c الفلسطيني محمد "الهجّان" يكشف أسرار مُثيرة عن 60 عامًا في - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 19:15:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أكد أنه لا يتصور نفسه دون جمل وناقة يكتفي بها عن كل الناس

الفلسطيني محمد "الهجّان" يكشف أسرار مُثيرة عن 60 عامًا في تربية الإبل

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - الفلسطيني محمد الهجّان يكشف أسرار مُثيرة عن 60 عامًا في تربية الإبل

الفلسطيني محمد "الهجّان"
رام الله - مصر اليوم

دأب الفلسطيني محمد أبو زريقة منذ نعومة أظفاره، على تعلم الطريقة المثلى للتعامل مع الإبل وكيفية العناية بها ومداواتها بشكل جيد، حتى صار مرجعًا لمًربي الإبل الجدد في قطاع غزة، ليطلق عليه الجميع لقب "الهجّان".

أكثر من 60 عامًا قضاها أبو زريقة في تربية الإبل، تعلم المهنة عن والده، لتصير مهنته بالوراثة، وعلى الرغم من كبر سنه فإنه يستعد الآن لخوض أول سباق للمنافسة على لقب "أفضل هجان".

ويقول أبو زريقة لـ"العين الإخبارية"، "ولدت في بيت سبقني إليه ناقة وجمل، وكبرت ووالدي يدربني على مصاحبة الأبل، ولا أستطيع تخيل نفسي بدونها. تركت مدرستي من أجل التفرغ لها، برغم أن عائلتي لا تنتمي للبدو، أصحاب الإبل وأكثر الناس دراية بتربيتها والتعامل معها".

اقرأ أيضًا:

مليون فصيلة حول العالم مهددة بـ"الانقراض" بفعل "التغير المناخي"

ويضيف، "قضيت أكثر من 60 سنة وأنا أربي الإبل. علمت أولادي أصول تربيتها، وهم معي اليوم يشدون سرجها ويركبونها كهجانة متمكنين، ولم أسمع لهم شكوى بسبب وجودها في باحة البيت الخلفية".

ويوضح أبو زريقة أن الإبل تحتاج إلى عناية خاصة ودقة في التعامل، فهو يهتم بها كاهتمامه ببيته وأولاده، ومن أجلها تعلم العزف على آلتي "الشبابة واليرغول"، كل ليلة يأتي أصدقاؤه للسمر فيعزف لهم، وتكون الإبل حاضرة تستمع كأنها من الساهرين.

لا يخفي أبو زريقة المتاعب التي عاشها طيلة سنوات تربيته للأبل، ويأسف لعدم اهتمام المستويات الرسمية لهذا النوع من الحيوانات، على الرغم من أنها جزء أصيل من تراث الشعب الفلسطيني حافظت عليه القبائل المشهورة وكانت تعتد بتربيتها، كما تمتاز كل قبيلة بوسائل وأساليب تخصها بالتعامل مع الجمال.

ويتابع، "أشهر القبائل في تربية الإبل هي الترابين، وكان لوالده صديق من هذه القبيلة علمه تربية الجمال وهو صبي فعلمها لأولاده، وهي اليوم تنتقل إلى الأحفاد، لأن الأبل تورد الخير، وتورث الصبر، ومحامد الأخلاق، وعلى الرغم من كل متاعبها فإنها تبقى مهنة تعبر عن الأصالة والتمسك بالتراث الفلسطيني".

وعن دوافع تربيته للأبل على الرغم من صعوبة ظروفه وقساوتها واعتماده على الزراعة كدخل للعيش، يقول أبو زريقة، "الدافع الأكبر أنني لا أتصور نفسي دون جمل وناقة، فهي من أكثر مسببات السعادة بالنسبة لي، واكتفي بها عن كل الناس، فأعزف لها وأمسح على ظهرها كلما شعرت أنها متعبة أو مريضة، وأسهر بقربها حتى تتعافى. هذه حياتي"، لافتاً إلى أن اكثر لحظاته حزناً حين يبيع أحدها لتدبير الأموال، وأجمل أوقاته حين يستقبل مولودا جديدا من الأبل، إذ يقضي أياما قربه للعناية به.

وتمثل تربية الإبل متعة بالغة لمحمد أبو زريقة، إذ يقول: "لم أفكر في يوم من الأيام أن أربح من تربية الأبل، ولكن بحكم وجودها في حياتي أصبحت مطلعاً على سوقها في قطاع غزة، فالأبل يربيها المهتمون بها فقط وأغلبهم من البدو، ويعتبرونها جزءا أصيلا من حياتهم"، ويقدر أبو زريقة عدد رؤوس الأبل في قطاع غزة، بنحو 50 ألف رأس إلا أن وزارة الزراعة الفلسطينية قدرتها في عام 2012 بـ 1000 رأس من الأبل فقط.

دعم منقوص

ويرى أبو زريقة أن الهجّانة في قطاع غزة ينقصهم الكثير من التدريب والدعم المادي لتوفير احتياجات الأبل، خصوصاً من الكلأ والمكان الواسع، فالإبل لا تعيش في الأماكن المحصورة والضيقة. وعلى الرغم من انخفاض تكاليف الاعتناء بها لأنها تأكل كل شيء من حشائش وصبار وبقايا البيت والبلح والذرة وغيرها، ولا تحتاج إلى الشعير والأعلاف مثل الحيوانات الأخرى، فإنها تحتاج إلى همة عالية في العناية ومعرفة تفاصيل حياتها، فالناقة يستمر حملها نحو 12 شهرا وأحياناً 13، وفي هذه الفترة يبقى الجمل صائماً عن الطعام لمدة 4 أشهر كاملة بالقرب من أنثاه، ولأنه مخلوق حساس جداً يجب التعامل معه بحذر، فالأبل تشعر بمن يعاملها بإحسان، ومن يحتقرها ويهينها.

سباقات الهجانة

عن سباقات الجري التي بدأت تظهر في قطاع غزة من قبل الهجانة ومربيّ الأبل، يقول حازم عبدالرحيم، أحد الهجانة الذين يحضّرون لسباق أكتوبر/تشرين الأول في قطاع غزة: "الغرض من السباق هو دعم مربي الأبل، والترويج لهذا النوع من الحيوانات التي لم تأخذ حقها بالعناية من قبل الجهات الرسمية، كما أن السباق يظهر كفاءة الجمال وقدراتها، ويساعد على تصنيفها وفق الأعراف المتبعة من قبل القبائل المختصة،فالأبل في قطاع غزة كلها أصيلة ولا يوجد بينها هجين أو شارد، كما بدأ المربون بتحسين الذريات لتكون صافية بنسبة عالية، وهذا كله أصبح ميزانه ميدان السباق".

ويرفض حازم مثل أبو زريقة حصر فوائد ومنافع الأبل بالتسلية واللحم والحليب، ويتفقان على أن امتلاك الأبل حياة أخرى لا يعرف قيمتها سوى من يعيشها ولا تقاس متعتها بقدر ما تستهلكه تلك الحيوانات من طعام وما ينفق عليها من أموال، بل قيمتها أكبر من ذلك وهي دليل واضح على أصالة الشعب الفلسطيني وتمسكه بتراثه، وأنه ابن بيئته.

قد يهمك أيضًا:

علماء يكشفون عن تعرُض الشعاب المرجانية لـ"الابيضاض"

كشف غموض "هالات" الشعاب المرجانية المضيئة

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفلسطيني محمد الهجّان يكشف أسرار مُثيرة عن 60 عامًا في تربية الإبل الفلسطيني محمد الهجّان يكشف أسرار مُثيرة عن 60 عامًا في تربية الإبل



إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي مستلهم من الصيام لتحسين صحة الكلى
  مصر اليوم - نظام غذائي مستلهم من الصيام لتحسين صحة الكلى

GMT 12:45 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

ميس حمدان تتحدث عن تطور السينما السعودية
  مصر اليوم - ميس حمدان تتحدث عن تطور السينما السعودية

GMT 06:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان
  مصر اليوم - غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان

GMT 12:57 2023 الأربعاء ,12 تموز / يوليو

لكى تعرفَ الزهورَ كُن زهرةً

GMT 10:39 2021 الأحد ,09 أيار / مايو

إطلالات شرقية لرمضان من وحي فاطمة المؤمن

GMT 17:26 2021 الثلاثاء ,09 شباط / فبراير

بايرن ميونخ يصف محمد صلاح بأنه "ميسي أفريقيا"

GMT 12:11 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ميلان يعلن إعارة كولومبو لـ كريمونيزي الأمريكى كولومبو

GMT 03:17 2020 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

فيديو تفاعلي يتكيف مع حركة الجسم أثناء التمارين

GMT 16:43 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

7 أخطاء تفعلها عند ارتداء الكمامات

GMT 03:12 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

المعهد الأميركي يكشف السيناريو المرعب لـ"كورونا"

GMT 07:29 2020 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

صلاح مع قطة تحصد نصف مليون إعجاب في ساعات

GMT 06:31 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الثلاثاء 13 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 05:06 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح ديكور هادفة إلى تنسيق حدائق منزلية

GMT 08:41 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

وصلة رقص لـ ساويرس على أنغام رايحين نسهر لـ محمد رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon