c دراسة تكشف عن معيشة آلاف اليمنيات بدون "بطاقة هُوية" - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 08:09:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دراسة تكشف عن معيشة آلاف اليمنيات بدون "بطاقة هُوية"

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - دراسة تكشف عن معيشة آلاف اليمنيات بدون بطاقة هُوية

النساء اليمنيات
أنقرة - مصر اليوم

في محافظة رَيمه صغيرة المساحة، التي تقع على بعد مئتي كيلومتر غرب العاصمة صنعاء، تعيش أفراح الجماعي، 45 عاما، مع عائلتها. وقد تمكنت أفراح لأول مرة منذ أقل من عام من الحصول على بطاقة هُوية، بمساعدة مؤسسة رَيمه للتنمية والاستجابة الإنسانية، شريكة صندوق الأمم المتحدة للسكان في المحافظة.

وتروي أفراح معانتها لبي بي سي نيوز عربي قبل استخراج بطاقة هويتهاُ قائلة: "كانت تواجهني صعوبات. فإذا كانت هناك حوالة مالية مسجلة باسمي، كنت أضطر إلى استخدام بطاقة زوجي أو أخي. كما أنني كنت لا أستطيع السفر بمفردي واضطر لاصطحاب زوجي، حتى لا يسألني أحد عن بطاقة هُويتي".
أما آمنة وهي أيضا من محافظة ريَمه فتقول إنها لم تملك ما يكفي من المال لاستخراج بطاقة هُوية وتضيف قائلة: "استخرجت البطاقة الشخصية وعمري 35 عاما عندما أتت إلينا منظمات المجتمع المدني وساعدتني في استخراجها ".

وتتذكر آمنة العثرات التي واجهتها قبل استخراج البطاقة وتقول: "عندما ذهبت إلى المحكمة للحصول على ميراثي لم يمنحنوني إياه بسبب عدم امتلاكي بطاقة هُوية. حتى منظمات الإغاثة رفضت تسجيل اسمي للحصول على مساعدات إنسانية دون بطاقة".

وتقول دينا لبي بي سي إنها حصلت على البطاقة في سن العشرين، وأردفت قائلة: "في البداية لم يكن بمقدوري استخراج بطاقة بنفسي. الوضع لم يكن يسمح. نحن كنا نازحين وجئنا من محافظة الحديدة إلى محافظة ريَمه. وحين كانت تُرسل لنا حوالات بريدية عبر أي مركز بريد، كان يرفض القائمون على المركز تسليمي الأموال".
وترغب دينا بعد استخراجها البطاقة في استكمال تعليمها الجامعي إذا تحسنت أوضاعها المالية .
و تقول أشجان الوادعي، 20 عاما، إنها حصلت رفقة والدتها التي تبلغ من العمر 35 عاما على بطاقة هُوية في الآونة الأخيرة بعدما تكفلت مؤسسة رَيمه للتنمية والاستجابة بتكاليف إصدارها كاملة .
تزوجت أشجان في سن صغيرة و هربت، منذ عام، إلى منزل والديها بسبب سوء معاملة زوجها له. وترغب أشجان بعدما استخرجت البطاقة في اللجوء إلى القضاء للحصول على الطلاق. وتقول والدة أشجان لبي بي سي إنه "الآن بمقدور ابنتها أن تمارس حياتها بشكل طبيعي وتستكمل تعليمها الثانوي وتعمل لأنها تزوجت عندما كانت تدُرس في الصف التاسع".

محافظة رَيمه من بين المحافظات التي تحتل المرتبة الأولى في اليمن من حيث أعداد النساء اللواتي لا يمتلكن بطاقات هُوية .
وفي نوفمبر الماضي، قال صندوق الأمم المتحدة للسكان إن الآلاف من النساء في اليمن يعشن بدون بطاقات هوية، وإن هناك في محافظة رَيمه، ما يزيد عن مئة ألف امرأة بدون أوراق ثبوتية، منهن فقط أربعة آلاف امرأة يمتلكن البطاقة الشخصية.
وفي السياق ذاته، قال عبد الرحيم الحكيمي، رئيس مصلحة الأحوال المدنية في محافظة ريَمه، لبي بي سي "إن المحافظة تتصدر جميع المحافظات في نسبة الاحتياج للبطاقة الشخصية للنساء والفتيات وكذلك الرجال، مضيفا أن "أكثر من 80 % من سكان المحافظة نساءً ورجالاً لا يمتلكون هُوية"، إلا أن نصيب النساء "بكل تأكيد" هو الأكثر من تلك النسبة، على حد قوله .
ويقول نشوان محمد علي الشاوش، الرئيس التنفيذي لمنظمة ريَمه للتنمية والاستجابة الإنسانية، إن محافظة ريَمه من بين المحافظات التي تحتل المرتبة الأولى من حيث أعداد النساء اللواتي لا يمتلكن بطاقات هُوية وإنه" خلال ال15 عاما الماضية حصلت حوالي ألفي فتاة وسيدة على بطاقة هوية "
صعوبة تحديد سن السيدات

معظم النساء اللواتي يذهبن لاستخراج بطاقات الهوية في محافظة ريَمه لا يمتلكن أوراقا ثبوتية رسمية أو شهاد ميلاد رسمية تحدد سنهن .
ويقول الحكيمي "هذه مشكلة نحن نعاني منها. إذ تأتي مثلا سيدة في الثلاثين أو الأربعين أو الخمسين من عمرها ولا تمتلك شهادة ميلاد. كيف من الممكن أن نحدد عمرها. نلجأ إلى أقرب مستشفى للحصول من خلالها على شهادة تقدر عمر السيدة. وفي بعض الأحيان يأتي والد السيدة ويحدد العام الذي ولدت فيه ابنته وبعدها نسجل سنها ".
القانون اليمني لا يمنع المرأة من استخراج بُطاقة هوية
ويقول نشوان محمد علي الشاوش إن "القانون اليمني واضح وينص على أن كل من بلغ سن 16 عاما يحب أن يحصل على بطاقة الهوية".
وينحي الشاوش باللائمة في عدم امتلاك نساء كثيرات بطاقات هُوية إلى الأعراف المجتمعية التي ترى في استخراج بطاقة للنساء والفتيات أمرا غير لائق "إذ أن أوراق الثبوتية تحتاج إلى أخذ صورة للنساء".
وهو رأي يشاطره فيه عبد الرحيم الحكيمي، رئيس مصلحة الأحوال المدنية في محافظة ريَمه، الذي يقول إن" أغلب السيدات و ليس كُلهن ( في محافظة ريمهَ) لا يمتلكن الهوية .... حيث إن الشعب اليمني شعب قبلي وعفوي ويرى أنه ليس من الضروري أن تمتلك المرأة بطاقة هوية. فهي زوجة و ترعى أولادها".
نقص التمويل

منحت المؤسسة غير الحكومية التي يترأسها نشوان محمد علي الشاوش حوالي 466 فتاة و سيدة من سكان محافظة ريَمه بطاقة هُوية. ويقول عبد الرحيم الحكيمي إنها "المؤسسة الوحيدة التي تدخلت في محافظة ريَمه عبر مساعدة صندوق الأمم المتحدة للسكان" لمنح تلك النساء البطاقات، إذ أن قلة الإمكانيات تعرقل إصدار أوراق ثبوتية . ويضيف الحكيمي قائلا إن: "المحافظة جبلية وتضاريسها صعبة وطرقها وعرة ويصعب على المواطنين الوصول إلى مركز المحافظة للحصول على خدمات السجل المدني".
كما أن تكلفة التنقل من القرى إلى مركز المدينة تفوق بكثير رسوم إصدار البطاقة "ومن الممكن أن تساوي التكلفة ما ينفقه رب الأسرة خلال شهر"، كما يقول الحكيمي لبي بي سي .

تبلغ تكلفة رسوم إصدار البطاقة 3,500 ألف ريال يمني. إلا إن تكلفة التنقل من بعض المناطق إلى مركز العاصمة تجعل إجمالي التكلفة تتراوح ما بين 30,000 إلى 50,000 ريالاً يمنياً . ليس هذا فسحب، بل تعاني مصلحة الأحوال المدنية في محافظة ريَمه من نقص الموارد المالية التي تمكنها من الوصول إلى القرى بغية إصدار بطاقات هُوية. وعملية الإصدار هذه تحتاج إلى أجهزة ومحطات ميدانية تُطلق من خلالها فرق عمل ماهرة تذهب إلى المناطق و القرى البعيدة كافة وتصدر لهم البطاقات من مراكز الإصدار.

وقال الحكيمي إنه وضع "خطة نزول ميداني تهدف الى الوصول إلى أغلب المناطق والقرى في مديريات المحافظة وذلك لتسهيل حصول جميع المواطنين على الوثائق الثبوتية التي تعد من أهم حقوقهم القانونية جميعاً رجالاً ونساءً بمختلف الفئات العمرية ".
إلا أن الخطة لم تُنفذ بسبب عدم توافر الإمكانيات و"بسبب نقص التمويل والحصار الذي يعاني منه الشعب اليمني".

قد يهمك ايضا

التلفزيون الرسمي الصربي يكشف عن مقتل امرأة نتيجة العنف المنزلي كل 10 أيام

مايا مرسي تشكر شيخ الأزهر لتضامنه في محاربة العنف ضد المرأة

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دراسة تكشف عن معيشة آلاف اليمنيات بدون بطاقة هُوية دراسة تكشف عن معيشة آلاف اليمنيات بدون بطاقة هُوية



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
  مصر اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
  مصر اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 15:08 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

غوغل تكشف عن خدمة جديدة لإنتاج الفيديوهات للمؤسسات
  مصر اليوم - غوغل تكشف عن خدمة جديدة لإنتاج الفيديوهات للمؤسسات

GMT 00:26 2020 الخميس ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

موعد نهائي دوري أبطال أفريقيا بين الأهلي والزمالك

GMT 07:19 2020 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الخميس 8 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 05:34 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير مكرونة باردة بالجمبري

GMT 05:32 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير عصير الليمون باللبن

GMT 23:50 2020 الأربعاء ,23 أيلول / سبتمبر

انخفاض سعر نفط خام القياس العالمي

GMT 23:25 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 19:23 2020 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

منال سلامة تكشف كواليس تعرضها لحادث مميت

GMT 23:49 2020 الأحد ,13 أيلول / سبتمبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الأحد 13 سبتمبر 2020

GMT 16:49 2020 السبت ,12 أيلول / سبتمبر

مقتل شخصين في تحطم طائرة قرب مطار لوس أنجلوس

GMT 04:59 2020 الأحد ,07 حزيران / يونيو

أحمد وفيق يحدد الجيل الذي احتفل بـ"النهاية"

GMT 14:22 2020 الجمعة ,22 أيار / مايو

أسعار الدواجن في مصر اليوم الجمعة 22 مايو

GMT 20:28 2020 السبت ,11 إبريل / نيسان

الهند تسجل 1035 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon