توقيت القاهرة المحلي 21:14:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بعد وفاة الكثير من الأميركيين والأضرار التي تقدر بالمليارات

إيرما وهارفي يجعلان ترامب وإدارته يدفعان تكاليف إنكار تغير المناخ

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - إيرما وهارفي يجعلان ترامب وإدارته يدفعان تكاليف إنكار تغير المناخ

اعصار ايرما
واشنطن ـ رولا عيسى

بينما بدأت الولايات المتحدة الأميركية في تقبلّ والتعامل مع كارثة الطقس الرئيسية الثانية في غضون شهر، فإنّ السؤال المهم هو ما إذا كان الدمار الناجم عن الأعاصير هارفي وإيرما سيقنع دونالد ترامب وإدارته بحقيقة تغير المناخ.

وقد تفلت عقارات مار-أيه-لاغو الفاخرة في فلوريدا من غضب إيرما، ولكن مع وفاة الكثير من الأميركيين، والأضرار التي تُقدر بمليارات الدولارات، التي لحقت بالمنازل والشركات، فإنّ تكاليف إنكار تغير المناخ بدأت تتراكم عند باب على عتبة البيت الأبيض.

وقبل أيام قليلة من تشكيل هارفي في المحيط الأطلسي الشهر الماضي، وقع ترامب أمرًا تنفيذيًا يقضي بإلغاء سياسة قدمها سلفه باراك أوباما لمساعدة المجتمعات والشركات الأميركية على أن تصبح أكثر مرونة ضد مخاطر الفيضانات التي تتزايد بسبب تغير المناخ، ولكن الهجوم الوحشي على البر الرئيسي الأميركي من قبل هارفي وإرما يجب أن يجبر الرئيس على الاعتراف بعواقب الغطرسة في رفض البحث والتحليل الذي قام به العلماء.

فالشوارع المغمورة في هيوستن والمنازل التي دمرتها الرياح في جنوب فلوريدا تحمل بصمة لا لبس فيها من أنّ الطقس القاسي الذي يزداد سوءا بسبب انبعاثات الغازات الدفيئة التي صنعها الإنسان، والإعصار هو مجموعة ضخمة، من تناوب العواصف الرعدية التي تتشكل فوق سطح البحر والتي تكون درجة حرارتها لا تقل عن 26.5.  درجة وذلك يشبه محرك عملاق، حيث ينقل الحرارة من سطح البحر حتى الغلاف الجوي ويولد رياحًا قوية وأمطار غزيرة في هذه العملية.

ويمتد موسم الأعاصير الأطلسية رسمًيا من 1 يونيو/ حزيران حتى 30 نوفمبر/ تشرين الثاني، وعادة ما ينتج 12 عاصفة استوائية، منها ست عواصف قوية، مع سرعة رياح مستمرة تزيد عن 73 ميلًا في الساعة. وكانت هناك 11 عاصفة حتى الآن هذا العام، بما في ذلك ستة أعاصير، وفي أوائل آب/أغسطس، رفعت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي توقعاتها للموسم إلى "فوق المعدل الطبيعي"، مما يُشير إلى أن العدد النهائي قد يصل إلى 19 عاصفة،  تسعة منها أعاصير.
 
ولكن هذا الموسم كان ملحوظًا من ناحية واحدة لأن اثنين من الأعاصير الرئيسية، كانت مع رياح مستدامة بلغت سرعتها أكثر من 110 أميال في الساعة ضربوا البر الرئيسي للولايات المتحدة، بعد فترة 12 عامًا، وسجل إعصار إيرما أيضًا رقمًا كأقوى إعصار حدث في المحيط الأطلسي المفتوح، مع سرعة الرياح التي لا تقل عن 185 ميلًا في الساعة على أطول فترة.
 
ولا يمكن إلقاء اللوم على تغير المناخ في عدد الأعاصير في أي موسم ولا حدوث أي عاصفة ولكن هناك ثلاث طرق تجعل العواقب أسوأ.

أولًا، على الرغم من أن شدة الإعصار تعتمد على عوامل كثيرة، فإنّ مياه البحر الأكثر دفئًا تميل إلى تعزيز عواصف أقوى، ومتوسط ​​درجات حرارة سطح البحر آخذ في الارتفاع، وبعض أجزاء من شمال المحيط الأطلسي وخليج المكسيك هي أكثر دفئًا من المتوسط ​​في الوقت الراهن، وهو السبب الرئيسي في أنّ كل من هارفي وإيرما أصبحت قوية جدًا بسرعة.

ثانيًا، يمكن أن يحمل الجو الأكثر دفئًا المزيد من بخار الماء، مما قد يؤدي إلى هطول أمطار غزيرة، وهذا صحيح ليس فقط بالنسبة للأعاصير وإنما أيضًا للعواصف الأضعف في جميع أنحاء العالم، حتى العواصف الاستوائية المعتدلة نسبيًا يمكن أن تسبب أضرارًا كبيرة من خلال إسقاط كميات هائلة من الأمطار فوق منطقة واحدة.

ثالثًا، وبصرف النظر عن الرياح القوية والأمطار الغزيرة، فإنّ الأعاصير تسبب أضرارًا من خلال العواصف حيث تدفع رياحها مياه البحر قبلها، ويمكن للعواصف أن تغمر مناطق ساحلية منخفضة وتجتاح كل شيء في طريقها، وقد ارتفعت مستويات البحر تدريجيًا على الصعيد العالمي، مما يجعل العواصف أكبر وأكثر فتكًا.

ولا يزال العلماء غير متأكدين من الطرق الأخرى التي قد يؤثر بها تغير المناخ على الأعاصير، والسبب الرئيسي الذي تسبب فيه هارفي في حدوث مثل هذه الفيضانات الشديدة في جميع أنحاء هيوستن، هو أنه توقف على المدينة وأغرقها بالمطر لعدة أيام دون أن يتحرك، ولا نعرف ما إذا كان تغير المناخ لعب دورًا في خلق الظروف الجوية التي حدثت، ولا يمكننا بعد أن نتنبأ بما إذا كان تغير المناخ سيؤثر على عدد الأعاصير التي تحدث كل عام، وقد أشارت بعض الدراسات أنه في حين أن الأرقام سوف تنخفض، إلا أنها سوف تزيد قوة.

ومما لا شك فيه أيضًا كيف تؤثر التقلبات المناخية الطبيعية على الأعاصير، وقد ازدادت الأرقام بشكل ملحوظ في شمال الأطلسي منذ التسعينات، ولكن يبدو أن هذا يرجع، جزئيًا على الأقل، إلى تغييرات واسعة النطاق في تداول المحيطات على مدى أعوام أو عقود عديدة.

ومع ذلك، فمن الواضح أن حياة وسبل معيشة الملايين من الأميركيين سوف تكون في خطر إذا استمر ترامب وإدارته في إنكار وجود تغير المناخ وأثره على التهديد الذي تشكله الأعاصير.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيرما وهارفي يجعلان ترامب وإدارته يدفعان تكاليف إنكار تغير المناخ إيرما وهارفي يجعلان ترامب وإدارته يدفعان تكاليف إنكار تغير المناخ



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:49 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 12:13 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

معوقات تمويل الصناعات الصغيرة والمتوسطة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon