القاهرة – عصام محمد
وصف الباحث الاجتماعي فتحي فريد، الترويج لاندثار ظاهرة التحرش الجنسي في مصر، بأنه تضليل متعمّد، لا يراد من خلاله حل المشكلة من جذورها، مؤكدا على أنه ليست هناك إحصائيات أو أرقاد، قد تؤكد تلك المزاعم المروجة، وأنه لا يوجد حصر دقيق للحالات التي يتم الإبلاغ عنها، أو الحالات التي تظل طي الكتمان.
وكشف فريد في مقابلة مع "مصر اليوم"، أنّ ما يعلن من بلاغات تلقتها الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية، لا يقارنك بكم حالات التحرّش التي يشهدها الشارع المصري، مشيرًا إلى أنّه "ليست هناك ضمانات كافية للبنات المعتدى عليهن حتى يقدمن على خطوة الإبلاغ رسميًا عن تعرضهن إلى اعتداء".
وأكد فريد – أحد مؤسسي مبادرة أمان – إحدى مبادرات مكافحة التحرش الجنسي بالفتيات، أنه يتمنى أن يكون هناك تراجع حقيقي في ظاهرة التحرش، والتي تنشط غالبا في الأعياد الدينية والقومية بالبلاد، والتي تشهد تجمعا للموطنين في أماكن التنزه والحدائق والمناطق التجارية، وكشف أن مبادرات المجتمع المدني المعنية بمكافحة التحرش بالتنسيق مع السلطات، لم تنشط خلال عيد الأضحى المنصرم، بسبب ما وصفه بالتضييق، مبيّنًا أنّه "نتعرّض إلى اتهامات بالعمالة والتمويل، ونلاقي صعوبات في الشارع قد تزج بعضو المبادرة إلى السجن".
وشدّد فريد على أنه لم يعد هناك أي تعاون من الجهات الأمنية المعنية بمكافحة التحرش، وأن حالة من عدم التفهم سادت العلاقة بين وزارة الداخلية ومنظمات المجتمع المدني المختصة في المجال، ووصف الرجال الذين يعتبرون ملابس الفتيات هي السبب الرئيسي في التحرش بـ"المرضى النفسيين"، مشددًا على أنّ السيدات في مصر باختلاف هيئاتهم وملابسهم يتعرضون للتحرش حتى المنتقبات منهم وليس للملابس دخلا في الظاهرة.
وقال فتحي فريد، إنّه "لا تزال هناك نساء يشعرن بعدم الارتياح من تحرير محضر في أقسام الشرطة حال تعرضهن للتحرش، لكنهن وجدن وسيلة أخرى للمقاومة، بعض النساء بدأن في استخدام عصيان كهربائية وأسلحة أرخص، مثل "رذاذ الفلفل والدبابيس" كما أنهن في بعض الأحيان يصنعن فيديوهات وصوراً للمتحرشين بهن وينشرونها على مواقع التواصل الاجتماعي لفضح أفعالهم المشينة"، مشيرًا إلى أنّ "حديثي العهد بالتشريعات التي تتصدى إلى العنف الجنسي، وأنّ المشكلة أصبحت في التطبيق وآليات التنفيذ"، ولافتًا إلى أن منظمات المجتمع المدني والحملات الشعبية كان لهما دورًا مهمًا في التصدي إلى جرائم العنف لكن الدولة قلصت من حجم هذه المبادرات أخيرًا، وطالب وسائل الإعلام بأن يكون لها دور توعوي بمشاكل وأبعاد الظاهرة، منتقدا الدور الموسمي لوسائل الإعلام بتناول الظاهرة خلال الأعياد فقط.
أرسل تعليقك