كشفت المصرية جيهان جادو عضو مجلس الحي عن محافظة فرساي بفرنسا، تفاصيل اختيارها في هذا المنصب لتكون المصرية الوحيدة في مجلس فرساي، مشيرة إلى أنه تم اختيارها بعد عدة سنوات من الأنشطة المجتمعية التى قامت بها، ورغم عدم حصولها على الجنسية الفرنسية فإنها أصبحت المرأة الوحيدة العربية في مجلس حي نوتردام بفرساي.
وأكدت جيهان جادو في حوارها لـ «٥ صراحة» أن المصريين في الخارج لهم دور كبير في تحسين صورة مصر أمام العالم، ووجهت نصيحة للشباب الذى يفكر في الهجرة غير الشرعية بأن يعيد حساباته وأن يعى حجم المخاطر التى قد يتعرض لها والمصير الذى سيؤول إليه.
وتحدَّثت جاد في بداية الحوار على كيفية تعيينها في المجلس المحلي بفرساي، قائلة، "لقد تم اختياري في عضوية مجلس الحي عن محافظة فرساى في فرنسا في عام ٢٠١٤ بقرار مباشر من المحافظ، وذلك عقب وضعها تحت الملاحظة عدة سنوات وقيامها بالانشطة المجتمعية مع المحافظة وبيت الحي الذى تقطن به وهو أحد الأحياء الراقية في فرساي، وقامت من خلاله العديد من الأنشطة مثل الأسبوع الثقافي المصري بالتعاون مع السفارة المصرية ومهرجان للشعر العربي وفعاليات متعددة عن العلاقات الثقافية المصرية الفرنسية، وبعدها تم النشر في الجريدة الرسمية للمحافظة باختيارها إحدى أعضاء مجلس حي نوتردام بفرساي، وكانت وقتها لم تحصل على الجنسية الفرنسية، فأصبحت المصرية الوحيدة في مجلس الحي بفرساي.
علم واجتهاد
وأجابت على سؤال عن طريقة دعم المصري في الخارج لبلده، قائلة، "على أي مصري بالخارج دور كبير جدًا في تحسين صورة بلده وأن يكون سفيرا لوطنه بعلمه واجتهاده وحصوله على المناصب في الدولة المقيم بها ويكون خط الدفاع الأول لمصر ويقف حجر عثرة في طريق أى أحد يحاول تشويه صورتها، وذلك بالاضافة الى انه قد يكون داعماً حقيقياً في نقل الخبرات العلمية والعملية من خلال العقول المصرية المهاجرة وذلك بجانب الدعم الاقتصادى والاستثمارى والترويج السياحى للوطن.
وأكدت جادو بشأن تغيير معاملة الدولة المصرية لابنائها بالخارج، أن الرئيس السيسى لم يترك أى فئة من فئات الشعب المصري فقد أعطى اهتمامًا كبيرًا بالمصريين بالخارج فأصبحت الدولة المصرية تهتم برعاية أبنائها في عهده، وأمر بتسخير كل أجهزة الدولة لخدمة المصريين بالخارج من خلال التسهيلات التجارية والاستثمارية وغيرها من المعاملات التى كان يعانى منها المصريون بالخارج فقد تغيرت الصورة تماماً عما كان في السابق وأصبح أى مواطن بالخارج محط اهتمام مصر.
وأكدت أن الحاجة مُلحَّة لعودة وزارة الهجرة المصرية التى أصبحت بفضل الوزيرة نبيلة مكرم هى الوسيلة الشرعية للتواصل بيننا وبين مصر، على مدار ٤ سنوات من إنشائها أصبحت الوزارة همزة الوصل والقناة الشرعية التى يتم من خلالها تعامل المصري مع بلده إذا ما تعرض لأى مشكلة وحرصت الوزيرة على ان تقف على مسافة واحدة من الجميع وأن تجمع كل الطاقات التى تستطيع جدياً تحقيق مصلحة للوطن سواء من العلماء أو الشباب المصري بالخارج من أبناء الجيل الثانى والثالث وترسيخ أواصر انتماء المصريين ووطنهم.
وكشفت جيهان جادو عن المحطات الأبرز في حياتها، قائلة، "أهم المحطات في حياتى هى حصولى على درجة الدكتوراه في الحقوق لأن بعدها تم تغيير مسار حياتى وأصبحت أعى جيدًا حجم المسئولية تجاه وطنى وتجاه اساتذتى الذين كان لهم الفضل الكبير في تحقيق هذا الحلم لى وأيضاً عائلتى التى وضعت كل ثقتها في فأصبحت درجة الدكتوراه هى أولى خطواتى العملية لتحقيق أهدافي نحو المستقبل سواء في العمل العام أو في الحياة العملية".
وعن موضوع رسالة الدكتوراه الخاصة بها، قالت، "موضوع رسالتي كان عن إجراءات الطعن في أحكام مجلس الدولة وكان موضوعًا حديثا جدًا لم يكن موجوداً في مصر استحداث طرق للطعن في الاحكام الإدارية ويرجع الفضل في ذلك الى معلمى واستاذى رحمه الله: د. مصطفي عفيفي الذى غير اتجاه دراستى لأننى كنت ارغب في إعداد الدكتوراه في القانون الجنائى لكن د. مصطفي بعد حصولى على امتياز في القانون الإدارى في الماجستير نصحنى أن اكمل في هذا المجال النادر.
وبالفعل سجلت في القانون الإدارى وحصلت على منحة من جامعة طنطا لإعداد الدكتوراه على نفقة الجامعة وقمت بتدريس مادة «السكاشن» للفرقة الثالثة بكلية الحقوق ثم قدر لى بعد ذلك ان اسافر الى فرنسا تلك الفرصة التى كانت نقلة حقيقية في حياتى قمت بتجميع المادة العلمية وكل المراجع الحديثة لنقل التجربة العملية لمصر.
وتحدَّثت عن الاختلافات بين المرأة المصرية والفرنسية، قائلة، "في وجهة نظرى المتواضعة أن المرأة في أي مجتمع هي القوى الناعمة التى تعمل على تطوير المجتمعات لكن إذا نظرنا الى الاختلاف بين المرأة الفرنسية والمصرية نجد الاختلاف الوحيد هو في نظرة المجتمع للمرأة فالمجتمع الفرنسي يساعد المرأة كثيرًا على خوض فرص العمل وتمكينها من تقلد الوظائف الكبرى في المجتمع ويحقق لها المناخ الملائم لتحقيق أهدافها نحو بناء المستقبل وأرى أنه مؤخرًا أصبحت المرأة المصرية لديها نفس المعايير إلا قليلا ممن ينظرون للمرأة على أنها مازالت غير قادرة على تقلد بعض الوظائف ونحن أمام موروث ثقافي خاطئ للمرأة لكن ما دون ذلك المرأة المصرية تتفوق وبقوة القانون على نظيرتها الفرنسية في الرواتب فالمرأة المصرية تحصل على راتب مساو للرجل في مصر لكن الفرنسية تحصل على راتب اقل من الرجل الفرنسي.
وعن توحيد الكيانات المصرية في الخارج، قالت، "أعتقد أن فكرة توحيد الكيانات المصرية بالخارج أمر صعب نوعًا ما إلا إذا توحدت تلك الكيانات على امر مهم أو هدف واحد حقيقى يفيد مصر، فالتوحيد نحو حب الوطن يستوجب التنحى بعض الشىء عن الزعامات وعن الرئاسة لكل كيان على حدة، المشكلة التى تؤرق الجميع هى من سيصبح القائد ولا أحد يعمل بروح الفريق".
كيان خاص
وأكدت أن مؤتمر الكيانات المصرية نجح في تحقيق أهدافه، قائلة، "أعتقد ان مؤتمر الكيانات المصرية بالخارج حقق الهدف منه وهو تجميع اكبر جمع من المؤسسات والمنظمات التى يمكن ان تفيد مصر بخبراتها كل من خلال الكيان الخاص به".
وأضافت، "اهتمام وزيرة الهجرة بتجميع هذا الشمل هو خطوة كبرى وهادفة للاستفادة منهم وأيضاً تذليل كل العقبات امامهم لسماع مشكلاتهم والعمل على حلها.
ووجَّهت نصيحة للشباب المصري المقبل على الهجرة غير الشرعية، قائلة، "نصيحتى للشباب الذى يريد الهجرة غير الشرعية هى أنه لابد من التفكير جيداً وحساب كم المخاطر التى يتعرض لها الشباب في تلك الرحلة الشاقة، فالحياة في الدول الأوروبية ليست الجنة وهناك طريق آخر أكثر صعوبة ينتظركم في الدول الأوروبية بدءاً من اللغة وانتهاء بالغربة بعيدا عن الأهل ناهيك عن الترقب والتتبع من قبل السلطات للترحيل واعتقد ان في مصر الآن فرص عمل وبناء كبيرة لمن يريد النجاح والشباب السورى بمصر خير دليل.
واختتمت حديثها قائلة، "مصر تحتاج أولادها وسواعدهم لتصبح أفضل من أوروبا وأى دولة في العالم فمهما كانت نار الوطن أفضل من جنة الغربة والبعد عن الجذور".
قد يهمك ايضا
الرئيس السيسي يوقع تعديل بعض أحكام قانون مكافحة المخدرات
السيسي يحضر مراسم توقيع اتفاق السودان الخميس
أرسل تعليقك