انتشرت ظاهرة الكتابة الساخرة أخيرًا، ولكن هناك الكثير من الفتيات ممن اقتحمن هذه النوعية من الكتابة بصورة مبالغ فيها.
حيث كشفت الكاتبة سارة فوزي أحمد، لـ"العرب اليوم" أسباب اختيارها هذا النوع من الكتابة بقولها: تخرجت من قسم الإذاعة والتلفزيون في كلية الإعلام جامعة القاهرة، وبدأت رحلتي مع الكتابة منذ 5 أعوام عبر مدونة خاصة والتي حملت اسم "سنة أولى إعلام" ولي كتابين ساخرين الأول بعنوان "محاضرتين وكوباية شاي" والثاني بعنوان "إسكريبتورا" الذي يشتمل على مجموعة متنوعة من المقالات الساخرة، فهو يمثل رحلة أي إنسان مع الحياة ومع التجارب والضغوط المتلاحقة التي يعيشها الشباب.
أما عن "محاضرتين وكوباية شاي"، فبحسب سارة، يعرض يومياتها أثناء دراستها ويصعب تصنيفه ضمن لون أدبي محدد فهو مزيج من قصص شخصية وتجربة جامعية استمرت طوال 4 أعوام، فالكتاب يمثل يوميات تعكس الواقع الجامعي بكل سلبياته وإيجابياته لكل طالب في كلية الإعلام أو في أي كلية أخرى في منظومة التعليم المصري.
والكتابة عن المرأة المزيفة التي تصطنع شخصية غير حقيقية لتجعل الآخرين يبدون إعجابهم بها ولعل المواقف تبرهن عن زيف مثل تلك النساء وتكشف أقنعتهم، وهو ما استعرضته سارة في كتابها "إسكريبتورا" في مقال "للبنات فقط" واستعرضت أيضًا نماذج للفتاة الغيورة والفتاة المتسلطة والمرأة القيادية بصورة مبالغ بها والفتاة بالغة الرومانسية وبعض النماذج السلبية للنساء ونقدتهم بصورة لاذعة على أمل ألا تتبنى القارئات مثل تلك النماذج الرديئة.
كما تناولت أيضًا في كتاب "محاضرتين وكوباية شاي" الفتاة الراغبة في الزواج والمتطلعة إليه ليس لأجل الحب ولأجل تدشين مؤسسة زواج ناجحة بل لأجل "دبلة الخطوبة والزفة والشو المصاحب للخطوبة"، أي أن رغبتها في الارتباط لا تنبع من اقتناعها بأهمية الارتباط بل رغبة بالمباهاة الاجتماعية وعيش الأجواء الاحتفالية بصورة مؤقتة.
وتناولت قضايا عامة في الكتب كما أنها لم تخاطب فئة معينة فهي ليست كاتبة للمرأة أو للطفل أو للمراهقين، ولكن كاتبة في المطلق ولفئات عمرية متنوعة، ومن بين القضايا التي جذبتها الفيسبوك وتأثيره على مستخدميه وطبيعة العلاقات والتفاعلات داخله، والحب في زمننا الحالي، وثقافة هدم الناجحين، وأهمية ترك بصمة طيبة في الآخرين، واكتشاف الذات، والإيمان والعمل لتحقيق الحلم والدعوة للتفاؤل.
وأوضحت سارة أن الأسلوب الساخر من أصعب الأساليب الأدبية وأكثرها ذكاءً والكاتب الساخر هو صاحب العين ثلاثية الأبعاد، صاحب الوعي والفكر المستنير فهو يبحث ويتعمق ويقرأ ما بين السطور وما وراء الحدث والعمق هو البعد الثالث في المعالجة الساخرة الهادفة لأي موضوع، والشكليات والسطحيات تندرج ضمن النكات والقفشات أما العمق فهو الذي يجعل القارئ يتوقف ليقرأ ويعيد قراءة الجملة أو الفقرة الساخرة ويعيها جيدًا، فالكتابة الساخرة هي السهل الممتنع حتى أن مصطلح السهل الممتنع وُضع لأجلها.
وأضافت: الكتابة الساخرة ليست ضحك لأجل الضحك وليست نكتة أو مزحة بل هي إبداع من هموم وأوجاع، وكل شيء قابل للمعالجة الساخرة شريطة ألا يتحول ذلك إلى مجرد قفشات بلا هدف وقهقهة بلا معنى ومبالغات سمجة تجعل قارئها ينساها بمجرد قلب صفحات الكتاب أو الجريدة.
أما عن تجربة الكتابة فتؤكد قائلة: تجربتي في الكتابة لم تكن يسيرة ولم توافق أي دار نشر على كتبي حتى ساعدني والد صديقتي وعرفني على الكاتب الصحافي والسيناريست هشام أبو المكارم والذي يمتلك دار طباعة، أما عن وسائل الدعاية الجديدة للكتب فكانت مواقع التواصل الاجتماعي.
وابتكرت سارة طريقة جديدة للدعاية وكتبت عبر حسابها الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": أنا باعمل أكبر فيديو دعائي للكتاب منكم وإليكم علشان أجيب العربية من مبيعات الكتاب فكل حد يحب يتصور ومعاه ورقة مكتوب عليها عبارة اشتروا محاضرتين وكوباية شاي، ياريت كل واحد يدعم كتابي ويتصور شايل اسم الكتاب ويبعتلي الصورة علشان أنزلها وأشكر كل من ساهم في الدعاية لكتابي ونردهالكم في الأفراح.
وتستعد سارة لطرح كتاب جديد وسيكون رواية اجتماعية مبنية على أحداث واقعية لمجموعة من النساء.
وبينما كشفت الكاتبة دينا إبراهيم شعبان لـ"العرب اليوم"، أنها شغوفة بأحمد خالد توفيق وتراه قدوتها في الكتابة الأدبية، وتقول دينا إنها تحب الكتابة من أجل الكتابة وهو ما وجدته في مؤلفات توفيق الذي لا يسعى وراء الشهرة, كما تحب أدب رحلات لأنيس منصور وتتمنى في المستقبل أن تتجول حول العالم لعمل أدب رحلات معاصر وتصبح التلميذة النجيبة لأنيس منصور.
وأضافت دينا أن ألفت كتابًا واحدًا بعنوان "خواطر من كوكب الزهرة" يتضمن الكثير من الموضوعات العاطفية والفلسفية والنفسية والإنسانية المكتوبة بلغة سهلة وأسلوب سلس, وقد اقتبست اسم الكتاب من كتاب "الرجال من المريخ والنساء من الزهرة" لجون غراي.
ويتكون الكتاب بشكل عام من 4 فصول ويتحدث الفصل الأول عن العواطف الإنسانية, لاسيما عاطفة الحب كما يتحدث أيضًا عن بعض المشاكل العاطفية التي تواجه الكثير منا, بينما يتضمن الفصل الثاني بعض الأمور الفلسفية, أما الفصل الثالث فيتحدث عن معاناة المرأة بوجه عام ومعاناة المرأة الشرقية بوجه خاص.
كما يشتمل الفصل أيضًا على بعض المشاكل التي تواجه المرأة في المجتمع العربي كالنظرة السائدة للمرأة العربية على أنها أداة لإشباع رغبات الرجل لا على أنها حياة لا يستحقها إلا الرجال الحقيقيون، بالإضافه إلى تهميش المرأة العربية ومشكلة العنوسة وغيرها من المشاكل, أما الفصل الرابع والأخير فيتضمن بعض مشاكل الوطن وأزماته.
وبدأت الكتاب بالحديث عن سن اليأس ورأت أنه من أكثر المشاكل التي تواجه المرأة العربية، وكيف يتم النظر لها على أنها سلعة انتهت مدة صلاحيتها, وشرحت في كتابها بالتفصيل ما تشعر به المرأة وما تتحمله دون أن يشعر بها الرجل وذلك منذ طفولتها حتى نضجها.
وناقشت دينا مشكلة العنوسة رغم أن الموضوع تمت معالجته في الكثير من المؤلفات، ولكن عالجتها بإحساس الأنثى الخائفة من لقب عانس، لكنها ترى أن كرامة الأنثى فوق كل شيء وحذرت من خطورة لقب "ظل راجل ولا ظل حيطه" كما ناقشت كافة حقوق المرأة والظلم الذي تتعرض له من كبت الرجل والذي ظهر نتيجه المجتمع بمعاييره المختلفه تمامًا عن معايير الصواب والخطأ.
وأضافت دينا أنها كتبت عن أهمية ثقة المرأة بنفسها فهي تنسى حجمها الطبيعي وبالتالي ينساه الرجل ولكي يتذكره لابد أن تعرف المرأة أنها ليست بالضعيفة أو قليلة الشأن.
وشددت دينا في أكثر من موضع على أن المرأة ليست سلعة لكنها حياة لا يستحقها إلا الرجال الحقيقيون، فالرجال يبذلون جهدًا لتصوير المرأة الجميلة على أنها غبية ليس لأنها بالفعل غبية لكن لأنهم لا يحتملون فكرة أن تكون المرأة جميلة وذكية في آن واحد.
يذكر أن دينا نشرت مقتطفات من كتابها عبر صفحتها على "فيسبوك" ونالت المقتطفات إعجاب القراء وزاد عدد المتابعين من 400 متابع إلى 1200 متابع حتى الآن.
أرسل تعليقك