توقيت القاهرة المحلي 11:01:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مُدعيات عامات أفغانيات يختبئن من رجال شاركن في محاكمتهم

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - مُدعيات عامات أفغانيات يختبئن من رجال شاركن في محاكمتهم

النساء الأفغانيات
كابول - مصر اليوم

كانت فاريشتا مدعية عامة ذات نفوذ، وهي الآن مختبئة تخشى على حياتها.حتى أغسطس/ آب، كانت فاريشتا مدعية عامة مؤثرة تمارس سلطتها لخدمة قضية. وخلال فترة عملها قاضت العديد من المجرمين ومقاتلي طالبان والبيروقراطيين الفاسدين ورجالا اعتدوا بالضرب على النساء والأطفال.أما اليوم، فإن فاريشتا، البالغة من العمر 27 عاما، مختبئة مثل مجرم هارب، تُغير مكانها في كثير من الأحيان.وفريشتا ليس الاسم الحقيقي للقانونية الأفغانية. وحفاظا على سلامتها منحناها هذا الاسم المستعار.كانت فاريشتا، التي تعود أصولها إلى ولاية باكتيا جنوب شرقي أفغانستان، من بين أولئك النساء الأفغانيات اللاتي حققن نجاحا مهنيا في السنوات التي أعقبت هزيمة طالبان قبل 20 عاما، متحدية بذلك مجتمعها الذي يهيمن عليه الذكور والمحافظون.قبل خمس سنوات، وفي ظل الحكومة السابقة، أصبحت فاريشتا مدعية في مكتب المدعي العام في أفغانستان. وكان عملها يشمل "مقاضاة أولئك الذين ارتكبوا جرائم الاغتصاب والقتل والعنف المنزلي وإصدار الأحكام عليهم".قالت فاريشتا، التي تحدثت من منزل آمن في أفغانستان، إنها كانت "مهمة صعبة ولكنها مرضية".لكن مع اجتياح طالبان لأفغانستان في الأشهر الأخيرة، وقبل سيطرتها على البلاد، أطلقت الحركة سراح جميع السجناء، بما في ذلك الآلاف من المجرمين والمتشددين.ومن بين أولئك الذين أطلقتهم الحركة، محمد غول، الذي واجه تهما بالتخطيط لهجمات انتحارية. وكانت فاريشتا قد جمعت، بشق الأنفس، الأدلة ضد غول ونجحت في مقاضاته، ووضعه خلف القضبان لتنفيذ حكم بالسجن لمدة 20 عاما.
تقول فاريشتا إنه بعد أيام من سيطرة طالبان على العاصمة كابل، اتصل بي غول. وقال "إنه سيلاحقني للانتقام، ولا يمكنني الاختباء في أي مكان".منذ ذلك الحين، بدات فاريشتا بالهرب والاختباء. لكن بدون راتب تجد صعوبة في تغطية نفقاتها. وتقول هي وزملاؤها إن حركة طالبان تعارض عمل النساء كمدعيات عامات وقاضيات، وتريد إبعاد معظم النساء عن أماكن العمل، كما فعلت خلال فترة حكمها في أواخر التسعينيات.

وكان إطلاق سراح السجناء أحد أول القرارات التي اتخذتها حركة طالبان بعد سيطرتها على أفغانستان.لدى النساء، مثل فاريشتا، سبب وجيه للخوف. ففي يناير/ كانون الثاني، قُتلت قاضيتان في المحكمة العليا الأفغانية بالرصاص في كابل - في إطار موجة من عمليات القتل المستهدف على نطاق واسع نُسبت إلى طالبان. كما قتل مسؤولان قانونيان كانا يعملان في وزارة العدل الأفغانية في كابل في الأسابيع الأخيرة فيما يعتقد أنه هجمات انتقامية.وأفادت جماعات حقوقية دولية، بما في ذلك منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، عن عمليات قتل واختطاف خارج نطاق القانون، على الرغم من العفو الذي أعلنته حركة طالبان عن موظفي الحكومة السابقة.ويذكر أن المئات من القاضيات اختبأن عندما سيطرت طالبان على السلطة في أغسطس/ آب. وسارع البعض لمغادرة البلاد خلال عملية الإجلاء التي قادتها الولايات المتحدة حينها، بينما تُركت آخريات يواجهن مصيرهن في أفغانستان.وقالت قاضية أفغانية من مقاطعة باروان، كانت من اللاتي طلبن المغادرة "لقد تلقيت شخصيا العديد من المكالمات الهاتفية والتهديدات من طالبان والأفراد المرتبطين بهم".وأضافت القاضية، التي بدات عملها في سلك القضاء الأفغاني 2018، وتمكنت من المغادرة وتعيش حاليا في المملكة المتحدة، إن طالبان استولت على منزلها وممتلكاتها وجميع الأصول الأخرى وأن أقاربها معرضون لخطر الاضطهاد من قبل الحركة.

وقالت "القاضيات لعبن دورا حيويا في ترسيخ حكم القانون ومحاربة الفساد داخل المنظومة القضائية"، مضيفة أن " مغادرة القضاة للبلاد، سيترك فراغا وفجوة هائلة في السلطة القضائية".
ولا يزال هناك حوالي 230 قاضية أفغانية عالقة في أفغانستان، وجميعهن الآن مختبئات. وبحسب مقابلات مع قضاة ونشطاء يدافعون عنهم، فقد تعرضت مساكن سابقة لهم للتفتيش والنهب كما تعرض أقاربهم للتهديد.وقالت القاضية أنيسة دانجي، إحدى ممثلات المملكة المتحدة في الرابطة الدولية للقضاة النساء آي أي دبليو جاي IAWJ "لقد انتهت حياتهن المهنية، وجمدت حساباتهن المصرفية، ومستقبلهن كنساء في أفغانستان قاتم"تُجبر القاضيات اللواتي كان لهن نفوذ في السابق على الاختباء الآن، كما يقول بعضهن.وتدخلت الرابطة، وهي منظمة غير ربحية دربت العديد من القاضيات الأفغانيات في الماضي، لتنسيق إجلاء عشرات القضاة وسط الفوضى والعنف في مطار كابل بعد سيطرة طالبان.لقد كانت عملية الإجلاء معقدة شاركت فيها عدة فرق تعمل طوال الليل مستعينة بالخرائط والمترجمين، وتنسيق التقارير الاستخباراتية حول ما يحدث في بوابات مطار كابل.وعلى الرغم من كل تلك الصعاب، تم إجلاء حوالي 40 قاضية أفغانية وعائلاتهن. ومعظمهم الآن في الولايات المتحدة وأوروبا، وبعضهن في تركيا وطاجيكستان وإيران ودولي خليجية الخليج. لكن كثيرات تركن في أفغانستان.وقالت قاضية أفغانية مختبئة في كابول للرابطة إن أحد الرجال الذين حكمت عليه بتهم تتعلق بالإرهاب لم يهددها فحسب بعد أن أُطلق سراحه، بل تم تعيينه الآن قاضيا تحت حكم طالبان.

وقالت قاضية أخرى إنها كانت ستلد قريباً بعملية قيصرية رُتب لها، لكنها كانت تخشى الذهاب إلى المستشفى والتعريف بنفسها هناك.وإلى جانب هذه الحالات المروعة، وجّه الاختفاء المفاجئ للنظام القضائي في البلاد ضربة شاملة للنساء الساعيات إلى تحقيق العدالة في أفغانستان.وقالت زينب، وهي محامية مستقلة تدير مكتبا قانونيا في عدة مدن أفغانية، غُير اسمها أيضا حفاظا على سلامتها، "مع إغلاق المحاكم، ليس لدى النساء سبيل للشكوى من تعرضهن للاغتصاب أو الإساءة من قبل أزواجهن أو غيرهم من الرجال".وأضافت "لا أحد يلجأ للقضاء لمناقشة الأمر، لأنه لم يعد هناك محاميات".تقول فاريشتا إنها مختبئة بسبب تهديدات من مدان قال إنه سيلاحقها للانتقام.أُغلقت جميع مكاتب زينب وفقد موظفوها الـ 15 وظائفهم. وقالت إنها تلقت تهديدا من رجل من هرات حاكمته بتهمة الاعتداء الجنسي لكن حركة طالبان أطلقت سراحه.قال لها: "سأجدكِ، حتى لو كنتِ مختبئة في هرات، وبعد ذلك سأسلمك إلى طالبان".ونفى المتحدث باسم طالبان والوزير البارز، ذبيح الله مجاهد، مسؤولية الحركة عن التهديدات ونهب ممتلكات القاضيات والمسؤولين القانونيين الآخرين.وقال مجاهد "نحن نرفض هذه المزاعم، مقاتلونا لم ولن يفعلوا مثل هذا الشيء أبدا".وردا على سؤال عما إذا كان سيتم السماح للقاضيات والمدعيات العامات بالعودة إلى العمل، قال مجاهد "سيتخذ قرار بشأن ذلك، ونعمل حاليا على إطار عمل مناسب. وسيتضح كل شيء قريبا".ويخشى نشطاء من أن الوقت ينفد بالنسبة للمحاميات والقاضيات الأفغانيات المختبئات.تقول القاضية دانجي "الحاجة الملحة في الوقت الحالي هي مساعدة أولئك الذين يرغبون في المغادرة".وتضيف "حياتهن وحياة عائلاتهن في خطر. يتم مطاردتهن لمجرد أنهن شاركن في محاكمة بعض الرجال".

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

«قومي المرأة» يشارك في المؤتمر الختامي لمناهضة العنف ضد النساء

 

النساء يُسيطرن على البرلمان الآيسلندي ويحققن الأغلبية النيابية للمرة الأولى في تاريخ أوروبا

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مُدعيات عامات أفغانيات يختبئن من رجال شاركن في محاكمتهم مُدعيات عامات أفغانيات يختبئن من رجال شاركن في محاكمتهم



GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon