c علماء يفسّرون سر عدم تأثر النباتات بكارثة "تشرنوبل" كالحيوانات والبشر - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 13:08:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أكّدوا أنّ ما حدث في محطة الطاقة الذرية أدى إلى ازدهار الحياة البرية

علماء يفسّرون سر عدم تأثر النباتات بكارثة "تشرنوبل" كالحيوانات والبشر

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - علماء يفسّرون سر عدم تأثر النباتات بكارثة تشرنوبل كالحيوانات والبشر

عدم تأثر النباتات بكارثة "تشرنوبل"
لندن - مصر اليوم

يمكن أن تكون "تشرنوبل" مرادفة للموت والدمار، ولكن العلماء يعتقدون الآن أن الكارثة التي حدثت في محطة الطاقة الذرية أدت إلى ازدهار الحياة البرية في المنطقة.

وبعيدا عن مساحات النفايات النووية، أصبحت منطقة الإبعاد (الإقصاء) حول تشرنوبل التي تبلغ 2600 كم مربع، ملاذا للنبيت (الحياة النباتية) والحيوانات، وعلى وجه الخصوص، استفادت الحياة النباتية من قدرتها الفريدة على تحمل الآثار الجانبية السرطانية للكارثة، حيث لم تتأثر الأشجار والزهور والشجيرات بالآثار المدمرة.

وحتى في أكثر المناطق الملوثة بالإشعاع، يقول الخبراء إن الغطاء النباتي بدأ يتعافى بعد 3 سنوات فقط من كارثة عام 1986. كما ذُكر أن الذئاب والخنازير والدببة عادت مرة أخرى إلى الغابات المورقة، في المنطقة المحيطة بالمفاعل النووي المدمر.

إقرأ أيضًا:

منتدى الطاقة الذرية يعقد اتفاقية مع مصر ويبحث التعاون مع 4 دول عربية

وفي مقال معمق قُدّم لـ The Conversation، يوضح كبير المحاضرين في الكيمياء الحيوية النباتية في جامعة Westminster، ستيوارت تومبسون، سبب قدرة النباتات على مقاومة الإشعاع، ولماذا تزدهر الحياة البرية الآن.

وفي الشرح المفصل، قال تومبسون، عندما تتأثر الخلايا البشرية بجزيئات الطاقة العالية والأمواج التي ترسلها المواد النووية غير المستقرة والمتحللة، تتحطم بنيتها الخلوية وتحدث التفاعلات الكيميائية ضررا واضحا بالخلايا. ويعد الحمض النووي عرضة بشكل خاص للضرر الناجم عن هذه الجزيئات المشعة، حيث يمكن استبدال أجزاء من الخلايا، ولكن ذلك لا يحدث للشيفرة الوراثية داخل كل منها.

وفي الجرعات العالية، يُخلط الحمض النووي وتموت الخلايا بسرعة، ما يسبب الأعراض المميزة للتسمم الإشعاعي، بما في ذلك الضعف والتعب والإغماء والارتباك، وكذلك نزيف الأنف والفم واللثة والمستقيم.

وفي المناطق الأكثر تلوثا حول تشرنوبل، قُتل البشر والثدييات والطيور الأخرى بسبب الإشعاعات المنبعثة خلال الكارثة، وفقا للدكتور تومبسون. ولا يسبب التعرض لمستويات منخفضة من الإشعاع آثارا صحية فورية، ولكن الطفرات الناجمة عن تلف الخلايا تزيد من خطر الإصابة بالسرطان على مدى الحياة، بينما النباتات تتميز بأنها أكثر مرونة في طريقة تعاملها واستجابتها بشكل عضوي أكبر، نظرا لأنها غير محظوظة في الانتقال من مكانها.

وتتكيف الخلايا النباتية مع تغير طريقة عملها وفقا للبيئة التي تجد نفسها فيها، ويمكن أن يشمل ذلك النمو بشكل أطول أو حفر جذورها على مسافات أعمق، اعتمادا على إشارات كيميائية تتلقاها من محيطها، وذلك ما يسميه الدكتور تومبسون "الشبكة الواسعة من الخشب". كما تأخذ النباتات إشارة من مستويات الضوء والماء والمواد المغذية التي تمتصها، وكذلك درجة الحرارة المحيطة بمناخها.

وعلى عكس الخلايا الحيوانية، فهي أيضا أكثر قدرة على إنشاء خلايا جديدة من أي نوع ضروري لعملها، ويمكن أن تحل مكان الخلايا الميتة بسهولة أكبر، كما أن الأورام التي تنمو في النباتات غير قادرة أيضا على الانتشار إلى مناطق أخرى، على عكس البشر، وذلك بفضل الجدران الصلبة التي تحيط بالخلايا النباتية. وإلى جانب القدرة على تحمل الإشعاع، يبدو أن الحياة النباتية حول تشرنوبل تعتمد على الآليات القديمة في ماضيها الوراثي، لحماية الحمض النووي الخاص بها، ففي أوائل الحياة على الأرض، كانت مستويات الإشعاع في البيئة الطبيعية أعلى بكثير، ما اضطر النباتات إلى التكيف من أجل البقاء.

ويعتقد الخبراء أن الكارثة ربما تكون أيقظت آليات البقاء "العتيقة" في النباتات المحلية.

قد يهمك أيضًا:

"الطاقة الذرية من الألف للياء" كتاب جديد عن المؤسسة المصرية الروسية للثقافة

"الطاقة الذرية" تُحذِّر مِن الضغط عليها بشأن التفتيش في إيران

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

علماء يفسّرون سر عدم تأثر النباتات بكارثة تشرنوبل كالحيوانات والبشر علماء يفسّرون سر عدم تأثر النباتات بكارثة تشرنوبل كالحيوانات والبشر



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon