القاهرة ـ علياء علاء الدين
أثارت واقائع التحرش الجماعي بفتيات، الأحد، في ميدان التحرير، عقب الاحتفالات بتنصيب السيسي رئيسًا لمصر، قدرًا كبيرًا من الاستياء بين النشطاء في مجال الدفاع عن حقوق المرأة، وتداوَلَ عدد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر" فيديو لإحدى الفتيات مجرّدة من ملابسها، وعارية تمامًا، جراء ما تعرضت له من اغتصاب في محيط ميدان التحرير.
وشَهِد ميدان التحرير في وسط العاصمة القاهرة خروج الألاف للاحتفال عقب انتهاء مراسم تنصيب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وأكّد منسق مبادرة "شفت تحرش"، الناشطة في مجال مكافحة التحرش، فتحي فريد لـ "مصر اليوم": "يجب على وزارة الداخلية الاعتراف بتقصيرها في تأمين المحتفلين"، كما وصف قوات الشرطة المصرية بأنها "تعاملت بتعالٍ مع يوم الاحتفال".
وأصدر قبل أيام الرئيس المصري الموقَّت السابق عدلي منصور قرارًا بتعديل بعض مواد قانون العقوبات، وكان منصور قد أصدر قرارًا جمهوريًا بشأن تعديل بعض أحكام قانون العقوبات الصادر بالقانون رقم 58 لسنة 1937 بشأن تشديد عقوبة تغليظ عقوبة التحرش، وتقضي بسجن المتهم سنة في حالة ثبوت التهمة، وهو ما رفضته منظمات حقوقية مصرية.
وطالبت الناشطة جانيت عبد العليم بتعديل القانون الصادر أخيرًا، ليتم دمج عقوبة الحبس مع عقوبة الغرامة، إضافة إلى التأهيل النفسي للمتحرش.
وبخصوص الواقعة، رفضت جانيت إلقاء اللوم على من صوَّرها بالفيديو لأنه نقل الحقيقة، على حد وصفها.
وأكّدت الأخصائية النفسية في مركز "النديم" لتأهيل ضحايا العنف التعذيب، فرح شاش، على التأثير النفسي المدمّر لواقعة التحرش الجنسي، وما تتضمنه من انتهاك جسدي ونفسي للضحية، ويظل أثر الاعتداء يلازم الضحية طويلاً.
وعقب الواقعة، قررت الناشطات ندى عبد الله وإسراء عاشور، تنظيم دورة تدريبية للنساء عن "كيفية الدفاع عن النفس"، ويدرس فيها المدرب هشام زكي، وتتضمَّن، حسب ما قالت ندى عبدالله لـ "مصر اليوم"، تدريس الفن القتالي "Wing sun"، الذي يعتمد على الدفاع عن النفس بأقل مجهود ممكن، وإحداث أكبر ضرر ممكن، ويتم تعليم المتدربات كيفية إعادة التواصل بين العقل والجسم حتى يصبح جسمهن قادرًا على الاستجابة لأوامر المخ في حالة الضرورة.
ونَشَرَت مبادرة "شُفت تحرش" بيانًا، الأحد، جاء فيه أن عدد الوقائع التي تم رصدها في محيط ميدان التحرير (5 كحد أدنى) خمس حالات تحرش جنسي جماعي، منهن أربعة احتجن دعمًا طبيًا فى المستشفيات القريبة من محيط التحرير، فضلاً عن حالة واحدة احتاجت دعمًا نفسيًا.
ودَعَت المبادرة المشاركين في الاحتفالات الشعبية الأيام الماضية ممن شهدوا وقائع تحرش جنسي أو اعتداءات جنسية جماعية إلى الإدلاء بشهاداتهم.
أرسل تعليقك