مصر والدول الواقعة فى النصف الشمالى للكرة الأرضية الشمالى غدا (السبت) على موعد مع لحظة ذروة فصل الصيف و الذى يحدث حول هذا الموعد من كل عام ، حيث يميل القطب الشمالي للأرض باتجاه الشمس، وتكون أشعتها عمودية تماما على مدار السرطان عند خط دائرة عرض مقدارها 23.44 درجة شمال خط الإستواء .
ويعتبر هذا اليوم فلكيا هو ذروة فصل الصيف فى هذا الجزء من العالم ، ونهاره هو الأطول فى العام ، و ليله الأقصر ، ويتميز “ هذا اليوم في النصف الشمالي من الكرة الأرضية بارتفاع درجات الحرارة ، نتيجة تعامد زاوية سقوط أشعة الشمس تقريبا على مناطق شمال خط الاستواء، وتكون الشمس في أعلى ارتفاع لها فوق الأفق ظهرًا.
وبعد هذا التاريخ تنقلب حركة الشمس ظاهريا في السماء نحو الجنوب ، وتسمى هذه اللحظة علميا ب "الانقلاب الصيفي "، فتتحرك الشمس ظاهريا نحو الجنوب بشكل يومي تدريجيا إلى أن يحين موعد الاعتدال الخريفي ، وحينها تشرق الشمس مجددا من الشرق تماما وتغرب في الغرب تماما مرة أخرى.
وطبقا للحسابات الفلكية التى أعدها خبراء المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقة ، فإنه بعد الاعتدال الربيعى الذى حدث هذا العام فى يوم ٢١ مارس الماضى ، استمرت حركة الشمس الظاهرية فى الاتجاه نحو شمال خط الاستواء تدريجيا ، وواصل ميل أشعة الشمس فى الزيادة ، فواصلت ساعات النهار زيادتها تدريجيا على حساب ساعات الليل، حتى أصبحت أشعة الشمس عمودية تمام على مدار السرطان وهو موعد لحظة مايعرف فلكيا بأسم "الانقلاب الصيفى 21 يونيو".
و فصل الصيف هو أحد فصول العام الاربعة التى يمر فيها كوكب الأرض بأربعة نقاط مفصلية هامة أثناء رحلته حول الشمس والتي تستغرق 365 يوما و6 ساعات تقريبا، وهي الاعتدال الربيعي ، والانقلاب الصيفي ، والاعتدال الخريفي ، والانقلاب الشتوي ، وتتميز زاوية ميل محور دوران الارض حول الشمس بـأنها ثابته ومقدارها 23.4 درجة ولا تتغير اثناء دوران الارض حول الشمس ، وهذا ما يسبب تغير زاوية سقوط أشعة الشمس على الأرض ، ويترتب عليه بدوره تغير الفصول الأربعة.
وحين يبدأ الصيف في نصف الكرة الأرضية الشمالي يزداد النهار طولا كلما تحركنا شمال خط مدار السرطان ، إلى أن تصل ساعاته إلى 24 ساعة عند دائرة عرض 66.5 درجة ( القطب الشمالى )، أي لا يرى سكان تلك المنطقة الليل طوال فترة الصيف ، وهنا تسمى لياليه التى لاتحل " بالليالى البيضاء)، أما في منطقة خط الاستواء فيتساوى الليل والنهار دائما بصرف النظر عن الفصل السنوي، ولهذا يسمى خط الاستواء.
وفيما تفصل المصريين ساعات قليلة عن موعد فصل الصيف فلكيا وجغرافيا ، تشهد مصر ارتفاعا ملحوظا فى درجات حرارة الجو ، حيث أوشك شهر بؤونه للعام القبطى ١٧٣٦ على الإنتصاف والمشهود له " بحرارته الملعونة " ، وقد حل هذا العام كعادته فى كل عام ضيفا ثقيلا على مناخ مصر ، داعما للارتفاع الصيفى فى درجة حرارة ورطوبة الطقس، وشهر بؤونه ترتيبه العاشر بين الشهور القبطية والبالغ عددها ١٢ شهرا ، يحتضنها التقويم القبطى المصرى القديم ، وهو تقويم وإن كان يبدو أنه يخص مصر وحدها إلا إنه يشمل بعض دول وادي النيل التي ما زالت تستخدمه حاليًا.
ويحل شهر بؤونه فى الفترة من ٨ يونيو إلى 7 يوليو من كل عام ، و هو الشهر الثاني في موسم الحصاد (الشيمو) ، وفيه يبدأ جنى وحصاد المحاصيل من الحقول والمزارع ، ويعود اسم بؤونة لكلمة "باينى" بالقبطي، وأصلها بالهيروغليفية "با أوني"، وإسمه مشتق من إسم إله المعادن عند قدماء المصريين الإله "خنتى" أحد أسماء حورس أو الشمس ، لأن فيه تستوي المعادن والأحجار الكريمة بسبب شدة القيظ لذلك يسميه العامية "باؤنى الحجر".
ويعرف الفلاحون وعموم المصريون شهر بؤونة بخصائصه المناخية والزراعية المميزة، مثل الارتفاع الشديد في درجة حرارة فصل الصيف، وحتى عقود قريبة وربما إلى الآن ، يقوم الفلاح بزراعة الباذنجان فى هذا الشهر ، وعندما ربط الفلاح المصرى الشهور القبطية بأمثاله الشعبية فقد جاء ذلك لما لها من ارتباط بالزراعة من حيث فيضان النيل وجفافه و زراعة المحاصيل وحصادها.
وجاء فى تراث الأمثال الشعبية عن شهر بؤونة بأنه " ينشف الميه من الماعونة"، تعبيرا عن تبخر الماء من الأواني من شدة الحر، وبؤونة "أبو الحرارة الملعونة"، و"بؤونة الحجر" ، و"بؤونه نقل وتخزين المونة" أي المؤنة للاحتفاظ بها بقية العام، وكان التخزين أحد عادات المصريون القدماء، خشية الفيضان الجارف أو انقطاع الفيض.
وفي هذا الشهر ينضج التين ويكون فيه أطيب منه في سائر الشهور، وينضج العنب الفيومى ، والخوخ الزهري والكمثرى والقراصيا والقثاء والبلح والحصرم ، ويطيب التوت الأسود ، وفيه يطلع النخل ويقطف جمهور العسل فتكون رياحه قليلة.
ومن الناحية الزراعية ، ففى شهر بؤونه تشتد حاجة الحاصلات الصيفية الى الرى المتقارب ، وقد تهب خلاله احيانا رياح حارة فتسبب شيئا من الضرر لمحصول القطن بسقوط بعض اللوز ، وقد يصاب كذلك الارز المتأخر ببعض الضرر ، وفيه يتم جمع لطع دودة القطن ويتم زراعة الذرة الشامى النيلى و السمسم والسمار فى الوجه البحرى ، وزراعة الذرة الشامي والبطاطا في الوجه القبلي.
وتزرع اللوبيا والفاصوليا والبطيخ والشمام والخيار والكوسة والقرع العسلى والملوخية والرجلة والبامية و الطماطم والباذنجان والفلفل ، و يستمر شتل الكرنب والقنبيط والكرفس والكرات ، وفسائل الخرشوف ، وتجهز الارض لزراعة الفراولة والمحاصيل الشتوية المبكرة ، ويستمر تطعيم المانجو وترقيد النباتات, وتسميد الشتلات والعقل الصغيرة و جمع الخوخ والبرقوق والعنب والتفاح البلدى والليمون البلدى والتين والتين الشوكى، ويجمع من الموز المحصول الصيفى ويكثر الجميز ويبدأ فى جمع الكمثرى وبوادر المانجو.
قد يهمك أيضا :
"الأرصاد" الأميركية تكشف أن حرارة الأرض تُسجل ارتفاعًا قياسيًا الشهر الماضي
روَّاد الفضاء ينجحون في إنشاء الحالة الخامسة من المادة
أرسل تعليقك