المخاوف من تدخلاته في سياسات المؤسسات التعليمة الإيرانية، ما شكل مصدر قلق حقيقي لدى المختصين حول النظام التعليمي الإيراني، وعجزه من مواكبة المجتمع الدولي في مجال التعليم، وخلال السنوات الأخيرة تعددت أشكال تدخل الرجل الأول في النظام، الذي يطالب بتطبيق مواصفات خاصة تتلاءم مع آيديولوجية ولاية الفقيه في الجامعات ومناهج التعليم ونمط حياة المواطنين، وجراء تلك التدخلات تعاني العلوم الإنسانية في الجامعات الإيرانية من قيود مشددة نشطت موجات هجرة العقول والمختصين إلى آفاق أكثر رحابة بالعلوم الإنسانية خاصة في مجالات العلوم السياسية وعلم الاجتماع التي تصر السلطات على تغييرها الدائم، بهدف الوصول إلى نسخة محلية ذات صبغة ثورية تتناغم مع أهداف النظام السياسي.

ووفقًا للجنة العليا للثورة الثقافية أعلى جهة رقابية إيرانية، تقرر السياسات التعليمية والثقافية فإن أكثر من 50 فرعًا دراسيًا، شمله إعادة النظر في السياسة حتى عام 2016، وتحمل اللجنة على عاتقها "التصدي لتغلغل" الأفكار الغربية في عموم مجالات الثقافة والتعليم والفن، منذ قيام الثورة الإيرانية في فبراير (شباط) 1979، وتعتبر اللجنة من أذرع المرشد للتدخل في الخطط التعليمية والثقافية، لوزارتي التعليم والثقافة.في أحدث تدخل، أعلن خامنئي خلال خطابه أمام حشد من المعلمين بمناسبة يوم المعلم، في إيران احتجاجه الشديد على تطبيق "ناعم" لبرنامج الخطة المستدامة على الصعيد في مجال التعليم، وقال إن "الوثيقة ليست شيئًا ترضخ لها إيران بأي شكل من الأشكال، كما هاجم خامنئي اليونيسكو بسبب ما اعتبره تدخلاً في الثقافات المختلفة، ولم تمض 48 ساعة على خطاب خامنئي، حتى أعلنت الجهات المسؤولة وقف العمل بالوثيقة. لكن الرئيس المنتهية ولايته حسن روحاني، قال في خطاب حماسي خلال حملته الانتخابية السبت 13 مايو (أيار) في طهران، أنه يطمئن الإيرانيين والمرشد بأن حكومته ستطبق البرنامج في سياق الثقافة الإيرانية، منتقدًا من حاول تقديم صورة مشوهة للبرنامج العالمي، وهو ما ينذر بتوتر جديد بينهما".

وكان المرشد الإيراني قد وجه اللوم إلى "اللجنة العليا للثورة الثقافية"، لعدم تصديها للبرنامج مما دفعه للتدخل، وتنفذ اللجنة منذ سنوات برنامج محلي تحت عنوان "الخطة العلمية الشاملة"، وهي عبارة عن 224 خطوة تتغير بموجبها المناهج الدراسية في جميع المستويات. فضلا عن الخطة الشاملة فإن الحكومة السابقة أقرت في عام 2011، "وثيقة التغيير الجذري في منظومة التعليم والتربية"، وهدفها وضع خريطة طريق لأسس التعليمية والتربوية في إيران وفق سياسات "اللجنة العليا للثورة الثقافية"، وفلسفة النظام التربوية.في أكتوبر (تشرين الأول) 2014 انتقد خامنئي التأخير في تحول العلوم الإنسانية، وطالب بمتابعة جدية في قضايا "الهندسة الثقافية وقضية التحول وتحديث النظام التعليمي والعملي"، وتضم تلك المطالبات جميع المستويات العلمية واعتبر التأخير في تحول العلوم الإنسانية، مصدر خسائر كبيرة للنظام في إيران.وقبل عام تحديدا، في 3 مايو/أيار احتج خامنئي على انتشار تعليم اللغة الإنجليزية، واعتبرها من مؤشرات السعي وراء تغيير نمط الحياة الإيرانية.

وكشف خامنئي في تلك التصريحات اعتبر النظام التعليمي "رثا وقديمًا"، وقال إن النظام التعليمي الإيراني "مستورد من الغرب ويراوح مكانه مثل قطع أثرية، في محتف من دون أن تلمسه يد"، كما انتقد تعليم اللغة الإنجليزية في المؤسسات العلمية واعتبره «غير صحي» على حساب تعليم اللغة الفارسية.لكن المؤشرات على التوتر الجديد بدأت في بداية أبريل (نيسان) الماضي عندما أفادت وكالة «إيسنا» نقلا عن أمين عام "اللجنة العليا للثورة الثقافية" محمد رضا مخبر دزفولي أن الوثيقة الأممية التي وافقت الحكومة على تطبيقها تتعارض مع المبادئ والقيم العقائدية الإيرانية. كذلك انتقد المسؤول الإيراني تجاهل "وثيقة التغيير الجذري في منظومة التعليم والتربية».ومع ذلك فإن النقاش خرج للعلن الأسبوع الماضي بخطاب المرشد، واتضح أن طهران تعهدت قبل أشهر قليلة بتطبيق برنامج اليونيسكو التعليمي ضمن برنامج التنمية المستدامة 2030 قدمت بموجبه إدارة روحاني وثيقة لتطبيق البرنامج التعليمي العالمي لكن الآن بعد احتجاج خامنئي ينظر الإيرانيون بقلق تجاه مستقبل الوثيقة. 

وشهدت إيران خلال الأيام الأخيرة انقسامات حول الوثيقة، فبينما اعتبرتها وسائل إعلام مؤيدة لإدارة روحاني أنها مهمة لتنمية وتطوير النظام التعليمي فإن المنابر الإعلامية المحافظة والتابعة للحرس الثوري وضعتها في قائمة نظريات المؤامرة على المجتمع والنظام، من غايات خطة التنمية المستدامة التي أقرتها الأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) 2015 عالم يلم فيه الجميع بالقراءة والكتابة وتتاح فيه للجميع سبل متكافئة للحصول على التعليم الجيد على جميع المستويات، وتلتزم الدول المنظمة للخطة "بتوفير تعليم جيد في جميع المستويات - الطفولة المبكرة والتعليم الابتدائي والتعليم الثانوي والتعليم الجامعي والتعليم التقني والتدريب المهني - على نحو يشمل جميع الأشخاص وينصفهم".

وتذكر الوثيقة أن "الناس بصرف النظر عن هويتهم من حيث نوع الجنس أو العمر أو الانتماء العرقي والإثني والأشخاص ذوي الإعاقة والمهاجرين وأبناء الشعوب الأصلية والأطفال والشباب، ولا سيما الذين يعيشون في أوضاع هشة، كلهم ينبغي أن يستفيدوا من فرص التعليم مدى الحياة"،وتطبيق الخطة بإشراف أممي في مناطق كثيرة من إيران ذات التركيبة العرقية المتنوعة قد يكون مصدر إحراج دولي كبير، فيما يتعلق بالوضع التعليمي للقوميات الكبيرة التي تتزايد المطالب الشعبية فيها بحق تعليم لغة الأم، فضلا عن ذلك فإن المساواة الجنسية في التعليم ووضع حد للتمييز بين الجنسين يشكل بيت القصيد في برنامج الخطة المستدامة 2030، تعاني المرأة في إيران من تمييز صارخ في فرص التعليم والعمل.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المرشد الإيراني يحتج على تطبيق وثيقة 2030 التعليمية المرشد الإيراني يحتج على تطبيق وثيقة 2030 التعليمية



GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon