توقيت القاهرة المحلي 11:01:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الدافع الديني والثقافي وراء إقبال المواطنين المتزايد على تعلمها

اللغة العربية تجذب الأتراك لتعلمها للتمكن من قراءة القرآن الكريم

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - اللغة العربية تجذب الأتراك لتعلمها للتمكن من قراءة القرآن الكريم

أنتشار اللغة العربية في تركيا
أنقرة - جلال فواز

اقتصر الاهتمام بتعليم اللغة العربية في تركيا على بعض الجمعيات والأوقاف الإسلامية وكان الهدف الأساسي هو مساعدة الدارسين على قراءة القرآن الكريم. وخصص التعليم النظامي بعض أقسام في عدد قليل من الجامعات وفي أقسام محدودة. ومع تولي حزب العدالة والتنمية الحكم في تركيا وبدء التقارب مع المنطقة العربية، بدأ نوع من الاهتمام من جانب الأتراك بتعليم اللغة العربية فظهر كثير من المراكز لتعليم العربية بعضها تطور إلى أكاديميات تمنح شهادات جامعية بموازاة خطط الحكومة للتوسع في تعليم العربية إلى أن تطور الأمر إلى إدخالها في المدارس الابتدائية العام الماضي فضلًا عن التوسع في أقسام اللغة العربية في الجامعات. وعندما حدثت موجة التدفق الكبير للعرب، وخصوصًا السوريين، على تركيا في عام 2011 بدأت تنتشر على نطاق واسع جدًا مراكز تعليم اللغة العربية من جانب العرب الذين بدأوا يجدون في هذا المجال فرصة جيدة للعمل مع زيادة إقبال الأتراك على تعلم اللغة العربية وتقدم هذه المراكز الخيارين معًا لراغبي تعلم العربية من الأتراك وراغبي تعلم التركية من العرب.

ويقول علي الإدريسي أحد العاملين في مركز لتعليم العربية والتركية في إسطنبول، إن هناك أسبابًا كثيرة تدفع الأتراك للإقبال على تعلم اللغة العربية، ومن الأساس هناك كثير من الأتراك لا سيما في المحافظات المجاورة لسوريا والعراق وفي الأناضول عموما ومناطق جنوب شرقي تركيا من أصول عربية لكن الغالب أن الآباء والأجداد كانوا يعرفون العربية جيدا لكن الأجيال الأحدث لا تتمكن من الحديث بها علما بأنهم نشأوا في بيوت يتحدث أهلها العربية إلى جانب التركية وبالتالي بدأوا البحث عن سبل لتعلمها.

ويضيف: "مع الحركة التجارية والاستثمارية والسياحية الواسعة بين تركيا والدول العربية في حقبة العدالة والتنمية الممتدة إلى 15 عامًا الآن باتت هناك حاجة أكبر من جانب الأتراك لتعلم العربية وأصبحت هذه اللغة تجذب الكثير من الشباب لتعلمها حيث يجدون فرص عمل في مجال الترجمة للسياح والتجار والشركات التي بدأت العمل في تركيا على نطاق واسع". ويشير إلى أن هناك أسبابًا أخرى منها أن قطاعًا كبيرًا من الشعب التركي من المحافظين الذين يرغبون في تعلم العربية حتى يمكنهم قراءة القرآن والاطلاع على تعاليم الدين الإسلامي بلغته الأصلية".

وفي سبتمـــبر (أيلول) 2016 بدأ تدريس اللغة العربية في صفـــــوف المرحلة الابتدائيـــة في المدارس الحكومية التركية، بعد أن كانت العربيـــــة مادة اختيــــارية في المرحلتين الإعدادية والثانوية.وقال بيرام كاواكلي مدير إحدى المدارس الثانوية التركية، إن القرار جاء ضمن الإصلاحات السياسية للحكومة لتمكين الشعب التركي من التواصل مع تاريخه الذي كتب باللغة العربية.وأضاف أن قصة اللغة العربية مع تركيا وشعبها قديمة وإن الدافع الديني والثقافي وراء إقبال الأتراك المتزايد على تعلم العربية من أجل وصل حاضرهم بماضيهم.ويقول خبراء تربويون إنه بهذا القرار الجديد تعود العربية إلى تركيا بعد أن كان مؤسس الجمهورية التركية الحديثة كمال أتاتورك قد منعها ومنع الكتابة بالحرف العربي في عام 1925. ضمن ما وصف بـ«الإصلاحات السياسية» التي تلت زوال الإمبراطورية العثمانية وإن الحكومة تهدف من وراء إدراج اللغة العربية في مناهجها الدراسية ليس فقط تعلم العربية، بل أيضا اللغة العثمانية التي تعتمد الحرف والرسم العربيين.وهناك الآن 6 جامعات تركية حكومية توجد بها أقسام خاصة بتعليم اللغة العربية وآدابها.

 وبدأت الخطوات الأولى لتعليم اللغة العربية قبل العالة والتنمية وتحديدًا في الثمانينات من القرن الماضي في فترة تورجوت أوزال، وتم تأسيس قسم اللغة العربية في جامعة غازي في أنقرة في عام 1985 خصيصًا بغرض تدريب معلمي مادة اللغة العربية في ثانويات الأئمة والخطباء وتدريس "العربية الحية" للطلاب الجامعيين. وهو القسم الوحيد الذي يخضع طلابه لدراسة السنة التحضيرية بهدف تعلم المهارات الأساسية للغة العربية من خلال 25 حصة إلى 30 حصة دراسية أسبوعًا، تتم خلالها متابعة سلسلة "العربية للحياة" المنشورة من معهد اللغة العربية في جامعة الملك سعود، بالإضافة إلى نشاطات دراسية إضافية يعدها المحاضرون ومدة الدراسة هي خمس سنوات مع السنة التحضيرية.كما تم تأسيس معهد تومر في جامعة أنقرة عام 1984 بهدف تعليم اللغة التركية للأجانب والتسمية هي اختصار لمركز تعليم اللغة التركية، وتم تغيير الاسم عام 2011 إلى «مركز تطبيق أبحاث اللغات التركية والأجنبية» وأصبح يقدم فرصا لتعليم عدد كبير من اللغات إضافة إلى اللغة التركية منها العربية والإنجليزية والألمانية والفرنسية والإسبانية والبرتغالية والإيطالية والروسية واليابانية واليونانية الحديثة والبلغارية والبوسنية والكرواتية والصينية والبولندية والكورية والفارسية واللغة التركية العثمانية القديمة.

ولم يتخلف القطاع الخاص عن اللحاق بركب تعليم اللغة العربية في تركيا ومن أبرز المراكز التي بدأت خلال فترة التقارب التركي العرب الكبير في ظل حكومة العدالة والتنمية أكاديمية إسطنبول للغات التي بدأت في عام 2006 كممثل لجامعة أوروبا الإسلامية. وبحسب مدير الأكاديمية محمد آغير أكجه كان الحجاب ممنوعًا في الجامعات والبعض كان لديه إمكانات مادية لإكمال الدراسة بالخارج والبعض الآخر لم يمتلك القدرة المادية فبقي هنا وأردنا أن يكون لدينا مكان لتعليم هؤلاء الفتيات ومنحهم فرصة الدراسة بصيغة رسمية، فقمنا بعمل اتفاقية مع جامعة أوروبا الإسلامية في هولندا وفتحنا هنا مركز امتحانات لجامعة أوروبا الإسلامية في كليتي العلوم الإسلامية واللغة العربية. وأضاف: «استمر هذا العمل من عام 2006 إلى عام 2009، حيث كنا نقدم دورات كممثلين للجامعة الأوروبية وأسسنا الأكاديمية لتكون الدورات بشكل رسمي لهذه المجموعة حيث بدأت تغييرات لتمكين الطالبات من خلالها من الالتحاق بالجامعات التركية فتحولت الأكاديمية من ممثل للجامعة الأوروبية إلى مركز لغات».

 كما أضاف في البداية أقمنا دورات اللغة الإنجليزية إلى جانب اللغة العربية، ثم قررنا أن نغلق هذا القسم، وأن نبقي فقط على دراسة اللغة العربية لأن أي شيء جانبي سيؤثر على هدفنا، وهو أن نكون في المرتبة الأولى في تعليم اللغة العربية من خلال تعليمها للأطفال وطلاب ثانوية الأئمة والخطباء وطلاب الجامعات الذين يدرسون اللغة العربية والعلوم الإسلامية ومن يحتاجون للغة العربية في عملهم وكذلك للعاملين بالقطاع الصحي الذي يجتذب كثيرين من العرب. وأصبح قسم للترجمة وقسم للصحافة والإعلام خصوصا مع انفتاح تركيا على العالم العربي وإنشاء قناة «تي آر تي» التي تبث باللغة العربية، وكان الكادر كله في البداية من غير الأتراك، وهنا وضعنا هدفا أن يكون الكادر من ذوي الأصول التركية.

وتابع آغير أكجه لـ«الشرق الأوسط» أنه مع بدء توافد السوريين والعراقيين والمصريين على تركيا بأعداد كبيرة قمنا بفتح دورات لتعليم اللغة التركية مع أنها ليست الهدف الأساس، لكننا شعرنا أننا نستطيع أن نخدم اللغة العربية بتعليم اللغة التركية للعرب؛ لأن وجود الدارسين العرب سيفيدنا في تعليم العربية والأساتذة معظمهم عرب ممن درسوا اللغة العربية، وأتراك درسوا اللغة العربية في البلاد العربية، وهذه من مميزات الأكاديمية. وعلى الرغم من أن هناك الآن مئات المراكز لتعليم العربية في مختلف أنحاء تركيا التي أنشئت بجهود بعض العرب الذين وفدوا على تركيا مع حدوث اضطرابات في بعض دول المنطقة، إلا أنها بقيت بعيدة عن صفة الرسمية لأنها تعمل من خلال جمعيات يتم تسجيلها في تركيا وشهاداتها في الغالب غير معترف بها، باستثناء الأكاديميات والمراكز الكبيرة المسجلة لدى وزارة التعليم التركية وعددها قليل جدا، لم توجد مراكز تحظى بالطابع الرسمي من دول أخرى إلى أن قرر المركز المصري للعلاقات الثقافية والتعليمية التابع لوزارة التعليم العالي المصرية أخيرًا إطلاق مبادرة لتعليم اللغة العربية للمواطنين الأتراك.

وقال الدكتور طارق عبد الجليل الملحق الثقافي المصري لـ"الشرق الأوسط" إن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تقديم خدمة تعليمية عبر مركز يتبع دولة عربية ويمنح شهادات معتمدة من مصر.

وأضاف أن المركز لمس أن هناك حاجة إلى مثل هذا الجهد في ظل انتشار كثير من المراكز غير المعتمدة، فضلا عن دوره كجسر تواصل بين الأتراك والعرب. وأشار إلى أننا اكتشفنا أيضا أن هناك ضعفا كبيرا في حركة الترجمة من العربية إلى التركية وأنه لا توجد حركة ترجمة تركية للكتب العربية رغم أن هناك حركة في الاتجاه الآخر حيث يجرى ترجمة كثير من الكتب التركية إلى اللغة العربية، موضحا أن مصر كان لها دور كبير في هذا المجال لا سيما في ظل وجود أقسام للغة التركية في الجامعات المصرية منذ عقود طويلة.وتابع أنه من هذا المنطلق وإلى جانب دورات تعليم اللغة العربية التي اجتذب إعلان المركز عنها أعدادا كبيرة من الأتراك ليس من إسطنبول وحدها وإنما من كثير من المدن من أنحاء تركيا، بدأنا تقديم دورات وورشات تدريب في مجال الترجمة للمساهمة في تنشيط حركة الترجمة وإحياء ترجمة الكتب العربية إلى اللغة التركية.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اللغة العربية تجذب الأتراك لتعلمها للتمكن من قراءة القرآن الكريم اللغة العربية تجذب الأتراك لتعلمها للتمكن من قراءة القرآن الكريم



GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon