تبدأ جامعة الأزهر تنفيذ خطة وضعها رئيس الجامعة، الدكتور عبدالحى عزب، لمنع تسرب الأفكار المتطرفة إلى مناهجها وكتبها وعقول أبنائها، وذلك تلبية لدعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى بتجديد الخطاب الديني.
ويكشف "مصر اليوم" تفاصيل تطوير المناهج الشرعية والعربية التي ستدرس بالجامعة، إذ تُشكل 3 لجان للإشراف على المؤلفات: الأولى لمراقبة قطاع أصول الدين والدعوة، والثانية لقطاع علوم الشريعة، والثالثة لقطاع اللغة العربية.
وبحسب الخطة، ستعنى هذه اللجان بمراجعة البحوث والمؤلفات قبل وصولها ليد الطالب، وسيكون عملها هو مراجعة المؤلفات، وإعداد تقارير عنها، وعند وجود أي تشدد أو غلو وتطرف، فسيتم سحب الكتاب ومعاقبة صاحبه، ومنع وصوله ليد الطلاب، كما سيجرى تشكيل 3 لجان أخرى لمراجعة جميع رسائل الماجستير والدكتوراه التي تقدم لهذه القطاعات.
وأكد رئيس جامعة الأزهر أنَّه "في حال وجود أيَّة عبارات أو آراء فيها غلو أو تشدد بأي رسالة فلن يُسمح بمناقشتها على الإطلاق وسيعاقب كل من ساهم في إخراجها، وإذا ما كان حاملًا لأيَّة أفكار غير أزهرية فسيتم إبعاده عن الأزهر".
وأشار إلى أنَّ اللجان المشكّلة جاءت تفعيلًا لدعوة رئيس الجمهورية التي كانت بمثابة شد للأزر وقوة معنوية للانطلاق من خلالها، لافتًا إلى أنَّ الجامعة قررت إنشاء هذه اللجان لفحص الكتب والرسائل وذلك لأنَّها ستتحمل مسؤوليتها بشجاعة أمام الرئيس والمجتمع المصري والإسلامي، لكونها المنتج الأهم للدعاة والمسئول الأول عن بناء عقولهم وتغذية المساجد بهم.
وأضاف عزب أنَّ الجامعة ستبدأ التطوير تحت شعار "حملة النهوض ببحوث ومؤلفات جامعة الأزهر"، وستكون الحملة تحت الإشراف المباشر لرئيس الجامعة، مشددًا على أنَّ "الأزهر مؤسسة التراث ولا بد لجامعته أن تتصدى لإعادة تفسيره بشكل صحيح".
وأوضح أنَّ الجهاد جزء من الدين والتراث لكن يفسره البعض خطأ على أنَّه معاداة الناس وهذه جريمة من أناس "مخها ضارب"، مضيفًا "لا يعي المسكين أنَّ الجهاد شُرِع ضد من يعتدي عليك ووقتها يكون فرض عين لكن معاداة الآمنين المسالمين يعد إرهابًا وليس جهادًا".
وأكد ضرورة تعديل الأفكار والعقول حول أمور مثل: "الجهاد والردة والرق والجزية" التي لم يعد لها مكان، مضيفًا: لم نعد في زمن الجزية ولم يعد هناك داع لتدريسها، وستقوم اللجان المشكلة من الجامعة بحذف هذه الدروس، فلم يعد لدينا رق إلا في عقول الإخوان الذين يسمون بناتهم "الحرائر"، وكأن باقي النساء جوارٍ.
وتابع: لا يوجد أي تشدد في كتب الأزهر وأنَّ كل ما نشر من مقاطع وأفكار لقيادات إخوانية مثل "سيد قطب وحسن أيوب ومصطفى السباعي" كآراء متشددة عار تمامًا من الصحة، وهذه الأفكار كان أساتذة اﻹخوان يدرّسونها في سنة حكمهم، وقد ألغيت ولم يعد لها وجود بالجامعة.
في سياق متصل؛ كشف نائب رئيس جامعة الأزهر لشؤون الدراسات العليا والبحوث، الدكتور توفيق نورالدين، أنَّ "الجامعة شكلت لجنة علمية لمراجعة رسائل الماجستير والدكتوراه الخاصة بكلية الدعوة خلال العامين الماضيين، وقد انتهت من مراجعة 50 رسالة وقررت إعادة 16 منها إلى الكلية مرة أخرى، والتنبيه على باحثيها بإعادة مراجعة مناهج البحث بها، بما يناسب منهج الأزهر الوسطى".
فيما أكد نائب رئيس جامعة الأزهر، الدكتور أحمد حسنى، أنَّ الجامعة مرّت بأكبر أزمة في تاريخها بسبب وجود بعض هذه الأفكار المتطرفة ومروجيها بها، وأنَّ الإدارة لن تتساهل مع أيَّة أفكار غير أزهرية لا على مستوى الكتب والمؤلفات أو الأساتذة.
وأشار إلى أنَّه تم فصل العديد من أساتذة الإخوان وغيرهم من الجماعات المتشددة وطلابهم، ممن ثبت تورطهم في نشر مثل هذه الأفكار، وسيتم فصل أي أستاذ أو طالب لا يعتنق أفكار الأزهر بشكل كامل.
أرسل تعليقك