توقيت القاهرة المحلي 19:22:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يبلغ حجمها نحو ستة أطنان سنويًا وتعد برلين الأعلى عالميًا

5 مشاكل تعاني منها النفايات البلاستيك في ألمانيا فشلت في التغلب عليها

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - 5 مشاكل تعاني منها النفايات البلاستيك في ألمانيا فشلت في التغلب عليها

الأكياس البلاستيكية
برلين - مصر اليوم

أصبحت متاجر الأغذية في ألمانيا تروج لنفسها الآن بأنها توقفت عن الشفاطات البلاستيكية، وكذلك الملاعق والشوك وحيدة الاستخدام والأكياس البلاستيكية. وأصبح البلاستيك موضوعًا حاضرًا كقضية بيئة. لا غرابة إذن من أن وزيرة البيئة الألمانية الجديدة سفينيا شولتس زارت خلال أول رحلة صيفية لها مصنعًا لتدوير البلاستيك. هناك رائحة قمامة قوية تزكم الأنوف ويظل تأثيرها فترة طويلة. أصوات الآلات مرتفعة، ولا يسمح مصنع هوبرت أينج لتدوير البلاستيك لعماله بالعمل من دون حماية للأذن من ضجيج الآلات.

هناك في فناء المصنع لفافات هائلة من نفايات البلاستيك وأكياس أكبر بها ملصقات صغيرة ملونة توضح مدى نوعية "المادة التي سيتم تدويرها" الموجودة داخل هذه الأكياس، أي المادة المصنوعة من البلاستيك المستعمل التي يصنع منها على سبيل المثال أجهزة تستخدم في ساحات الأطفال المخصصة للعب أو أرائك بلاستيكية.

هنا يتم تفتيت النفايات وفصلها وتنظيفها ثم إعادة تفتيتها وفي النهاية بيعها. ما لا يمكن إعادة تدويره يتم حرقه "أي استخدامه حراريًا" لتوليد الكهرباء والحرارة. وينسحب ذلك أيضًا على الأجهزة الكهربائية أو غير ذلك من النفايات، حسبما أوضح رئيس الشركة شتيفان أينج، الذي أكد أن انضباط المواطنين في فصل النفايات قد تراجع كثيرًا.

وأوضحت وكالة الأنباء الألمانية، أن أينج يتبع قطاع التدوير الألماني وهو قطاع كبير يضم شركات تابعة للبلديات الألمانية وشركات خاصة تشغل نحو 300 ألف إنسان، منهم 129 ألف عامل يعملون في مجال تدوير النفايات والتخلص منها. يكاد يكون فصل النفايات وتدويرها أمرًا خاصًا بالشركات الخاصة، أما إعادة تدوير المعلبات فتقوم به الأنظمة الثنائية التي من بينها "النقطة الخضراء".

هناك إجماع بين المسؤولين عن هذا القطاع، وصناع القرار السياسي والاتحادات البيئية على أن ألمانيا في مقدمة الدول فيما يتعلق بمجال التدوير، وبمعنى آخر "بطل العالم في هذا المجال" حسبما تؤكد سفينيا شولتس. لكن نظام التدوير الألماني يعاني هو الآخر من مشاكل، هناك جهود تبذل لحل بعضها، حيث إن بعضها سيتغير العام المقبل بالفعل، في حين أن مشاكل أخرى لن تتغير. وهذه أمثلة على بعضها:

1- ليس كل بلاستيك قابلًا للتدوير، أو يتم تدويره، فهناك أنواع مختلفة من البلاستيك، حيث لا يمكن الحصول من كل البلاستيك على مادة يمكن الاستفادة منها. يذكر بنيامين بونجارت، من اتحاد نابو الألماني لحماية الطبيعة، من ذلك على سبيل المثال بلاستيك PET المبلمر والملدن حراريًا، حيث يمكن إعادة صناعة زجاجات منه، لكن لا يمكن إعادة تدوير الأطباق المصنوعة منه التي تستخدم في تغليف الفاكهة. كما يصعب إعادة تدوير طبقات البلاستيك الرقيقة المصنوعة منه، وبخاصة الطبقات الأكثر رقة.

وأوضح بونجارت أن خطوط الإنتاج التي طورت لهذا الهدف قليلة. كما أن الحرق أقل تكلفة من إعادة التدوير، حسبما بين شتيفان أينج. لذلك؛ فإن أينج يعيد فقط تدوير الكمية المفروضة عليه حاليًا بالقانون، أي 36 في المائة. ووفق وزارة البيئة الألمانية، فإنه تتم إعادة 45 في المائة من إجمالي نفايات البلاستيك وإعادة الاستفادة منها، أي لا يتم حرقها. ومن المقرر أن يرفع قانون المعلبات الجديد هذه النسبة اعتبارًا من عام 2019، وأن تصل عام 2022 إلى 63 في المائة.

2- أحيانًا تكون الأولوية للشكل قبل البيئة: فالزجاجة التي بها منظفات تلون باللون الأسود، في حين أن زجاجة الشامبو تغلف بطبقة بلاستيكية رقيقة ومطبوع عليها البيانات. ربما كان هذا جيدًا من ناحية الشكل، لكنه يحول دون التدوير في كثير من الأحيان. لأن الآلات المخصصة لا تتعرف على المادة ولا تستطيع فصلها. لذلك؛ فإن الأنظمة المزدوجة ستجبر اعتبارًا من عام 2019 على الحصول من الشركات المصنعة على رسوم تراخيص أعلى للعبوات البلاستيكية صعبة التدوير مقارنة بمنتجي العبوات الأخرى، كما أن بعض المصنعين لا يريدون استخدام بلاستيك قابل لإعادة التدوير، على سبيل المثال لأن لونه داكن وليس لامعًا.

3- ليس كل البلاستيك يصل لنظام التدوير: الكثيرون لا يعرفون أنه غير مسموح لهم بإلقاء سوى العبوات البلاستيكية في الحاوية الصفراء المخصصة لهذه المواد. أي أنه لا يسمح لهم على سبيل المثال بإلقاء الشفاطات في هذه الحاويات، لكن عليهم إلقاء البلاستيك الرقيق التي تغلف بها هذه الشفاطات في الحاويات الصفراء. على أي حال، فإن هذه النسبة مرتفعة، و"40 في المائة من جميع البلاستيك يستخدم في صناعة العبوات"، حسبما أوضح بونجارت، مضيفًا "والعبوات تلقى فورًا في القمامة".

لذلك؛ فإن التركيز يكون كثيرًا على نفايات العبوات، في حين أن البقية مصيرها نفايات الطعام التي لا يتم فصلها مرة أخرى سوى في حالات قليلة؛ لأن القاعدة هي حرقها. ربما ساعد اعتماد حاوية برتقالية للنفايات، يسمح بإلقاء كل البلاستيك (والمعدن) بها، في زيادة النسبة التي يمكن تدويرها، لكن مثل هذه الحاوية لا توجد إلا في حالة تفاهمات خاصة بين البلديات والأنظمة المزدوجة.

4- من الممكن أن تكون هناك دوائر مفتوحة فيما يتعلق ببعض المواد البلاستيكية: وبخاصة زجاجات PET، لكن هذه ليست القاعدة، حيث إن التدوير يعني في كثير من الأحيان إعادة استخدام هذه المواد لأغراض أدنى، حيث لا تستخدم زجاجات PET وحيدة الاستخدام على سبيل المثال في صناعة زجاجات جديدة، بل في ألياف لصناعة المنسوجات لا يمكن إعادة تدويرها. أي أن بلاستيك PE وPP، تفقد من جودتها مع كل معالجة جديدة لها، حسبما أوضح رالف بوشمان من منظمة بوند الألمانية لحماية البيئة.

5- النظام يعاني من نقاط ضعف: هناك منافسة بين مختلف الجهات العاملة في التخلص من نفايات المعلبات، أي الأنظمة الثنائية، هناك الكثير من الشكاوى بشأن "الخراف السوداء" التي تستغل الثغرات القانونية وتقدم عروضًا أرخص على حساب الآخرين. كما تتسبب التجارة عبر الإنترنت التي يحصل فيها العملاء على بضاعتهم بالبريد، في نزاع قانوني لأن الجهات العاملة في هذه التجارة لا تحتاج إلى تسديد مصاريف تراخيص. ومن المقرر إنشاء مؤسسة مركزية، هيئة جديدة، اعتبارًا من عام 2019 من شأنها تحقيق الشفافية في هذا المجال.

أي أن نظام التدوير في ألمانيا ليس كاملًا. لذلك؛ فهناك رسالة يود حماة البيئة إسماعها لمن يهمهم الأمر، ألا وهي أن ألمانيا ليست فقط من أولى دول العالم فيما يتعلق بإعادة الاستفادة من النفايات، بل أيضًا فيما يتعلق أيضًا بحجم النفايات، حيث يبلغ حجم نفايات البلاستيك في ألمانيا نحو ستة أطنان سنويًا، "والمشكلة تكمن في بداية السلسلة"، وفق بوشمان من اتحاد بوند، الذي أضاف "فهل نحن في حاجة إلى مثل هذه العبوات وحيدة الاستخدام؟". ورغم تشديده على أهمية إعادة التدوير، فإنه شدد في الوقت ذاته على أولية تجنب النفايات أصلًا.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

5 مشاكل تعاني منها النفايات البلاستيك في ألمانيا فشلت في التغلب عليها 5 مشاكل تعاني منها النفايات البلاستيك في ألمانيا فشلت في التغلب عليها



GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon