ريوديجينيرو ـ مصر اليوم
توصل الخبراء إلى أن ظاهرة الاحتباس الحراري تؤدي إلى الارتفاع في أسعار القهوة، بالإضافة إلى أن ارتفاع درجات الحرارة يدفع الحشرات خاصةً الخنافس إلى الصعود حتى سفوح الجبال وداخل مزارع البن، مما يسبب أضرارًا تُقدَّر بحوالي 500 مليون دولار سنويًا، وأن الارتفاع في درجة الحرارة العالمية يُعتبَر مصدر
قلق كبير بالنسبة إلينا في صناعة القهوة، وخطر كبير على توريد أنواع القهوة.
وأكّد المدير التنفيذي لبرنامج بحوث البن العالمية، التي يوجد مقرها في ولاية تكساس في جامعة "A&M"، الدكتور تيم شيلينغ، أن زيادة درجات الحرارة - فضلاً عن الظواهر الجوية القاسية- لها تأثير سلبي على الإنتاج وعلى المدى الطويل، وبالتالي سنرى أن أسعار البن قد ارتفعت نتيجة لتغير المناخ.
وأعرب رئيس العمليات في منظمة البن الحكومية الدولية ماوريسيو غاليندو عن قلقه بشأن تغير المناخ الذي يشكل تهديدًا كبيرًا على صناعة البن، وإذا لم نُعِدّ أنفسنا فسنتجه نحو كارثة كبيرة، على حد تعبيره، وأعلن أن ذلك سيؤثر على الذين يشربون القهوة، ويعتمدون عليها في حياتهم.
وأوضح غاليندو أن تغير المناخ والجفاف الشديد في البرازيل يؤدي إلى مضاعفة الأسعار إلى 2 دولار للرطل الواحد حتى قبل الحصاد.
وحتمًا ستُدرج اللجنة الدولية للتغيرات المناخية "IPCC" أزمة تأثير ارتفاع درجات الحراراة على القهوة في تقريرها، الإثنين المقبل، ومن المتوقع أنه سيتضمن التوقعات الشاملة للمناطق التي سيقل فيها إنتاج البن حتى حلول العام 2050، ففي جميع الحالات يفضل إنتاج القهوة في مناطق لا تزيد فيها درجة الحرارة على 2.5-2.0 درجة مئوية.
وأشارت تقارير الـ"IPCC" إلى أنه ارتفعت درجة الحرارة في أكبر دولة منتجة للبن في العالم، البرازيل، إلى درجة حرارة 3 مئوية، مما سيؤدي إلى انخفاض الإنتاج إلى الثلثين بشكل متزايد في ميناس غيرايس وساو باولو وسيقضى عليه في مناطق آخرى، في حين أن النمو سيصبح ممكنًا في جنوب الدولة، لكن هذا لن يعوض خسائر الشمال، بالإضافة إلى أن هناك توقعات تفيد بأنه مع حلول نهاية القرن سترتفع درجة الحرارة بنسبة من 2.6-4.8 درجة مئوية من دون خفوضات كبيرة في انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
ويَعتمد 1.4 مليون شخص على الأقل في غواتيمالا والسلفادور وهندوراس ونيكاراغوا على إنتاج البن في معيشتهم، فأثرت التغيرات المناخية على إنتاج القهوة مما تسبب في حدوث أزمات في العقود القليلة الماضية، واضطرت ربع الأسر إلى الهجرة.
بالإضافة إلى أن ارتفاع درجات الحرارة يدفع الحشرات خاصةً الخنافس إلى الصعود حتى سفوح الجبال وداخل مزارع البن، مما يسبب أضرارًا تُقدَّر بحوالي 500 مليون دولار سنويًا.
وأعلن غاليندو "لأسوأ الظروف، سيكون لدينا عدد قليل من الأماكن الوحيدة المنتجة للبن"، وقال إن البرازيل وفيتنام واندونيسيا وكولومبيا وإثيوبيا هم أكبر المنتجين للقهوة وربما يملكوا الموارد اللازمة لمحاولة التكيف، لكن أمريكا الوسطى وبيرو ولاوس وبوروندي ورواندا، ذهبوا.
وأشار تقرير اللجنة الدولية للتغيرات المناخية إلى أنه في بعض الأماكن، مثل أوغندا، ومحاولات التكيف عن طريق تحويل المزارع لتصل إلى سفوح الجبال من المستحيل، فعليها أن تبذل الجهود لتطوير أصناف القهوة الجديدة، على تحمل درجات الحرارة المرتفعة ومقاومة الآفات.
وأوضح شيلينغ أن التنوع الجيني الحقيقي من القهوة لم يُستَغَل، ويعمل الباحثون الآن على تحديد من 10 إلى 20 نوعًا أكثر تنوعاً وراثياً من 1000 صنف محلي أُخذ من إثيوبيا في العام 1960، من قِبل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، ومتوقع أن تظهر نتائجه في وقت لاحق من العام الجاري.
أرسل تعليقك