c أدمغة الطيور المغردة تمكنها من العثور على شريك العمر - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 13:53:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تشبه استخدام البشر للأصوات في التواصل

أدمغة الطيور المغردة تمكنها من العثور على شريك العمر

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - أدمغة الطيور المغردة تمكنها من العثور على شريك العمر

أدمغة الطيور
لندن ـ مصر اليوم

إذا أراد «كيوبيد» (إله الحب عند الإغريق) أن يجعل طائرين مغردين يقعان في الحب سيكون من الأفضل له استهداف دماغيهما، وذلك لأن الطيور المغردة، التي تقضي حياتها مع الشريك نفسه، لديها أنظمة داخل أدمغتها مجبولة على التواؤم والتوافق. في الوقت الذي تقرأ فيه رسائل المعجبين لتحدد الشخص، الذي يمكن أن تقضي معه عيد الحب، يمكنك التفكير في الطيور التي تنتمي إلى فصيلة الشرشوريات. تتعلم الذكور الشابة في هذه العائلة من الطيور المغردة، أغنية والدها وتعمل على إجادتها وأدائها عند البلوغ من أجل جذب الإناث اللاتي سيصبحن شريكات لحياتهم طوال العمر. وتكون تلك الأغنية صادحة ومحكمة ومحددة، فهم يقولون: «تشريب تشريب، دماغي سليم وجسمي معافى، وهذه من الأمور التي تحبونها، أليس كذلك؟».

كذلك تتعلم أنثى الشرشوريات أغنيات والدها منذ سن صغيرة، لكنها لا تؤديها، فدورها هو دور الناقد، حيث تحلل كل تفاصيل وعناصر الأغنية التي يصدح بها الذكر، وتقارنها بنموذج الأب الذي لديها، وتقرر ما إذا كانت تريد هذا الذكر أم لا. إذا رأت أن الأغنية بسيطة أكثر مما ينبغي، أو غير جيدة بأي شكل من الأشكال، لن تبد أي اهتمام بالمؤدي. إنها في غاية الانتقائية لأن الشريك الذي ستختاره سوف يساعدها في تربية الصغار حتى يفرقهما الموت.

أخذ الباحثون يفحصون طوال العقد الماضي أدمغة تلك الفصيلة من الطيور، التي لا يزيد حجمها على حجم حبة الحمص، واكتشفوا أن كل جنس يستخدم ما يُطلق عليه نظام التحكم الصوتي من أجل تحويل الموجات الصوتية إلى رسائل اجتماعية، ومن ثم استخدامها في العثور على شريك الحياة، وهو ما يشبه طريقة استخدام البشر للأصوات في التواصل. في الوقت الذي تتسم فيه تلك الأنظمة بالتطور والانضباط لدى الجنسين، تختلف الروابط العصبية الخاصة بكل منها. وتقول سارة وولي، عالمة الأعصاب التي تدرس طيور الشرشوريات في معهد «زوكرمان» بجامعة كولومبيا: «يوجد أكبر اختلاف بين دماغي الذكر والأنثى من الفصيلة ذاتها لدى الطيور المغردة». وتضيف قائلة: «يكمن سحر الطائر المغرد في ندرة وجود التعلم الصوتي في عالم الحيوان». ولطالما كان يتم بحث الأنظمة الصوتية لدى الشرشوريات المخططة والبنغالية وذات الذيول الطويلة داخل معمل دكتورة وولي لمعرفة كيف تستقبل أمخاخها الأصوات وتعالجها بما في ذلك تعلم الأجزاء المختلفة منها، وأداؤها، وتحليلها، من أجل صياغة أغنيات. يستطيع النظام لدى الذكر التعرف على أغاني الذكور الآخرين وتقليد أغنية والده. إذا لم يتمكن من تعلم وإجادة وحفظ أغنية والده خلال الـ90 يوماً الأولى من حياته، حين يكون مخه لا يزال مرناً، فلن ينجح في ذلك أبداً. سوف يظل قادرا على التغريد، «لكن تغريداته ستكون كارثية... ولن تهتم أو تبالي الإناث به إطلاقاً» على حد قول دكتورة وولي.

حين يكون مخ أنثى هذا النوع من الطيور يافعاً ومرناً، تحفظ أغنية والدها وتخزنها في ذاكرتها كنموذج يساعدها على تقييم أغنية الشريك المحتمل لاحقاً.
يذكّرها هذا النموذج بأنها لم تمت، ويساعدها والدها في تأكيد ذلك، وربما ينجح أمر ما يشبه ذلك مع صغارها. وتميل الإناث نحو تفضيل الأغاني الطويلة المسهبة التي تتضمن مقاطع كثيرة.
وتعتمد قدرة الطيور على التعلم على مدى الاستعداد الوراثي لتقليد ومحاكاة أصوات فصيلتها، لكن للخبرة أهمية كبيرة أيضاً، فنظراً لقوة العلاقات الاجتماعية، يمكن أن تؤدي نشأة الطير وهو فرخ بين طيور من فصيلة مختلفة إلى تعلم أغنية طيور من فصيلة أخرى حتى إذا كانت أغنية الطير الأب الفعلي مسموعة بوضوح بحسب ما توضح دكتورة وولي. وتضيف قائلة: «سحر الطائر المغرد يكمن في ندرة وجود التعلم الصوتي في عالم الحيوان، حيث لا يستطيع أي قرد القيام بذلك، وكذا أي نوع من القوارض». وتعتقد دكتورة وولي أن فهم المزيد عن كيفية استخدام الطيور المغردة لأدمغتها لإدراك الأصوات سوف يتيح معرفة المزيد عن كيفية استخدام البشر لأدمغتهم من أجل تطوير اللغة المتحدثة في وقت مبكر للتواصل في مرحلة لاحقة من الحياة. ربما تكون أهمية الأغاني في العثور على شريك أقل بالنسبة إلى الطيور المغردة، التي تقيم علاقات مع أفراد من الجنس ذاته طوال العمر، وإن ظلت عاملا مهماً في نقل الرسائل.

رغم أن اهتمام بعض البشر بالكلمات أقل من اهتمامهم بأمور أخرى مثل المظهر، أو الرائحة، أو الشباب، أو المال، أو القوة والسلطة، أو ما يمكن أن يبدو عامل جذب لدى الشريك، تذكّرنا الطيور المغردة بأن التواصل الجيد بين أي زوج يجعل الحب ممكناً. أخيراً تقول دكتورة وولي: «يقع الناس في الحب من خلال الحديث إلى بعضهم البعض».

وقد يهمك أيضًا:

حملات للحد من إنتشار إنفلونزا الطيور في الإسكندرية

تصريح جديد من بيطري القليوبية عن ظهور إنفلونزا الطيور

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أدمغة الطيور المغردة تمكنها من العثور على شريك العمر أدمغة الطيور المغردة تمكنها من العثور على شريك العمر



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:02 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم
  مصر اليوم - أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

GMT 12:06 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث
  مصر اليوم - شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29
  مصر اليوم - غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 07:51 2020 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

حفل اللاعب البرازيلي نيمار يثير الجدل في البرازيل

GMT 12:05 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

مكافآت خاصة للاعبي أسوان عقب البقاء في الدورى الممتاز

GMT 14:23 2021 الإثنين ,06 أيلول / سبتمبر

تباطؤ التضخم السنوي في تونس إلى 6.2 % خلال أغسطس

GMT 21:51 2021 الإثنين ,14 حزيران / يونيو

غياب أحمد فتحي عن قائمة بيراميدز أمام سموحة

GMT 06:17 2021 الإثنين ,05 إبريل / نيسان

تعرف على أجمل الأماكن السياحية في جزر السيشل

GMT 17:45 2021 الخميس ,25 آذار/ مارس

جي ام سي تطرح تيرين فيس ليفت 2022
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon