استطاعت شيري بلير، بعد العطلة الخاصة التي قضتها في سريلانكا الشهر الماضي برفقة زوجها توني بلير، والابن ايوان البالغ من العمر (31 عامًا) وكذلك الابنة سوزان، أن تقاوم الفرصة لكسب بعض المال الإضافي في الوقت مابين الاسترخاء في حوض السباحة وممارسة جلسات "اليوغا" داخل فندق من خمس نجوم.
وإذا كانت ثروة رئيس الوزراء الأسبق تقدر بنحو 50 إلى 100 مليون جنيه إسترليني، إلا أن زوجته تنفق فقط على طاقم العاملين لديها رواتب بقيمة مليوني جنيه إسترليني.
وتدير شيري بلير عملها الخاص حيث شركة "أمنية الإستراتيجية" الدولية للاستشارات القانونية، وذلك من مكتبها الكائن في الطابق السابع من المبني المطل على حديقة "الهايد بارك" في لندن.
وفي الوقت الذي يشارك فيه زوجها في العمل السياسي ويلقي محاضرات في "المصالحة" متباهيًا بدوره الذي يقوم به لإحلال السلام شمالي ايرلندا، فإن شيري عرضت خدماتها على الحكومة لتقديم الاستشارات القانونية.
ودعت شيري خلال حضورها أحد المؤتمرات السنوية في سريلانكا إلى ضرورة مؤازرة هؤلاء الذين يسعون دومًا إلى الحصول على المال لحقوق الإنسان والتكاتف ما بين رجال الأعمال والمدافعين عن حقوق الإنسان.
ويعد اهتمامها بقضايا حقوق الإنسان أمرًا جيدًا ولكن قد يكون مفاجئًا اهتمامها بقضية رئيس سابق لدولة قريبة من سريلانكا وتقع أيضًا في المحيط الهندي.
ويذكر أن محمد ناشد كان أول رئيس في المالديف يأتي وفقًا لانتخابات ديمقراطية عام 2008، ولكنه وبعد أربعة أعوام تم عزله تحت تهديد السلاح، وفي وقت سابق من هذا العام حكم على ناشد بالسجن لمدة 13 عامًا في اتهامات تتعلق بالتطرف،إلا أن ذلك الحكم لم يلق قبول منظمة العفو الدولية والتي قالت بأنه حكم له دوافع سياسية ويكشف عن الصورة الزائفة للعدالة.
وعلى خلفية الحكم الذي صدر بحق محمد ناشد، سافرت أمل كلوني إلى المالديف للدفاع عنه وإطلاق سراحه من دون مقابل، إلا أنه وعلى جانب آخر تعمل شيري بلير أو شركتها القانونية التي تمثل حكومة المالديف على التحريض ضد السيدة كلوني.
ويشار إلى أنه في وقت سابق من هذا الشهر ذكرت صحيفة "الميل" عن تمثيل شيري لرئيس المخابرات الرواندي كارينزي كاراكي والذي تم توقيفه في لندن باعتباره "مجرم حرب".
ومن خلال ثغرة قانونية تمكنت من مساعدته وتبرئته مما هو منسوب إليه من ترتيب تنفيذ مجازر في رواندا منذ 21 عامًا توفي على إثرها ثلاثة من عمال الإغاثة الإسبانيين، كما كان كراكي متهمًا أيضًا باغتيال المحامي غراهام تيرنبول الذي تخلى عن وظيفته من أجل التدريس في أفريقيا.
ولا تمانع شيري من خلال شركتها قبول عقود من دول قمعية، ومن ثم لا تعد بمثابة مفاجئة حصولها على المال من حكومة المالديف التي لا طالما اتهمت بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان.
وشهدت المالديف قبل انتخاب ناشد اعتقال الآلاف من المعارضين وإيداعهم في السجن دون محاكمة، ما جعل المالديف توصف بأنها جحيم حقوق الإنسان، على الرغم من الطفرة التي شهدها قطاع السياحة في ذلك الوقت وتصنيفها على أنها من بين أشهر المقاصد السياحية ويزورها الضيوف الأثرياء بواسطة طائراتهم الخاصة أو اليخوت الفاخرة للاستمتاع بالجزر البالغ عددها 1200 جزيرة.
ومع ازدهار السياحة فإن العديد من سكان البلاد البالغ تعدادهم 320 ألف بقوا على حالهم فقراء، ومع تعاظم الحكم الديكتاتوري في ذلك الوقت أدى ذلك إلى اشتعال موجة من الغضب وانتفاضة جاءت بناشد إلى السلطة عام 2008، والذي كان معارضًا قويًا للحكومة وحكم عليه بالسجن 20 مرة على مدار 15 عامًا، ولكن فترة حكمه لم تطل كثيرًا حتى تمت تنحيته بقوة السلاح.
أرسل تعليقك