توقيت القاهرة المحلي 11:59:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عريس وعروسه بملابس الزفاف قاما بزيارة موقع الانفجار في الليلة التالية

التشاؤم يغلب على سكان مناطق الشيعة في لبنان رغم محاولات رفع المعنويات

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - التشاؤم يغلب على سكان مناطق الشيعة في لبنان رغم محاولات رفع المعنويات

عريس وعروسه بملابس الزفاف في زيارة موقع الانفجار
بيروت ـ جورج شاهين

يقوم العمال بترميم الشرفات التي تحطمت بفعل انفجار السيارة المفخّخة التي جرت في معقل "حزب الله" اللبناني في بيروت، وهناك حشود جماهيرية متعددة تتوافد على الموقع من أجل رفع معنويات السكان، وفي هذا السياق قام عريس وعروسه بملابس الزفاف بزيارة الموقع في الليلة التالية، كي يبعثا برسالة تقول للسكان "إن الحياة لا بُدّ وأن تستمرّ".
ورغم ذلك، فإن بعض السكان المحليين كما تقول صحيفة "نيويورك تايمز" لا يشاركون تمامًا التفاؤل العام الذي يبديه "حزب الله" اللبناني، الذي يعتقد بأن دعمه للنظام السوري في حربه الأهلية هو المحرك لعمليات الانفجار التي تستهدف معاقل الحزب، ويتوقع الكثيرون مزيدًا من الهجمات في المستقبل.
وتقول فريدة يعقوب، وهي مهندسة تعيش بالقرب من تلك المنطقة إنها في كل مرة تغادر منزلها أو عملها فإنها تودع عائلتها وأهلها، وتقول إنها قد تعود وقد لا تعود.
وأسفر الانفجار الأخير وهو الأعنف في لبنان منذ عشرات السنين عن مقتل 27 شخصًا في جنوب بيروت، ليعيد إلى الأذهان مجددًا مدى سرعة تأثر لبنان بالحرب الأهلية السورية، في ضوء الارتباط السياسي والاجتماعي الوثيق بين البلدين.
وغمر ما يقرب من نصف مليون لاجئ سوري المدن والقرى اللبنانية، كما زادت أحداث العنف من مخاوف السائحين، ويضاف إلى ذلك الانقسامات المريرة بين الفصائل السياسية بشأن الحرب، فالكثير من الطائفة السنية في لبنان يؤيد المقاومة السنية في سورية، بينما يقوم "حزب الله" بإرسال مقاتليه لدعم حكومة بشار في سورية، وأسهم ذلك في الفشل في تشكيل حكومة تعالج المشاكل الأكثر إلحاحًا التي تواجه لبنان حاليًا.
ويقول الأستاذ في العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في بيروت باسل سلوخ "إن البلاد يسودها حالة من الاضطراب العصبي العامّ، لأن كل انفجار سيارة يُذكّر الجميع بفترة الحرب الأهلية اللبنانية، التي استمرت من العام 1975 وحتى العام 1990".
أضف إلى ذلك أن أحدث الأنباء لا تساعد على رفع الروح المعنوية في لبنان، حيث تحتجز مليشيات اثنين من الطيارين الأتراك تم اختطافهما بالقرب من مطار بيروت، هذا الشهر ، كما أعلنت قوات الأمن عن اكتشافها سيارة "أودي" فضية تحمل لوحات مزورة كان يتمّ تفخيخها في كراج تحت بناية سكنية تقع بجوار مقر المجلس المحلِّي كانت تحمل 500 رطل من المتفجرات وإلى جوارها فتيل التفجير،  وهي كلها أنباء تثير مخاوف ورعب اللبنانيين.
وعلى الرغم من قيام الشرطة باعتقال عدد من المتورطين في ذلك إلا أنها تقول إن هؤلاء جزءٌ من جماعة تُخطّط لتفجير المزيد من السيارات، الأمر الذي زاد من المخاوف في أوساط السكان، واضطرار بعضهم إلى مغادرة المنطقة والعيش في منطقة أخرى، وتحوَّل كل فرد في المنطقة إلى شرطي، حيث يقوم بالإبلاغ فورًا عن أيّ شيء غريب أو سيارة غريبة.
ويوجد هناك من يقول "إن اعتياد اللبنانيين على الصراع منحهم القدرة على التواصل مع الحياة وخاصة حياة الليل، وذلك في أحلك الظروف والأوقات، وعلى الرغم من الانفجارات وما يعقبها من بُكاء إلا أن ذلك لا يمنع الزوجة من سؤال زوجها عن المكان الذي سوف يصحبها فيه لقضاء السهرة، أو عن الفستان الجديد الذي ينوي شراءه لها"، كما يقول حسان غيزاوي، الذي يدير محلاً لتنظيف الملابس في المنطقة.
ولا شك في أن تأجيج حالة عدم الاستقرار في لبنان ترجع إلى ارتباط بعض الأحزاب اللبنانية بالأحزاب المتناحرة في سورية، ويعتقد الجميع أن غضب المتطرفين السنة من الدور الذي يلعبه "حزب الله" في سورية هو الدافع وراء التفجيرات الأخيرة.
ولا جدال في أن ذلك غيَّر من نمط الحياة في الأحياء الجنوبية من العاصمة بيروت، حيث يعيش الشيعة اللبنانيين في دولة افتراضية داخل دولة، يديرها "حزب الله"، الذي أنشأ أخيرًا العديد من نقاط التفتيش لكل من يدخل المنطقة، الأمر الذي تسبب في زحام مروري، بينما يقوم آخرون بإعادة بناء ما دمَّرَه الانفجار تحت شعار "جهاد البناء".
ويقول مواطن لبناني شيعي "إن ما حدث لن يغير من مواقف حزب الله حتى ولو زاد معدل الهجمات في المستقبل". وأضاف أن "الحرب ما زالت مستمرة، وبطبيعة الحال علينا أن نتوقع المزيد من التفجيرات".

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التشاؤم يغلب على سكان مناطق الشيعة في لبنان رغم محاولات رفع المعنويات التشاؤم يغلب على سكان مناطق الشيعة في لبنان رغم محاولات رفع المعنويات



GMT 09:12 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

تحذير أممي من تفشي العنف الجنسي الممنهج ضد النساء في السودان

GMT 01:06 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا تتابع نشاط برنامج حماية الطفل من الإساءة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 09:32 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

بسمة بوسيل تشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة "لأ ثواني"
  مصر اليوم - بسمة بوسيل تشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة لأ ثواني

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon