توقيت القاهرة المحلي 21:31:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تعتمد على مواد كريستاليّة الشكل وعضويّة التركيب تمتص الرطوبة من الجو

دراسة تبيّن امكانية ري الصحراء بالماء من هوائها باستخدام طاقة الشمس النظيفة

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - دراسة تبيّن امكانية ري الصحراء بالماء من هوائها باستخدام طاقة الشمس النظيفة

الصحراء ترتوي ماءً من هوائها وشمسها
الرياض - مصر اليوم

تستطيع الصحراء أن ترتوي ماءً يأتي من هوائها، بل إنّ الحصول على ذلك الماء لن يلوّث الهواء لأنّه يتمّ باستخدام طاقة الشمس النظيفة، وربما هزّ بعض القرّاء في الخليج العربي رأسه عند قراءة تلك الكلمات، لأن ندرة الماء باتت بعيدة فعليّاً عن مساحات واسعة من بلدانهم، بفضل جهود وتوظيفات حكوميّة كبرى في المياه، ولأن “شيئاً ما” يبدو أنّه تغيّر، فتتابعت مواسم ممطرة (بل مع ثلوج أحياناً) في شتائها الذي اعتاد طويلاً أن يكون جافاً، ورغم كل ذلك، يبقى الماء مطلوباً وعزيزاً. ويكفي تذكّر الأموال الضخمة التي تُستثمر في مشاريع تحلية المياه، ونقلها وضخها إلى مسافات تصل إلى مئات من الكيلومترات أحياناً.

وتساءل العلماء "ماذا لو تغيّرت تلك الصورة كليّاً، وصار ممكناً الحصول على الماء في الصحراء بسهولة من الهواء؟ ذلك ما تعد به آلة تشبه الإسفنجة وتستطيع امتصاص الرطوبة من الهواء مهما كان جافاً، بل تعطي 3 ليترات يوميّاً لكل كيلو تجمعه من تلك الرطوبة غير الظاهرة. فماذا إن كان عالِمٌ أميركي - أردني متألق في “جامعة كاليفورنيا - بيركلي”، هو الذي ابتكر تلك الأداة التي تنطق بعمق ما يربطه مع بلده؟"

وقاد البروفسور عمر مؤنس ياغي، المختص في الكيمياء، فريقاً علمياً للعمل على مواد كريستاليّة الشكل وعضويّة التركيب، تُعرف علميّاً باسم “موفس” (MOFs) اختصاراً لمصطلح “Metal Organic Frameworks” بمعنى “الأطر المعدنيّة العضويّة”. ولا توجد تلك المواد الكيماويّة التي تشبه الكريستال وتحوي ثقوباً كإسفنجة، في الطبيعة، بل لم تكن معروفة قبل عشرين عاماً عندما ابتكرها ياغي أيضاً. وخلال العقدين السابقين، سار علماء الكيمياء على خطى ياغي، وصنعوا حوالي 20 ألفاً من الـ “موفس”، وعام 2014، تمّكن ياغي وفريقه العلمي من تركيب مادة “موفس” التي أبدت تفوّقاً في قدرتها على امتصاص الرطوبة من الهواء، حتى عندما يكون جافاً.

ويُقدّر أن الغلاف الجوي يحتوي على 13 تريليون ليتر من الماء في أي لحظة، ويساوي ذلك عُشر ما تحتوي عليه الأرض من مياه حلوة في أنهارها ومحيطاتها كلّها. لقد بات كل ذلك الخزّان الضخم في متناول الصحراء وأهلها، ولم تكن يد المرأة المشتغلة في العلوم، بعيدة عن ذلك الإنجاز الواعد، إذ تعاون ياغي مع إلفين وانغ، وهي مهندسة ميكانيكيّة في “معهد ماساشوستس للتقنية”، وركّبا نوعاً جديداً من الـ “موفس” يستند إلى مادة الـ “زيركونيوم”، وسميّاه “موف- 801” (MOF - 801)، ووفق مقال نشرته مجلة “ساينس” العلمية (وهي ناطقة بلسان “الجمعية الأميركيّة لتقدّم العلوم”)، يعمل “موف - 801” بطريقة تذكّر بما يحصل في الأشجار وأنواع النبات، إذ يمتص الرطوبة ليلاً، ويجمعها ضمن الثنايا البلوريّة للـ “موف - 801”. ويتغيّر عمله نهاراً، إذ يستفيد من ضوء الشمس في تبخير ذلك الماء الليلي في غرفة مقفلة، ثم يجري تكثيف البخار ليصير ماءً عذباً منعشاً.

وعلّق ميركوري كاناتزيديس، وهو بروفسور كيمياء في جامعة “نورث ويسترن” الأميركيّة، على ابتكار ياغي قائلاً: “حصدُ الماء من هواء الصحراء كان حلماً راود الأدمغة طويلاً وتحقّق الآن”، وحاضراً، يبدو ابتكار ياغي مكلفاً لأن كل كيلو من الـ “زيركونيوم” يكلّف حوالي 150 دولاراً. وفي الأفق القريب، يرى ياغي أن الأمر سيتغيّر لأنه يعمل مع فريقه على ابتكار آلة مُشابِهَة تكون مستندة في عملها إلى نوع من الـ “موف” أساسه مادة الألومنيوم الشائعة التي يقلّ ثمنها عن الـ “زيركونيوم” مئة مرة.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دراسة تبيّن امكانية ري الصحراء بالماء من هوائها باستخدام طاقة الشمس النظيفة دراسة تبيّن امكانية ري الصحراء بالماء من هوائها باستخدام طاقة الشمس النظيفة



GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon