القاهرة - مصر اليوم
عقد الدكتور محمد عبد العاطي، وزير الموارد المائية والرى، اجتماعًا مع عدد من المهندسين متعددي التخصصات الذين قاموا بتطوير تطبيقات نظم للرى الذكى، والتى تُسهم فى ترشيد المياه وزيادة إنتاجية المحاصيل، من خلال ربط احتياجات النبات بدرجة رطوبة التربة وعدد من العوامل الأخرى مثل الملوحة ودرجة الحرارة وغيرها. عُقد الاجتماع بحضور الدكتور رجب عبد العظيم، وكيل الوزارة والمشرف على مكتب الوزير، والدكتورة إيمان سيد، رئيس قطاع التخطيط، والدكتور أيمن السيد، رئيس قطاع الرصد والاتصالات.
وتم خلال الاجتماع استعراض تطبيقات الزراعة الذكية وأنظمة الري الحديث المنفذة فى عدد من المزارع في مصر، ومدى إمكانية تطبيق هذه الأنظمة الذكية فى عدد من المناطق الريادية، تمهيدًا لتعميمها على نطاق واسع بين المنتفعين وتطبيق النظام الملائم من حيث السعر والتقنية حسب مساحة المزرعة والإمكانيات المادية والتعليمية بحيث يكون النظام سهل الاستخدام ومناسبا لجميع المزارعين طبقا لإمكانياتهم.
كما تم عمل عرض لإدارة إحدى المزارع بمنطقة وادي النطرون بزمام ١٥ فدانا، والتي يتم إدارتها من خلال تطبيق على الموبايل، والذي يقوم بتجميع ومعالجة البيانات الخاصة بالتربة الزراعية والمياه المتاحة والبيانات المناخية، كما يقوم بأعمال التحكم والمتابعة عن بُعد لأعمال رى المزروعات بناءً على هذه البيانات، كما تم عرض التنبيهات والتحذيرات التي يقوم التطبيق بإصدارها للمساعدة في إدارة المزرعة واتخاذ القرار المطلوب في الوقت المناسب فيما يخص عملية الرى، كما يتيح النظام الجدولة المسبقة للعمليات الزراعية بناءً على احتياجات النبات في فترات النمو المختلفة.
وتواكب هذه الأنظمة أحدث التكنولوجيات في الاتصالات ونظم المعلومات وإنترنت الأشياء، وتسهم أنظمة الري الذكي في تحسين جودة المزروعات ووقايتها من الأمراض المحتملة وتعظيم الاستفادة من وحدة المياه من خلال خفض تكاليف الري ورفع كفاءة الأعمال الزراعية، بما ينعكس إيجابيًا على المزارع المصري وتحسين الأمن الغذائي. كما تساعد هذه الأنظمة في تجنب الممارسات الزراعية الخاطئة والمتابعة المستمرة لكفاءة العمالة وتحديد المشاكل والتحديات في الوقت المناسب واتخاذ القرارت الوقتية للحد من الأضرار التي يمكن أن تلحق بالنبات.
جدير بالذكر أن وزارة الموارد المائية والري نجحت - وبأيدى مهندسيها - في إنتاج جهاز يدوى لقياس درجة رطوبة التربة الزراعية، بحيث يُستخدم فى تحديد مدى إحتياج المزروعات للمياه من خلال مؤشر يبين درجة رطوبة التربة ومدى احتياجها للرى من عدمه، بما يساهم فى تنظيم عملية الرى وترشيد استهلاك المياه، بالإضافة لزيادة إنتاجية المحاصيل ورفع مستوى جودتها، وتم لاحقًا تطوير آلية جديدة تتمثل في تطوير نظام اتصال يتيح نقل بيانات مقياس الرطوبة إلى المزارع من خلال جهاز يقوم بإرسال رسالة عن حالة المياه في التربة على جهاز الهاتف المحمول الخاص بالمزارع بما يمكنه من اتخاذ القرار المناسب فيما يخص كمية وموعد الرى.
كما تم إنتاج وحدة للتحكم الذكي في عملية الري تعمل بالطاقة الشمسية، بحيث تشتمل إلى جانب قياس درجة رطوبة التربة على قياس درجة حرارة التربة، وإرسال هذه القياسات فى رسائل نصية على هاتف المزارع، بالإضافة لإمكانية التحكم في ماكينات الري أوتوماتيكيًا أو يدويًا بناءً على البيانات المقاسة، والفحص الذاتي لوحده التحكم الذكي لبيان حالة البطارية، وذلك بإرسال رسالة تحذيرية في حالة انخفاض كفاءه البطارية لضمان استمرارية عمل الجهاز بعيدا عن تدخل العنصر البشرى.
وقد تعاقدت وزارة الموارد المائية والرى مع الهيئة العربية للتصنيع لإنتاج ٣٥٠٠ جهاز يدوى لقياس درجة رطوبة التربة لتوزيعه على المزارعين، ضمن أنشطة الوزارة الهادفة لترشيد استخدام المياه من خلال التوسع فى التحول لنظم الرى الحديث، ضمن منظومة متكاملة تستهدف أيضًا تأهيل الترع والمساقى للحفاظ على كل قطرة مياه. على صعيد آخر، تواصل أجهزة وزارة الموارد المائية والرى مجهوداتها لتشجيع المزارعين على التحول من نظم الرى بالغمر لنُظم الري الحديث، لما تمثله هذه النظم من أهمية واضحة في ترشيد استهلاك المياه.
جدير بالذكر أن إجمالي الزمام الذي تم تحويل أنظمة الري فيه من الري بالغمر إلى نُظم الري الحديث يصل لمساحة ٢٣٧ ألف فدان تقريبًا، بالإضافة لتقديم طلبات من المزارعين للتحول لنظم الرى الحديث بزمام يصل إلى ٦٨ ألف فدان، الأمر الذى يعكس تزايد الوعى بين المزارعين لأهمية استخدام هذه النظم، ومردودها الإيجابى المباشر والمتمثل فى تعظيم إنتاجية المحاصيل وتحسين جودتها، وخفض تكاليف التشغيل من خلال الإستخدام الفعال للعمالة والطاقة والأسمدة، وهو ما ينعكس على زيادة ربحية المزارع.
قد يهمك ايضا
وزارة الري المصرية تنتهي من المشروعات المتعثرة لسنوات طويلة
"الري" تعلن الانتهاء من تأهيل ترع بأطوال 1248 كيلومترا في محافظات الجمهورية
أرسل تعليقك