القاهرة – محمد الدوي
القاهرة – محمد الدوي
أصدرت الجامعة الأميركية في القاهرة تقريرها الثاني عن البصمة الكربونية في حرم الجامعة في القاهرة الجديدة، والذي يلقي الضوء على الإستراتيجيات التي يطبقها فريق الاستدامة، للتقليل من استهلاك الطاقة في حرم الجامعة، ويحتوي التقرير قياسًا للبصمة الكربونية الخاصة بالجامعة، وهو المعدل الكلي
لغاز ثاني أكسيد الكربون بالإضافة إلى انبعاثات الغازات الدفيئة وغيرها من الغازات التي تنطلق في سماء الجامعة، كنتيجة حتمية للأنشطة اليومية، وعمليات التشغيل الخاصة بالحرم الجامعي.
وتُعَد الجامعة أولى الصروح العلمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تقوم بإجراء مثل هذا النوع من الدراسات، والتي تُعنى بتأثير أنشطة الجامعة على التغير في أحوال المناخ.
وشَهِدَت الجامعة الأميركية في القاهرة خلال العامين الماضيين انخفاضًا في مستوى استهلاك الطاقة الكلي في حرم الجامعة بالقاهرة الجديدة بمقدار الثلث، وذلك في إطار جهود الجامعة المستمرة للحفاظ على عملية الاستدامة التشغيلية.
وأدَّى ذلك إلى التقليل من تكلفة المرافق بما يعادل اثنين مليون دولار، ويرجع الفضل في ذلك إلى الخطة التي صممها وقام بتنفيذها فريق الاستدامة الخاص بالجامعة.
وأعلنت رئيس الجامعة، ليسا اندرسون "أننا كجامعة نؤمن أننا إذا أردنا أن يكون لنا تأثير ملموس على أحوال المناخ، فإننا يجب أن نبدأ بأنفسنا، وذلك عن طريق قياس البصمة الكربونية الخاصة بالجامعة والعمل على تقليلها، وهذا المشروع هو الأول من نوعه في المنطقة، ويُعنى أساسًا بقياس تأثير أنشطة الجامعة على المناخ بصفة عامة، وهذا المشروع لا يمكِّن الجامعة من العمل على خفض انبعاثات الغازات الدفيئة في حرم الجامعة فحسب، بل أيضًا يبرز صورة الجامعة كمثال يُحتذى به، مما يشجع جامعات ومؤسسات أخرى على دراسة مسألة تأثير الأنشطة التي يقومون بها على التغير في أحوال المناخ".
ويصل المقدار الصافي للبصمة الكربونية للجامعة الخاصة بالعام المالي 2012، والتي جرى قياسها من 1 أيلول/ سبتمبر 2011 وحتى 31 آب/ أغسطس 2012 إلى 37.711.85 طن متري من غاز ثاني أكسيد الكربون، وذلك على أساس قياس الانبعاثات الناتجة من الأنشطة الخاصة بحرم الجامعة بالقاهرة الجديدة فقط، وعند قياس مقدار الانبعاثات الكلية وتقسيمه على عدد الطلاب المنتظمين نجد أن الناتج يضع مقدار الانبعاثات في الجامعة في مستوى موازٍ لمقدار الانبعاثات الخاصة بكليات أخرى في الولايات المتحدة مماثلة في الحجم أو في المناخ، وينبعث من الجامعة حوالي 6.4 طن متري من ثاني أكسيد الكربون مقابل كل طالب منتظم، وذلك بالمقارنة بمؤسسات تعليمية أخرى في الولايات المتحدة مثل جامعة أريزونا (6.6 طن متري) وجامعة برانديس في ولاية ماساتشوتس (6.3 طن متري).
وأكَّد مدير مكتب الاستدامة، مارك روش "يمكننا أن نعتبر أن أول الآثار الإيجابية الملموسة والتي نتجت عن وضع برنامج الجامعة الخاص بتوفير الطاقة في حيز التنفيذ يتمثل في التقليل من انبعاثات الكربون، ويمكننا أن نستخلص هذا بسهولة من هذا التقرير، فبدءًا من العام المالي 2011 وحتى العام المالي 2012، نجد أن الطاقة المتوفرة من جراء تشغيل أجهزة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء كانت كبيرة، فقد أدى العمل بنظام توفير استهلاك الطاقة إلى انخفاض ملحوظ في مستوى انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لتنخفض بمقدار 6.542 طن متري، وهو معدل أقل بكثير من المعدلات السابقة".
وطبقا للتقرير، اتخذت مجموعة عمل تابعة للجامعة مبادرة لتوفير الطاقة وتقليل نسبة الانبعاثات الخاصة لأنظمة التدفئة والتهوية والتكييف بما يوازي 27.5 في المائة وذلك في العام المالي 2012.
أما بالنسبة إلى قطاع الإضاءة والمعدات الكهربائية، فتكوَّن فريق عمل من مديري المنشآت الخاصة بالجامعة بالإضافة إلى عدد من مهندسي الكهرباء، وبدؤوا في تركيب عدد من أجهزة الاستشعار في جميع الفصول البالغ عددها 138 فصلاً دراسيًا، وذلك لإطفاء الأنوار بصورة أتوماتيكية عندما تكون الفصول خاوية.
ووضعوا أيضًا الآلاف من العلامات المكتوب عليها "من فضلك أطفئ الأنوار" وذلك فوق مفاتيح الكهرباء في المكاتب، وقاعات الاجتماع، والفصول، والمعامل الموجودة في جميع أرجاء حرم الجامعة في القاهرة الجديدة.
ويعمل الفريق أيضًا على إعادة برمجة نظام الإضاءة العامة الخاصة بحرم الجامعة قي القاهرة الجديدة، وذلك لإطفاء حوالي 30.000 مصباح يضيء الأماكن العامة في حرم الجامعة في حالة عدم الاحتياج إليها.
أما بالنسبة إلى وسائل النقل فتعمل الجامعة على تشجيع مجتمع الجامعة بأكمله على الانتقال بواسطة أتوبيسات الجامعة، ومنح الأشخاص الذين يشتركون في ركوب سيارة واحدة تقلهم إلى الجامعة أحقية في ركن السيارة من دون رسوم.
وقام فريق الاستدامة في الجامعة بتطوير إستراتيجية خاصة بإدارة المياه على مدار العام الماضي، وذلك في محاولة منهم لتقليل استخدام المياه وتوفير احتياطي كافٍ منها.
وأدَّى ذلك إلى تقليل استخدام المياه بمقدار 60 في المائة، وزيادة احتياطي المياه بمقدار ستين بالمائة أخرى. وتضمنت الإستراتيجية تركيب خزانات للمياه بحرم الجامعة تصل سعتها إلى حوالي 2.000 متر مكعب، وتغيير الصمامات الدافقة في الحمامات، وإدارة نظام تكييف الهواء بصورة تتسم بمزيد من الكفاءة، بالإضافة إلى استخدام المياه المعالجة في ري الحدائق الخاصة بحرم الجامعة.
وأعلن معماري الجامعة، أشرف سالوم، أن التصميم الأساسي لحرم الجامعة في القاهرة الجديدة يتسم بوجود بعض الخصائص التي تساعد في تقليل نسبة انبعاثات الغازات الدفيئة، بالإضافة إلى تعزيز عنصر الاستدامة.
ويَستخدِم مشروع الجامعة الغاز الطبيعي في عمليات التشغيل والذي لا يتخلف عن حرقه انبعاثات كثيرة كتلك المتخلفة عن أنواع الوقود الأخرى التي تعتمد أساسًا على الكربون كالبترول والديزل. ولجأت الجامعة أيضًا إلى استخدام نظام توليد الطاقة المشترك وذلك لإنتاج جزء كبير من الطاقة التي يحتاجها حرم الجامعة، وبموجب ذلك النظام تُستخدم الحرارة المتخلفة عن توليد الكهرباء في توفير المياه الساخنة اللازمة للتدفئة والمياه الساخنة الواجب توافرها في الحمامات.
وبالإضافة إلى ما سبق ذكره، فإن كفاءة نظام شبكة الري الذي تستخدمه الجامعة يمكنها من استخدام حوالي 1.500 متر مكعب فقط من المياه لري الحدائق الخاصة بحرم الجامعة، وذلك المعدل يمثل أقل من المعدل المتوسط اللازم لري حدائق مشابهة بنفس الحجم والاتساع.
أما الحوائط الخاصة بحرم الجامعة فهي مصممة بطريق معينة تسمح بتنظيم عملية اكتساب الحرارة وتسريبها؛ وهذا من شأنه تقليل المتطلبات الخاصة بتكييف الهواء وتدفئته بنسبة خمسين في المائة، وذلك بالمقارنة بمبانٍ أخرى مصممة بشكل يتميز بالتقليدية.
وتمَّت دراسة اتجاهات المباني بعناية وذلك لتمكين ضوء النهار من دخول جميع المكاتب والفصول الدراسية، وبذلك تقل الحاجة إلى استخدام الأضواء الصناعية التي تستهلك الكثير من الطاقة، وينعدم أيضًا وجود الأسقف الساقطة التقليدية في معظم الفصول والمعامل، وبذلك تقل كمية المواد المطلوبة، وتقل كذلك الحاجة إلى أعمال الصيانة.
وتعمل الجامعة باستمرار على بذل كل الجهود الممكنة للتقليل من استهلاك الطاقة، ولذا عملت على تطوير مجموعة من الخطط الخاصة بالتقليل من الانبعاثات وهي في طريقها للظهور.
وأعلن روش: "يحوي التقرير الخاص بالبصمة الكربونية عشرين توصية أخرى خاصة بتقليل البصمة الكربونية الخاصة بالجامعة، وذلك يشمل سلسلة كاملة من الإجراءات بدءً من تحويل أسطول النقل الخاص بالجامعة إلى العمل بالغاز الطبيعي (وهو نوع نظيف من الوقود يتخلف عن احتراقه انبعاثات أقل)، إلى التشجيع على استخدام وجهي الورقة في النسخ والطبع للتقليل من استخدام الورق".
ويُعتبر تقرير البصمة الكربونية 2.0 والذي صدر في تشرين الثاني/ نوفمبر 2013، هو الثاني من نوعه الذي يصدر عن الجامعة.
أرسل تعليقك