توقيت القاهرة المحلي 04:02:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يربطون الرجولة بامتلاك صقر جارح

صقارو المغرب : نجوع لتعيش الصقور

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - صقارو المغرب : نجوع لتعيش الصقور

تربية الصقور في المغرب موروث عن الأجداد
المغرب ـ سعيد بونوار

المروءة درع وحصان وصقر وسيف وانتصار للروح على الجسد، والبطولة لوحة تشكيلية بألون الشهامة والأخلاق والإيثار ونبذ الخوف، والفارس رجل من زمن الصفوة العربية، حيث تتساوى الكلمة مع السيف، وكلامها بحدين.في عمق البادية، مازالت صور شهامة الماضي تعلو فوق ناطحات السحاب، بسطاء من أحفاد الرجال يأبون أن تنطفئ شموع المجد العربي، يواصلون إضاءة معابر التاريخ لتبقى منيرة، والصقارون العرب  يواصلون مصاحبة الصقور في زمن الطائرات النفاثة. أسراب تنثر الدمار، وأخرى ترسم فسيفساء العلاقة الروحية بين الرجل وطائره، إنها العلاقة التي تنسج رباطا دائما بين الإنسان العربي والأرض. هم ثلة من الفقراء، يواجهون شغف العيش بالعناية بالصقور والخيول، ويتحدون الطبيعة الإنسانية بالمساواة بين الحصان والصقر والابن، بل وإن دفعتهم ظروف المفاضلة، لا يتورعون في إطعام الصقر لحما، والحصان شعيرا والأبناء "عدسا". في منطقة القواسم المغربية، لا تضل وأنت تضع قدميك على أرض يعيش أبناؤها على ما تجود به تربتهم، فـ"الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة"، ويعمدون إلى اقتسام القوت بينهم وخيولهم وصقورهم. قلة قليلة تحافظ على هذا الموروث، فالقواسم يشددون على أنهم ينتمون إلى شبه الجزيرة العربية، وأنهم توارثوا الصيد بالصقر عن أجدادهم، ولا يتورع الكثير منهم في توجيه الشكر والامتنان إلى شيوخ الإمارات وقطر على عنايتهم بالصقارة ودعمهم لصقاري المغرب الفقراء حفاظا على هذا الموروث العربي الخالص من الانقراض. ورغم كل الدعم، فإن العناية بالصقور وتوفير طعامها و"تطبيبها" يكلف هؤلاء كثيرا، ويدفع عددا منهم إلى حرمان أنفسهم وأهلهم نظير إطعام صقورهم والعناية بهن فهم قد لا يتناولون اللحم، ومع ذلك يصرون على توفيره للصقور. ويصف هؤلاء حجم معاناتهم لـ"مصر اليوم" بالقول:"تربية الصقر تفرض العناية الفائقة والاهتمام البالغ، وهو سلوك يضاف إلى فطرة التعامل مع الصقر، فالأمر غير متاح للجميع، ونشعر نحن كما لو أنها بركة من الله تعالى". ويعمد القواسم إلى تقديم عروض للزائرين، ولا يتقاضون عن ذلك مالا، ويعملون على إظهار موهبتهم في دعوة الصقر إلى اصطياد الفريسة، ومطالبته عبر "شيفرة صفير أو صياح للعودة إلى ذراع صاحبه، فالصقر يميز مربيه من نبرة صوته، وهي ميزة أخرى تضاف إلى ميزات الصقر في الرؤية وهندسة الانقضاض على الفريسة. ويعمد الكثير من هؤلاء الصقارين المغاربة إلى الجمع بين الصقارة والفروسية،  مع الإشارة إلى مهنتهم الأصلية المتمثلة في الفلاحة وتربية الماشية، والتوفيق بين كل هذه الأمور يتطلب مبالغ ضخمة.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صقارو المغرب  نجوع لتعيش الصقور صقارو المغرب  نجوع لتعيش الصقور



GMT 00:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

وزيرة البيئة المصرية تستعرض جهود مصر في تعزيز تمويل المناخ

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon