توقيت القاهرة المحلي 10:36:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بعد 3 عقود على إعدامه تعتزم أسماء إعادة إحياء "الحزب الجمهوريّ"

ابنة الناشط السودانيّ محمود محمّد طه تسعى لنشر "الإسلام الحقيقيّ" لوالدها

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - ابنة الناشط السودانيّ محمود محمّد طه تسعى لنشر الإسلام الحقيقيّ لوالدها

ابنة الناشط السودانيّ محمود محمّد طه
أم درمان ـ مصر اليوم

بعد ثلاثة عقود تقريبًا على إعدام الناشط السوداني محمود محمد طه شنقًا بتهمة الردة، تعتزم ابنته إعادة إحياء حزبه الجمهوري، ونشر آرائه عن "الإسلام الحقيقي".ورغم غيابه تبقى رسالة طه عن الإسلام المتسامح والمساواة لكل السودانيين حية بين مجموعة من المثقفين والمخلصين، وعلى رأسهم ابنته أسماء (67 عامًا). وأكّدت أسماء محمود طه أن الوقت مناسب الآن لرفع الصوت بعد 25 عامًا من حكم "الأصوليين" المسلمين بعد أن أيّدوا في الماضي الرئيس السابق جعفر النميري الذي حكمت سلطاته القضائية بإعدام طه.
وأعلنت أسماء في مقابلة، في منزل مصنوع من الطين والخشب حيث أقام طه وعمل، أن "هؤلاء الأشخاص يشوهون الإسلام. هذا ليس الإسلام. سنُظهر للناس ما هو الإسلام الحقيقي. بالنسبة للأستاذ طه ماذا يعني الإسلام الحقيقي. وآراؤه عن الديمقراطية معلقة على جدران المنزل".
وأعلنت أسماء أن والدها لم يتنبأ فقط بسيطرة "الأصوليين" على السلطة، بل أيضًا بالانقسام الذي سيسببه ذلك داخل السودان.
وأُعلن عن تنظيم انتخابات العام المقبل، غير أن أسماء محمود أوضحت "أن الجمهوريين لن يشاركوا حسب رغبة طه، حتى تكون غالبية الناس قد قبلت آراءهم".
وأوضحت "نريد إقناع الناس ... هذه هي الطريقة الصحيحة لتغيير حياتهم".
واختتمت "إنني أكرس باقي حياتي لهذه المهمة".
وبحسب "الرسالة الثانية من الإسلام" لطه فإن القوانين في الحقبة الحديثة يجب أن تتطور بحيث "تبني مجتمعًا جيدًا تتصالح فيه الديمقراطية والاشتراكية، وتسود فيه المساواة الاجتماعية".
وأكّد أن هذا النوع من المجتمعات إضافة إلى الخضوع الكلي لله يؤدي إلى الحرية الفردية التامة في مرحلة "العلم" هذه من الإسلام".
وكتب طه أن الحلم البشري القديم ليس إرسال رواد فضاء إلى الفضاء الخارجي، بل جعل كل إنسان "سيد مصيره".
وألَّفَ طه أكثر من ثلاثين كتابًا في غرفة مطلية باللون الأزرق أصبحت الآن مُتحفًا فيه هاتف قديم على منضدة، وبجانبه مصحف، وفوق الباب صورة لطه مبتسمًا، والمنزل بحديقته الصغيرة يقع على طريق ترابي هادئ في مدينة أم درمان توأم الخرطوم، وبات "مركزًا ثقافيًا" ومكانًا للاجتماعات.
وقبل إعدامه في 18 كانون الثاني/ يناير 1985 عن 76 عامًا، انتقد طه فرض النميري الشريعة التي تنص على أحكام كالبتر وغيرها من العقوبات القاسية.
وأعلن طه "أن الفقراء مستهدفون ظلمًا".
وفي صباح اليوم الذي نُفذ فيه حكم الإعدام شنقًا في سجن كوبر، انتظرت أسماء التي كانت في أواخر ثلاثيناتها في منزل عمتها المجاور من دون أن تدمع عيناها.
وأوضحت "كنا نحاول أن نكون هادئين لأننا كنا ندرك أن هذا ما يريده والدنا".
وأعلنت أسماء نقلاً عن شهود "عندما نزعوا الغطاء عن رأسه نظر إلى جلاديه وإلى القضاة وابتسم لهم".
وأطيح بالنميري بعد ثلاثة أشهر في انتفاضة شعبية.
وبعد إعدامه تلاشت حركته التي تعرضت للاضطهاد، وكانت تضم حوالي ألف شخص. وفرّت أسماء محمود إلى الولايات المتحدة حيث أقامت لسنوات عدة.
وأكّدت "في مرحلة ما تشعر بأن لا أمل من القيام بأي شيء في هذا البلد الذي يقتل المفكرين والصالحين".
وأوضحت أن سنوات مرت قبل أن تتمكن من النهوض والسعي لإعادة إحياء الحزب.
وبيّنت أن الأمر لن يكون سهلاً. فصباح ذلك اليوم، جاء ضابط أمن لاستجوابهم، كما أن كتب والدها محظورة في السودان.
وأعلنت "نحن في حاجة لديمقراطية حقيقية يشارك فيها الجميع في السلطة، ويتمتعون بحرية التعبير، حيث الحريات قائمة على أساس القوانين الدستورية، وكثيرون أساؤوا فهم أفكار الحركة أو اعتبروها نخبوية".
وأوضح أمين عام "المنظمة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات"  فاروق محمد إبراهيم (83 سنة) أن طه "كان رجلاً عظيمًا حقًا".
وأكّد "كان رجلاً مسالمًا جدًا. لم يرفع أبدًا عصا أو أي شيء في وجه أحد".
وأقَرّ إبراهيم أن بعض آراء طه كانت غريبة لكن جهوده لجمع "الإيمان والمنطق" قدّمت حلاً للسودان الذي يواجه أزمات، وللصراع بين العلمانية والأصولية على مستوى العالم".
وأعلن إبراهيم (العضو في الحزب الشيوعي سابقا": "أعتقد أن هناك حاجة ماسة الآن لآرائه". وأوضح "أنها تقدم حلاً وسطًا ممتازًا بين الدين والدولة العلمانية".
وأكّد مكّي المغربي، كاتب المقالات في صحيفة، والعضو في حزب "المؤتمر الوطني" الحاكم أنهم "مجموعة صغيرة معزولة".
وتتزامن جهود أسماء محمود لإعادة إحياء "الحزب الجمهوري" مع تزايد الانتقادات الشديدة لحكومة السودان منذ إلغائها دعم الوقود في أيلول/ سبتمبر الماضي، مما أثار أسوأ احتجاجات في تاريخ حكم الرئيس عمر البشير.
وقُتل العشرات في الاحتجاجات التي جاءت في وقت يواجه النظام استياءً داخليًا وأزمة اقتصادية وعمليات تمرد مسلحة متكررة.
وتَولَّى البشير السلطة في 1989 إثر انقلاب عسكري مدعوم من الإسلامي القوي حسن الترابي، الذي تزايد نفوذه في عهد النميري.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ابنة الناشط السودانيّ محمود محمّد طه تسعى لنشر الإسلام الحقيقيّ لوالدها ابنة الناشط السودانيّ محمود محمّد طه تسعى لنشر الإسلام الحقيقيّ لوالدها



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 09:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"
  مصر اليوم - ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ حماس

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon