القاهرة ـ مصر اليوم
بدأ موسم الحصاد هذا العام، في ظروف مغايرة، حتى أن الياسمين بات حزينا على ما أحاط به وأفقده بهجته المعتادة، فمنذ عشرات السنوات، كانت فيها قرية "شبرا بلولة" التابعة لمركز قطور محافظة الغربية المصرية، والمعروفة بقرية الياسمين تنتج 50% من عجينة الياسمين التي تستخدم في تصنيع أرقى العطور على مستوى العالم، حتى أن النسبة وصلت لنحو 70%.
يسكن القرية نحو 50 ألف نسمة، يعمل أغلبهم بزراعة الياسمين وجمعه واستخلاص العجينة منه، وتقوم شركات متخصصة بتصديره إلى فرنسا ودول أوروبا لاستخدامه في تصنيع العطور، والحديث عن القرية ليس بالجديد، إلا أن المعاناة التي خلفتها أزمة "كوفيد19"، طالت زهور الياسمين، وانعكست بشكل كبير على أسعار بيع الياسمين.
ويقول خالد الرفاعي أحد أبناء القرية ووسيط بين الفلاحين والمصنع الذي يصدر له الزهر، إن الأسعار انخفضت بدرجة كبيرة جدا، موضحًا أن سعر الكيلو قبل أزمة "كورونا" كان يبلغ 60 جنيها، فيما تراجع الآن إلى نحو 25 جنيها، وذلك حسب قول من يورد له الإنتاج، إن عمليات التصدير متوقفة.
وأكد الرفاعي أن الأمر قد يدفع البعض لوقف الجمع، خاصة في ظل تكاليف الإنتاج المرتفعة المتمثلة في أجور العمال والنقل وغيرها من التكاليف، حيث يصل إنتاج القرية والأماكن المجاورة يوميا من الياسمين إلى 20 طنا، تورد إلى المصنع بنفس القرية بسعر 25 جنيها للكيلو في الوقت الراهن، ويستخلص من "النارنج" الزيوت المستخدمة في مكسبات الطعم والمواد الغذائية، فيما يستخدم عجين الياسمين في المستحضرات الطبية والعطور.
متى بدأت الزراعة في القرية؟
يؤكد بعض أهالي القرية في حديثهم لـ"سبوتنيك"، أن زراعة الياسمين نشأت في القرية منذ نحو قرن، حينة قام أحد أصحاب قام أحد كبار القرية وهو"أحمد فخري، باستيراد الياسمين من فرنسا لزراعته في مصر، حيث ساعد في انتشار الفكرة جودة الأراضي الزراعية في القرية، وهو ما دفعه لزراعة مساحات أكبر من الأراضي، الأمر الذي انتقل بعد ذلك لكل الأراضي الأخرى بالقرية، خاصة بعد احتياج مصنعه الذي أنشأه للمزيد من الإنتاج لتصدير زيوته للخارج.
موسم الحصاد
يبدأ جني المحصول في يونيو/حزيران، وينتهي في نوفمبر/ تشرين الثاني، حيث تغطي الزهور البيضاء مساحة 200 فدان على مستوى القرية في هذا الوقت، فيما تنتشر على نطاق 5 آلاف فدان على مستوى المركز بالمحافظة ذاتها.
يستكمل الحديث كمال محمد الشيخ، أن نحو 90 بالمئة من أهالي القرية يعملون في زراعة وجمع زهر الياسمين، موضحًا أن الموسم الحالي يهدد الجميع من وسطاء ومزارعين، خاصة في ظل إصرار المصنع الذي يستورد الكميات كلها بأنه ليس بحاجة إلى إنتاج جديد، وتخفيض الأسعار لأقل من النصف، مؤكدًا أن أشجار الياسمين تبقى لنحو 50 سنة في الأرض وتزهر في مواسمها، فيما تحتاج للرعاية الطبيعية من سماد ومحاليل للرش، على مدار العام للحفاظ على مستوى الإنتاج،
سر جني الياسمين في قبل طلوع الشمس
بعد بدء عملية الجني قبل بزوغ الشمس وحتى الساعات الأولى من الصبح، تجمع زهور الياسمين، خاصة أن الزهرة شديدة الحساسية لضوء الشمس، و تغطى بمادة شمعية طبيعية تقيها حرارة الشمس، تحمل الزيوت الطيارة، ويفضل جمعها وهي محملة بالندى للحفاظ على الشمع من الذوبان، الذي يؤدي إلى سقوط الزيوت الطيارة ما يؤدي إلى فقدان أهمية الزهرة وعدم الاستفادة منها، وبعد تلك المرحلة يفرش الياسمين على طاولة مصنوعة من "الجريد"، تجنبا للتلف، خاصة أنه حال تركه بطريقة غير جيدة يتعرض للتعفن، من خلال تحول لونه من الأبيض إلى الأحمر ثم الأسود.
كم يستخرج من الطن؟
يستخلص من الطن الواحد نحو 2 أو 3 كيلوجرام من العجين، الذي يباع بأكثر من 15 ألف دولار، ويصدر في الغالب إلى فرنسا التي تستخدمه في صناعة العطور.
هل تتوقف المصانع؟
تستمر مصانع العطور في عملها على مدار العام، فبعد انتهاء موسم "الياسمين"، تعمل فى استخلاص العطور والزيوت من أزهار البنفسج والقرنفل والزعتر والنارنج، بنفس الآلية.
مراحل التصنيع
بعد توريد الياسمين إلى المصنع تبدأ عملية غسل الزهور جيدا في " إناء " دائري كبير، يتم خلالها فصل الشمع عن الياسمين بواسطة البخار، والمرحلة الثانية هي مرحلة "القابلة" ويستخلص خلالها الزيت من الزهرة، ينتقل بعد ذلك للمعمل لإنتاج العجينة التي تصدر للخارج لاستخدامها في تصنيع العطور والأدوية الطبية، غير أنها لا تصنع محليا حتى الآن، رغم أن الخامة مصرية، فيتم استيرادها مرة أخرى في منتج العطور.
قـــــــــــــد يهمك أيـــــــــــــضًأ :
استشاري يوضِّح صحة نقل الخفافيش المصرية لفيروس "كوفيد-19"
رئيس مدينة شبين القناطر يكشف عن رصد منزلين تسكنهما الخفافيش
أرسل تعليقك