توقيت القاهرة المحلي 13:05:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أوّل عاملة منزل أجنبية في لبنان تقاضي كفيلتها بعدما استعبدوها لكنّها نجَت وتكلَّمت

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - أوّل عاملة منزل أجنبية في لبنان تقاضي كفيلتها بعدما استعبدوها لكنّها نجَت وتكلَّمت

عاملة منزل
بيروت ـ العرب اليوم

تناول القضاء للمرة الأولى في لبنان، قضيّة جنائية مرتبطة بالعبودية والاتجار بالرق ترفعتها ضدّ كفيلتها عاملة منزل أجنبيّة.إنّها مازاريت، امرأة أثيوبية تبلغ من العمر 38 سنة، عانت "لنحو ثمانية سنوات الاستعباد الذي مارسته ضدها كفيلتها وصاحبة المنزل في لبنان"، على ما تفيدنا منظمة الحركة القانونية العالمية في لبنان، التي تدافع أمام القانون بالنيابة عن مازاريت.لا تندرج قضية نازاريت ضمن حالة فرديّة، فكم عاملة منزلية مهاجرة في لبنان يعانين العنف والاستغلال والعمل القسري، وغيرها من الانتهاكات التي يمارسها أرباب وربات منزل، مستظلين بنظام "الكفالة" اللبناني الذي يكرّس نوعاً من "العبودية المعاصرة" ويلغي حتى فرص الضحايا في الادعاء على الجلادين؟بعد الحديث إلى مديرة برامج لبنان في الحركة القانونية العالمية، فاطمة شحادة، ننقل التفاصيل الآتية:

- عقدت يوم الثلاثاء في بعبدا جلسة استماع افتتاحية للقضية الجنائية، إلاأنّ المدّعي عليهم لم يحضروا، فحدّد موعد الجلسة القادمة في10 شباط 2022 وقررت قاضية التحقيق الأولي تبليغهم بالطرق الاستثنائية. وفي حال لم يحضر المدعى عليهم الجلسة القادمة، يصار لإصدار مذكرة توقيف في حقهم.- نازاريت هي اليوم آمنة، وقد عادت إلى أهلها في أثيوبيا بعدما فقدوا التواصل معها لسنوات. ولم يكن حرمان التواصل مع الأهل سوى شكلاً واحداً من أشكال العبودية، فقد كانت تعمل لأكثر من 15 ساعة يومياً، واحتجزت في الشقة، وحرمت معاشها لشهور عديدة، ولم يكن بإمكانها الخروج أو طلب النجدة لأن العائلة صادرت جواز سفرها، وتعرضت للتعنيف الجسدي واللفظي.

- رفعت الحالة أمام القضاء في تشرين الأول 2020، وعقدت الجلسة الأولى بعد سنة، بسبب التعطيل الاقفالات القسرية.كيف استطاعت المنظمة التدخل، فيما كانت مازاريت ممنوعة من التواصل مع الخارج؟- تدخلت المنظمة من خلال نظام إحالة كوّنته من شبكة من النشطاء والمنظمات ومندوبي السفارات التابعة لدول هؤلاء العاملات. وكانت عاملة منزلية مهاجرة في إحدى المجموعات على صلة بعائلة مازاريت في أثيوبيا، وبلغت أن أخبارها انقطعت عنهم منذ سنوات.- جرى التواصل مع العائلة في أثيبويا، وبعد بحث وتحرٍ استطاعت المنظمة التواصل مع العائلة الكفيلة من خلال محامٍ. بداية الأمر، رفضت الكفيلة التواصل مع المحامي وأقفلت الخط قبل إنهاء المكالمة. لكن تحت ضغظ المحامي بتقديمه إخبار للنيابة العامة في حال لم تجدد الاقامة، رضخت الكفيلة للأمر فعادت نزاريت لأهلها في غضون أسبوعين "كانت معاناتها كبيرة لدرجة أنها كانت تطالب فقط بالعودة إلى بلدها، ولم تطالب بالمعاش الذي حرمت منه".
قانونياً، كيف تعتبر قضية مازاريت خطوة نموذجية نحو إلغاء نظام الكفالة؟

- للمرة الأولى في لبنان ترفع قضية جنائية من عاملة منزل أجنبية ضدّ الكفلاء.- اتخذ ملف مازاريت منحى التقاضي الاستراتيجي، لأنه :أولا: يتناول أسباباً قانونية جديدة تتجاوز المعاش غير المدفوع إنما تتقاطع مع العبودية والإتجار بالرقيق والعمل القسري والعنف الجسدي والمعنوي إلى جانب التمييز العرقي.ثانيا: أدرج مقاربات دولية وأخرى محلية، فتابع الملف كلّ من المديرة التنفيذية للحركة القانونية العالمية أنطونيا مولفي وهي محامية بريطانية، والمستشارة المتخصصة في "العبودية المعاصرة" باتريسيا سيلزر، ومحاميين من لبنان.ثالثا: وُضعت قضية "مازاريت" ضمن مسار "مناصرة مع عدة منظمات تمهيداً للتغييرين الاجتماعي والقانوني عبر إسقاط نظام الكفالة وإنصاف العاملات الأجنبيات من خلال دمجهن في قانون العمل اللبناني".

وكانت آخر الخطوات القانونية نحو إلغاء نظام الكفالة شهدها  لبنان في 8 أيلول 2021، من خلال إطلاق وزيرة العمل في حكومة تصريف الأعمال السابقة لميا يمين "العقد القياسي الموحد" ويستند إلى خطة عمل إصلاحية وإلى مسودة عقد وضعتها منظمة العمل الدولية وجهات معنية رئيسية، تعالج العديد من العناصر الأساسية في نظام الكفالة.وينص العقد بوضوح على أنه يحق لعاملات المنازل مغادرة المنزل أيام العطلة الأسبوعية والإجازة السنوية، ولا يشترط عليهن دفع رسوم الاستقدام أو التكاليف ذات الصلة. كما يحظر على أصحاب العمل وقف تسديد الأجور وحجز جوازات السفر والوثائق الشخصية الأخرى.

إلّا أنّ المعضلة الأساس في الاصلاحات القانونية في لبنان، لا تتعلق بالشوائب بقدر ما تفتقر للتطبيق وفرض الرقابة على تطبيقها.وتقدّر منظمة العمل الدولية عدد عاملات المنازل الأجنبيات في لبنان بنحو  250,000 الأقل يعملن بموجب نظام الكفالة الذي يكرس علاقة غير متوازنة إطلاقاً بين أصحاب العمل والعمال الأجانب. ومن يدري، قد تكون قضية مازاريت أولى المحاولات القانونية العملية على طريق إسقاط نظام الكفالة التمييزي وما يجسّده من عبودية عصرية تحت عدّة حجج ومسوّغات وثقافة إجتماعية آن لها أن تتفكك.

 قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :

دب يهاجم امرأة حامل أثناء عرض في السيرك

اغتصاب امرأة على مرأى ومسمع ركاب قطار في أميركا

 

 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوّل عاملة منزل أجنبية في لبنان تقاضي كفيلتها بعدما استعبدوها لكنّها نجَت وتكلَّمت أوّل عاملة منزل أجنبية في لبنان تقاضي كفيلتها بعدما استعبدوها لكنّها نجَت وتكلَّمت



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon