توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تعتمد على مواد كريستاليّة الشكل وعضويّة التركيب تمتص الرطوبة من الجو

دراسة تبيّن امكانية ري الصحراء بالماء من هوائها باستخدام طاقة الشمس النظيفة

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - دراسة تبيّن امكانية ري الصحراء بالماء من هوائها باستخدام طاقة الشمس النظيفة

الصحراء ترتوي ماءً من هوائها وشمسها
الرياض - مصر اليوم

تستطيع الصحراء أن ترتوي ماءً يأتي من هوائها، بل إنّ الحصول على ذلك الماء لن يلوّث الهواء لأنّه يتمّ باستخدام طاقة الشمس النظيفة، وربما هزّ بعض القرّاء في الخليج العربي رأسه عند قراءة تلك الكلمات، لأن ندرة الماء باتت بعيدة فعليّاً عن مساحات واسعة من بلدانهم، بفضل جهود وتوظيفات حكوميّة كبرى في المياه، ولأن “شيئاً ما” يبدو أنّه تغيّر، فتتابعت مواسم ممطرة (بل مع ثلوج أحياناً) في شتائها الذي اعتاد طويلاً أن يكون جافاً، ورغم كل ذلك، يبقى الماء مطلوباً وعزيزاً. ويكفي تذكّر الأموال الضخمة التي تُستثمر في مشاريع تحلية المياه، ونقلها وضخها إلى مسافات تصل إلى مئات من الكيلومترات أحياناً.

وتساءل العلماء "ماذا لو تغيّرت تلك الصورة كليّاً، وصار ممكناً الحصول على الماء في الصحراء بسهولة من الهواء؟ ذلك ما تعد به آلة تشبه الإسفنجة وتستطيع امتصاص الرطوبة من الهواء مهما كان جافاً، بل تعطي 3 ليترات يوميّاً لكل كيلو تجمعه من تلك الرطوبة غير الظاهرة. فماذا إن كان عالِمٌ أميركي - أردني متألق في “جامعة كاليفورنيا - بيركلي”، هو الذي ابتكر تلك الأداة التي تنطق بعمق ما يربطه مع بلده؟"

وقاد البروفسور عمر مؤنس ياغي، المختص في الكيمياء، فريقاً علمياً للعمل على مواد كريستاليّة الشكل وعضويّة التركيب، تُعرف علميّاً باسم “موفس” (MOFs) اختصاراً لمصطلح “Metal Organic Frameworks” بمعنى “الأطر المعدنيّة العضويّة”. ولا توجد تلك المواد الكيماويّة التي تشبه الكريستال وتحوي ثقوباً كإسفنجة، في الطبيعة، بل لم تكن معروفة قبل عشرين عاماً عندما ابتكرها ياغي أيضاً. وخلال العقدين السابقين، سار علماء الكيمياء على خطى ياغي، وصنعوا حوالي 20 ألفاً من الـ “موفس”، وعام 2014، تمّكن ياغي وفريقه العلمي من تركيب مادة “موفس” التي أبدت تفوّقاً في قدرتها على امتصاص الرطوبة من الهواء، حتى عندما يكون جافاً.

ويُقدّر أن الغلاف الجوي يحتوي على 13 تريليون ليتر من الماء في أي لحظة، ويساوي ذلك عُشر ما تحتوي عليه الأرض من مياه حلوة في أنهارها ومحيطاتها كلّها. لقد بات كل ذلك الخزّان الضخم في متناول الصحراء وأهلها، ولم تكن يد المرأة المشتغلة في العلوم، بعيدة عن ذلك الإنجاز الواعد، إذ تعاون ياغي مع إلفين وانغ، وهي مهندسة ميكانيكيّة في “معهد ماساشوستس للتقنية”، وركّبا نوعاً جديداً من الـ “موفس” يستند إلى مادة الـ “زيركونيوم”، وسميّاه “موف- 801” (MOF - 801)، ووفق مقال نشرته مجلة “ساينس” العلمية (وهي ناطقة بلسان “الجمعية الأميركيّة لتقدّم العلوم”)، يعمل “موف - 801” بطريقة تذكّر بما يحصل في الأشجار وأنواع النبات، إذ يمتص الرطوبة ليلاً، ويجمعها ضمن الثنايا البلوريّة للـ “موف - 801”. ويتغيّر عمله نهاراً، إذ يستفيد من ضوء الشمس في تبخير ذلك الماء الليلي في غرفة مقفلة، ثم يجري تكثيف البخار ليصير ماءً عذباً منعشاً.

وعلّق ميركوري كاناتزيديس، وهو بروفسور كيمياء في جامعة “نورث ويسترن” الأميركيّة، على ابتكار ياغي قائلاً: “حصدُ الماء من هواء الصحراء كان حلماً راود الأدمغة طويلاً وتحقّق الآن”، وحاضراً، يبدو ابتكار ياغي مكلفاً لأن كل كيلو من الـ “زيركونيوم” يكلّف حوالي 150 دولاراً. وفي الأفق القريب، يرى ياغي أن الأمر سيتغيّر لأنه يعمل مع فريقه على ابتكار آلة مُشابِهَة تكون مستندة في عملها إلى نوع من الـ “موف” أساسه مادة الألومنيوم الشائعة التي يقلّ ثمنها عن الـ “زيركونيوم” مئة مرة.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دراسة تبيّن امكانية ري الصحراء بالماء من هوائها باستخدام طاقة الشمس النظيفة دراسة تبيّن امكانية ري الصحراء بالماء من هوائها باستخدام طاقة الشمس النظيفة



GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon