عقد وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى الدكتور الهلالي الشربيني مؤتمرا صحافيا لعرض نتائج التجربة اليابانية في المدارس المصرية ، بحضور سفير اليابان بالقاهرة تكهيرو كاجاوا ، ورئيس هيئة التعاون الدولية اليابانية ( جايكا ) تيريوكي ايتو ، وعدد من قيادات الوزارة.
أكد الشربيني أنه في إطار نتائج زيارة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية لدولة اليابان ، تم توقيع إتفاقية تعاون بين البلدين في مجال التعليم من خلال الشراكة المصرية اليابانية بالتعليم.
وتم الاتفاق على إجراء الإصلاح الشامل لقطاع التعليم العام من خلال مشروع " الشراكة المصرية اليابانية للتعليم " ، والذي يتضمن جوهر الأسلوب التعليمي والإدارة المدرسية في اليابان ليتم تطبيقه في مصر بناءً على الخبرة اليابانية في التعليم والمعروفة باسم " التوكاتسو ".
وأوضح الوزير أن " التوكاتسو " هو مصطلح يعنى " التنمية الشاملة للطالب " من خلال العمل الجماعي بين الطلاب ، والأنشطة الصفية واللاصفية ، مما يعزز من قدرات الطفل ، ويختلف حسب كل سنة دراسية.
وأشار إلى أن هناك أربعة فوائد أساسية لتطبيق هذا النظام وهي : الحد من التمييز داخل المدرسة من خلال التعاون في حل المشكلات ، وتحسين المستوي الدراسي للطفل ، وتنمية العلاقات الحسنة بين الأطفال ، وإرتباط الطفل بالمدرسة ، وزيادة الرغبة في التعلم ، والتي من شأنها النهوض بالمجتمع.
بالإضافة إلي زيادة إحترام الذات والثقة بالنفس ، وهي ما أثبتته التجارب قبل وبعد تطبيق الأنشطة الخاصة بهذا النظام في مدارس التجربة.
ولفت الهلالي إلي أن خطة العمل في تنفيذ الإتفاقية : الموقعة بين البلدين نصت على أن تقوم الحكومة المصرية بترشيح بعض المدارس القائمة بالفعل ، بالإضافة إلي بناء مدارس جديدة ؛ لتكون مدارس نموذجية ، ويتم تطبيق الأسلوب التعليمي الياباني بها ، وتسمي بـ " المدرسة المصرية اليابانية " .
وأضاف أنه تم بدء العمل في تجربة أولية في مدرستين في العام 2015 /2016، وتم بدء العمل بتجربة استطلاعية في 12 مدرسة تعليم أساسي قائمة بالفعل ، على أن يتم التوسع في التجربة تدريجياً ما بين مدارس قائمة وبناء مدارس جديدة.
وأشار إلي أنه جاري التوسع في أعداد المدارس لتصل بنهاية العام 2017 /2018 إلي 100 مدرسة جديدة ، وبنهاية العام 2018 /2019 إلي 200 مدرسة جديدة باسم " المدرسة المصرية اليابانية " ؛ ليصل إجمالي عدد المدارس بنهاية مدة المشروع وهي ثلاث سنوات إلي 212 مدرسة.
وقال الوزير إن نتيجة تطبيق التجربة اليابانية " توكاتسو" كانت تغيير بعض سلوكيات الطلاب في مدارس التجربة الإستطلاعية من خلال تطبيق نظام توكاتسو بالصورة التالية ، وإكتساب الطلاب سلوكيات القيادة وتحمل المسؤولية.
وأضاف أن التجربة تساهم في تقبل الإختلاف في الرأي والإلتزام برأي الأغلبية ، والتعاون بينهم ، وإكتساب الطلاب سلوكيات وقيم إحترام حقوق الآخرين ، وقيام التلاميذ بمساعدة المشرفين خلال وأثناء تغيير الحصص الدراسية ، وتنامي إحترام الوقت لدي التلاميذ بالمرحلة الإبتدائية.
بالإضافة إلي تخصيص 15 دقيقة نظافة أثناء الفسحة يشترك فيها جميع العاملين بالمدرسة من ( مدير- مدرسين ) مع الطلاب ، وتقسيم التلاميذ بالفصول إلي مجموعات عمل للنظافة على أن يكون لكل مجموعة قائد ، وتتكون المجموعة من 5 أفراد على الأقل للإشتراك في نظافة الفصل بالتناوب بينهم ، بخلاف أنشطة الفصل ، وبناء الشخصية ، وتحمل المسؤولية.
وأشار الشربيني إلي أنه في إطار هذا التعاون يشمل الجوانب الرئيسية منها : تدريب 550 معلم في اليابان بخلاف التدريب داخل الوطن ، وتقديم منح لدراسة الماجستير والدكتوراه في التربية في مجال المشروع ، وإعداد دليل يشمل أكثر من 200 نشاط عن كيفية تطبيق " التوكاتسو " ، وتعديل اليوم الدراسي ليتضمن أنشطة المشروع ، وتفعيل التدريب بين المعلمين داخل المدرسة.
وفيما يتعلق بالتعليم الفني ، قال الوزير أنه تم التوافق بصفة نهائية على مكونات المشروع فيما يخص ثلاث مدارس في بورسعيد والتي ترتبط اثنتان منها بنظام التعليم المزدوج مع مصنع ( سوميتومو ) ، وترتبط الثالثة مع ذات المصنع ببرنامج تدريب للطلاب والمعلمين لمدة أسبوعين في السنة.
وأضاف الشربيني أن الخطط المستقبلية في التعاون تتضمن إنشاء مدرسة العربي توشيبا على النظام الياباني كمدرسة فنية داخل مصنع قويسنا وتبدأ في العام الدراسى 2018 /2019 وجاري العمل بها ، ومدرسة للتعليم المزدوج جديدة خلال عام 2017/2018 بين مدرسة العبور الصناعية ومصنع Unicharm)) للمنتجات الصحية ، وجاري العمل بها.
ومن جانبه ، أشار السفير اليابانى إلي أن زيارة السيد رئيس الجمهورية لليابان أثمرت عن الإتفاق على الشراكة بين البلدين وقد كان التركيز في مجال التعليم، حيث إنه مجال هام بين البلدين، ونحن نبذل الجهود لتنفيذ الخطط المتفق عليها.
وأكد أن التعاون بين البلدين يتمتع بالريادة حيث أن أول جامعة يابانية أُنشئت خارج اليابان كانت في مصر بمنطقة " برج العرب " ، وأن التعاون في مجال " التوكاتسو" هو الأول من نوعه في مصر خارج نطاق دولة اليابان.
ومن جهته، قال أيتو: " أن هيئة التعاون الدولي اليابانية ( الجايكا ) تعمل منذ السبعينات من القرن الماضي بالتعاون مع الحكومة المصرية ، لدعم المشاريع التنموية في مصر، موضحاً أنه تم بالفعل تنفيذ 10 أنشطة توكاتسو في 12 مدرسة بالقاهرة والجيزة ، لافتاً إلي أنها ترتكز على أربعة عوامل أساسية وهي : ( أنشطة الفصل ، ولجنة الطلبة ، وأنشطة النادي ، وأنشطة المدرسة ) .
وأضاف أيتو أن الجانب الياباني يأمل أن يتم تطبيق نموذج التوكاتسو في 200 مدرسة إضافية في مختلف المحافظات خلال الأربع سنوات القادمة تحت مظلة المشروع المشترك.
وأشار إلى أنه الجايكا في عام 2017 / 2018 ستوفر تدريب للمدربين من الجانب المصري ؛ لمساعدتهم في نقل الخبرة اليابانية في التعليم للمعلمين ومديري المدارس ؛ من أجل تطبيق النموذج الياباني بشكل منضبط وفعال.
ورداً على بعض الأسئلة قال الوزير : نحن بصدد بناء مدارس جديدة في كل محافظات الجمهورية ؛ لتكون مراكز تنوير في المنطقة المحيطة بها ، ويتم من خلالها نقل الخبرات لمزيد من المدارس في نطاق محيطها الجغرافي .
وأكد الهلالى على أن هذه المدارس حكومية ، وأن بنائها يتم وفقاً لمعايير، منها زيادة مساحة الفصول، والملاعب لتناسب تطبيق أنشطة التوكاتسو، مشيراً إلي أنه تم مراجعة تصميمات نماذج هذه المدارس مع الجانب الياباني ، من خلال هيئة الأبنية التعليمية.
وأشار الوزير إلي أن هذا المشروع لا يشمل الجوانب المعرفية حيث يتم تطبيق المناهج المصرية ، ويشمل " التوكاتسو " جوانب الأنشطة التربوية المكملة للمنهج " التوكاتسو " ؛ لإعداد شخصية متكاملة للطالب ، ويكون لديه توازن في كل جانب من الشخصية ، ويتم حالياً إعداد دليل لهذه الأنشطة.
بالإضافة إلي إعادة ترتيب اليوم الدراسي بالمدارس لممارسة الأنشطة لتتحول المدرسة إلي مكان جاذب للطالب.
أرسل تعليقك