لندن ـ العرب اليوم
يُعدّ الماء عنصراً أساسياً على كوكب الأرض، إذ إنّه مصدر لكل حياة، ويلعب دوراً رئيسياً في موازنة النظم البيئية. إلّا أن هذه الثروة مهدّدة، وتهدّد حياة البشرية بفعل تداعيات التغيّر المناخي. فالمياه أحد المؤشرات الرئيسية لتغيّر المناخ، إذ ذوبان الأنهار الجليدية وزيادة نسب المتساقطات إثر ارتفاع درجات الحرارة وحدوث الفيضانات، جميعها تشكّل تهديداً وجودياً للمناطق الساحلية، خصوصاً مع ارتفاع مستوى سطح البحر. وقد أشار تقرير إلى مؤشّرات بشأن تأثير تغيّر المناخ على المياه والتداعيات التي يخلفها: في منطقة كشمير وسط آسيا، أدّى ارتفاع متوسّط درجات الحرارة إلى تغيير أنماط تساقط الثلوج، مما أدّى إلى تلف المحاصيل. كما أنّ الكمية الأقل من المياه الذائبة القادمة من الأنهار الجليدية في جبال الهيمالايا أثّر على إمدادات المياه في المنطقة.
إن تبدّل أنماط وصول المياه إلى الأراضي الزراعية ينعكس مباشرةً على النشاط الزراعي والمحاصيل، ما يشكّل تهديداً فعلياً لقطاع الزراعة، وبالتالي الأمن الغذائي في حال توسّعت رقعة المناطق المتضرّرة من الخلل الحاصل في وصول المياه إليها بالتوقيت المناسبة والكميات الضرورية. يعاني 4 مليار شخص حول العالم من ندرة المياه لمدة شهر واحد على الأقل في العام، فيما المشكلة تزداد سوءاً، وتتفاقم جزئياً بسبب القرارات الاقتصادية والسياسية التي تتّخذها حكومات بعض الدول وتشير العديد من التقارير الأممية إلى معاناة الكثير من المناطق من الجفاف بسبب قلّة المتساقطات، لاسيما تلك الواقعة في أفريقيا. يعاني سكان جزيرة جافا الإندونيسية من ارتفاع منسوب مياه البحر. وفي الوقت نفسه، تغرق الأرض التي يعيشون عليها بسبب استخراج الكثير من المياه الجوفية. ويهجر العديد من القرويين منازلهم. وهذه الجزيرة الإندونيسية هي مثال عن المناطق الساحلية المهدّدة بالغرق بفعل ارتفاع سطح المياه، إلى جانب مدن أميركية وهولندية وبلجيكية وغيرها، إثر ذوبان الجبال الجليدية.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
ارتفاع عدد ضحايا الفيضانات في البرازيل إلى 18 والنازحين إلى 35 ألفاً
مصرع 41 وفقدان أكثر من 100 آخرين فى الهند بسبب الفيضانات
أرسل تعليقك