c الأشجار المعمّرة في الإمارات تحتضن موروثًا شعبيًا يكسبها أهمية وحضورًا - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شكل وجودها جزءًا مهمًا من تاريخ المكان وذاكرة المجتمع

الأشجار المعمّرة في الإمارات تحتضن موروثًا شعبيًا يكسبها أهمية وحضورًا ثقافيًا واجتماعيًا

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - الأشجار المعمّرة في الإمارات تحتضن موروثًا شعبيًا يكسبها أهمية وحضورًا ثقافيًا واجتماعيًا

الأشجار المعمّرة
أبوظبي ـ سعيد المهيري

ترتبط الأشجار التاريخية والمعمرة في دولة الإمارات العربية المتحدة ارتباطاً وثيقاً بجيل الأمس، ما جعلها تحتضن تحت ظلالها الوارفة موروثاً شعبياً يكسبها أهمية وحضوراً اجتماعياً وثقافياً واقتصادياً وجمالياً لا حدود له وسط صحراء جافة مترامية الأطراف، فشكل وجودها جزءاً مهماً من تاريخ المكان وذاكرة المجتمع ومن أبرز الصور التي تجسد مكانة شجرة الغاف لدى دولة الإمارات في الوقت الحاضر تحولها إلى رمز وهوية، خاصة بعد اختيارها من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، شعاراً لعام التسامح 2019.
فالغاف شجرة واكبت حياة الإماراتيين والتصقت بوجدانهم وذاكرتهم الشعبية الحافلة بالذكريات والحنين.. فتحت ظلالها نسج الإماراتيون حكاياتهم، وبظلها استظلوا وتحولت إلى مجالس لهم في وسط الصحراء.

رمزية
وكثير من الأشجار حاضرة في وجدان المجتمع، سامقة بين الكثبان وعلى رؤوس الجبال، ما يجعلها رمزا حاضرا في التعامل اليومي مع مفردات الحياة ودائمة البقاء في ذاكرة أبناء الإمارات.
وتعتبر الأشجار التاريخية والمعمرة في الإمارات دليلا وشاهدا حيا على تاريخ وحضارة الدولة ومعالم مهمة لا تقل في أهميتها عن المعالم التاريخية والأثرية.
وتنتشر في الإمارات الكثير من الأشجار التاريخية والمعمرة، خاصة أشجار النخيل والغاف والسمر والسدر، وهي من الأشجار الوطنية التي لها منزلة خاصة لدى المجتمع، وكثيرا ما تم مراعاة ذلك في مشاريع الطرق، حيث تتزين بها الجزر الوسطى في شوارع الإمارات.
ولعبت الأشجار دورا اجتماعيا هاما في الحياة، حيث كان يمارس الأجداد تحت ظلالها مختلف الحرف والأشغال اليدوية، ويقيمون حولها الاحتفالات واتخذوا منها أماكن للتدريس وحفظ القرآن الكريم، وأقيمت كثير من الأسواق في الماضي تحت ظلال أشجار الغاف والقرط والسدر.

شغف
ومن شدة شغف الإمارات بأشجارها التاريخية والمعمرة نفذت لأجلها الجهات المختصة عدة مشاريع لحصرها وترقيمها باستخدام أجهزة تحديد الأماكن «جي.بي.إس» التي تحدد مواقع الأشجار على مستوى الدولة من رأس الخيمة مرورا بالعين وليوا وصولا إلى السلع، من أجل المحافظة عليها لأنها ارتبطت بإنسان هذه الأرض وأصبحت جزءا أصيلا من تراث وطننا الغالي.

محاور
وما يمكن أن يسمى «ثقافة الأشجار» في دولة الإمارات حاضر في محاور الحياة جميعها، بدءا من القصائد والروايات والأغاني، وصولا إلى الطعام والزينة والبيئة، إلى جانب رمزيتها التي لا يدركها إلا من تمعن في أدق تفاصيلها كونها تمثل نبض المكان وذاكرة الزمان، خاصة عندما تفتح ذراعيها دون تفرقة لعابري الصحارى والقاطنين بين كثبانها.
والزائر لدولة الإمارات يشده الحنين إلى الماضي البعيد مع رؤية الأشجار المعمرة وجذوع الأشجار المتحجرة التي يقال إن عمرها يرجع إلى أكثر من 300 مائة عام وتحولت إلى أحجار لونها كلون عود الطيب ومتمثلة شكله، تدق عليها فتسمع دندنة المعدن وتأخذ شكل الأشجار بسيقانها وأغصانها لتشهد على عراقة الوطن ومدنه.
وذكر المواطن علي بن محمد بن جرش المزروعي، 65 عاماً، أن هذه الأشجار والجذوع اليابسة تنتشر وتظهر بكل وضوح في عدة مواقع وتتميز بضخامة وصلابة جذوعها، مؤكدا أن هذه الجذوع تعود إلى أكثر من ثلاثة قرون مضت.

قد يهمك أيضا :  

أسرار ومميزات قرية "سنديانا" الملئية بالأشجار والطبيعة الساحرة

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأشجار المعمّرة في الإمارات تحتضن موروثًا شعبيًا يكسبها أهمية وحضورًا ثقافيًا واجتماعيًا الأشجار المعمّرة في الإمارات تحتضن موروثًا شعبيًا يكسبها أهمية وحضورًا ثقافيًا واجتماعيًا



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 10:29 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

شريف مدكور يُعلن إصابته بفيروس يُصيب المناعة

GMT 12:37 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

طبيب الأهلي يعلن جاهزية الثلاثي المصاب للمباريات

GMT 10:52 2016 الإثنين ,08 شباط / فبراير

هاشتاغ مسلسل "أمينة وسليم" يتصدر "الفيسبوك"

GMT 02:19 2016 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

ريهام حجاج تعتذر عن الجزء الثالث من "هبة رجل الغراب"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon