توقيت القاهرة المحلي 20:45:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

محرومات من حقوقهن وإبداعات أناملهن تباع بالملايين

فقيرات يخطن أزياء الشرطة الأسبانية و بذلات الأندية الشهيرة

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - فقيرات يخطن أزياء الشرطة الأسبانية و بذلات الأندية الشهيرة

أزياء الشرطة الإسبانية
الدار البيضاء - سعيد بونوار

ترتعد فرائص عدد من المهاجرين المغاربة الشرعيين وغير الشرعيين بمجرد رؤية دورية للشرطة الأسبانية التي باتت أكثر شراسة في سوء معاملة المهاجرين، فكثير من الأسبان يعتقدون أن أزمتهم الاقتصادية التي دفعت حكومتهم إلى التقشف ترجع إلى هذا التهافت على الإقامة فوق "أندلس" العرب الضائعة، وأصبحوا شبه مؤيدين لتجاوزات الشرطة تجاه المهاجرين بداعي ضمان الأمن، ومحاربة الهجرة غير الشرعية.
وتصنف شرطة أسبانيا ضمن أولى وحدات الشرطة التي ترتدي أزياء أنيقة، لكن الزي الأنيق لا يشفع للهراوة في ممارسة "إرهابها" على رؤوس مهاجرين ومهاجرات وصلوا إلى "الفردوس" بغية عيش كريم لكنهم اصطدموا بواقع أكثر مرارة.
ولكن من صدف القدر أن إحدى النساء اللواتي تعرضن للضرب في أسبانيا من طرف الشرطة، هي واحدة من آلاف المغربيات اللواتي تولين خياطة أزياء بذلات هؤلاء بمختلف رتبهم و"تلاوينهم"، المسكينة وجدت نفسها تحت رحمة "نياشين" أمضت مع زميلاتها ساعات الليل والنهار في حياكتها.
في حي مولاي رشيد بوسط الدار البيضاء، الحي الأكثر فقرا في المغرب، تنتصب وحدات صناعية تبدو وكأنها سجون، فتصميماتها الهندسية لا توحي بأن ما "يحاك" داخلها يباع بالملايين، أبواب ضيقة وتفتيش دقيق للعاملات البائسات القادمات من القرى هروبا من االحاجة، والخوف أن تسرب إحداهن "زيا أمنيا"، أو تسول لإحداهن نفسها سرقة زي لاعب فريق برشلونة ليونيل ميسي لاعب.
في هذه المصانع، تتولى أنامل مغربية فقيرة خياطة الأزياء الرياضية الخاصة بأشهر الأندية الرياضية في الجارة أسبانيا وكذا أشهر ماركات الملابس ، كما تتولى ذات المعامل حياكة بذلات الشرطة والعسكر ورجال الإطفاء الأسبان.
أمهات وشابات وقاصرات يعملن في مصانع النسيج المنتشرة في حي مولاي رشيد وفي منطقة عين السبع، في ظروف أقل ما يقال عنها إنها لا إنسانية، سب وقذف وضغوط وحرمان من التعويض عن ساعات العمل الإضافية، وإحساس بلا أمن، ذلك أن المعامل المذكورة لا تبعد كثيرا عن بؤر الإجرام المعروفة في المنطقة حيث يتربص عشرات الشباب بالعاملات ويسلبهن أموالهن.
تتحاشى السلطات المغربية محاسبة أرباب هذه المصانع، خوفا من نقلها إلى دول أخرى، وتنظر إلى جانب تشغيل الآلاف من البسطاء أكثر من نظرتها إلى ظروف العمل القاهرة وغياب أبسط الحقوق التي يضمنها قانون العمل للعمال ، وذات الاعتبار تحمله العاملات في مصانع النسيج المذكورة، فالأزمة العالمية امتدت أذرعها إلى المغرب وبات إيجاد عمل أصعب من علاج مرض السرطان.
ويستغل أرباب المعامل المذكورة الوضع لتشغيل القاصرات نظير أجرة أقل، وتراود كثير من المشتغلات في هذه المصانع فكرة سرقة زي أو بذلة رياضية وإعادة بيعها لكن شروط الحراسة الصارمة تجعل هذا الحلم مستحيلا.
ترى هل تدرك الشرطة الأسبانية والقوات المسلحة ورجال الإطفاء ولاعبي الأندية الشهيرة أن البذل التي يرتدونها إنما "حيكت" بأنامل الحزن والألم والفقر والاستغلال.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فقيرات يخطن أزياء الشرطة الأسبانية و بذلات الأندية الشهيرة فقيرات يخطن أزياء الشرطة الأسبانية و بذلات الأندية الشهيرة



GMT 01:06 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا تتابع نشاط برنامج حماية الطفل من الإساءة

GMT 21:19 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

الأمير هاري يكشف سراً عن طفليه وما ورثاه من ميغان ماركل

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon