اتهم عضو الكنيست الإسرائيلي عن حزب "هناك مستقبل" والخبير في الشئون العسكرية "عوفر شيلح" الحكومة الإسرائيلية بقيادة نتنياهو بخوض حرب هي الأفشل على مدار 40 عاما مضت والتي استمرت 50 يوما دون أي إنجاز يذكر.
وقال شيلح الذي شغل أيضاً منصب عضوية لجنة الخارجية والامن التابعة للكنيست في مقالة نشرتها صحيفة "هآرتس" العبرية، الخميس، إن الإخفاقات التي ارتكبها الجيش والحكومة في الحرب الأخيرة أكبر من إخفاقات حرب أكتوبر عام 73 وحرب لبنان الثانية عام 2006.
وعلل ذلك قائلاً: "حرب غزة لم تكن مفاجئة لأحد والكل كان يتوقعها. وفي الوقت الذي استعد العدو لها على مدار 5 سنوات فقد فشل الجيش في اختبار المعركة ولم يستطع حسمها على مدار 51 يوماً".
وأضاف "كشفت حرب غزة الأخيرة عن مشاكل خطيرة في طريقة اتخاذ القرارات وأيضاً في طريقة بناء الجيش لقوته وكيفية تفعيلها، كما ان الحرب أحدثت شرخاً في المفاهيم بصورة لا يمكن التعايش معها حيث جرى إخفاء العيوب تحت البساط".
وواصل هجومه قائلاً " كشفت الحرب أيضاً عن عدم استعدادنا للحرب القادمة سواءً في غزة او لبنان، وكل عوامل الفشل التي كانت في غزة خلال الحرب الأخيرة ستظهر في المواجهة القادمة، ولم ينشغل احدهم وعلى مدار 5 سنوات في مسألة كيفية الانتصار في الحرب، وهو سؤال كبير لو كان هنالك من يستخلص العبر ولكن كبار الساسة من كابينت وحكومة".
ولفت إلى وجود إجماع بين أذرع الأمن الإسرائيلية المختلفة تشير إلى جاهزية حماس لحرب العام الماضي قبيل وقوعها ومع ذلك فلم يفعلوا شيئا لمواجهتها أو منعها.
وتساءل شيلح عن جدوى قيام الجيش الإسرائيلي بحملة واسعة النطاق على قادة ومؤسسات حماس بالإضافة لاعتقال أكثر من 50 من مفرجي صفقة شاليط بعد اختطاف المستوطنين الثلاثة بالخليل، ومع أن هكذا تصرفات ليس لها علاقة بجهود الوصول للمختطفين.
وأشار إلى أن هذه الخطوات ساهمت في إثارة حماس أكثر ودفعها نحو الإسراع في هجومها من القطاع ، كما تساءل عن جدوى إعلان إسرائيل أن جدوى العملية هو تفكيك حكومة الوحدة ما يعني انقطاع الرواتب عن موظفي حماس وبالتالي حشرها في الزاوية في الوقت الذي استعدت فيه لعملية كبيرة عبر نفق قرب كيبوتس "كيرم شالوم" جنوبي القطاع.
وأبدى استهجانه "كيف انشغل الجيش واشغل كافة وحداته وألويته المختارة في عمليات البحث عن المستوطنين القتلى واعتقال عناصر حماس طالما انه يعلم بدهورة حماس للوضع عمداً في محاولة للخروج من المأزق الذي يعيشه القطاع وطالما أن الصورة الإستخبارية كانت تشير إلى نوايا حماس العدوانية، فلماذا لم يستعد الجيش لتلك المواجهة وركز جهوده في الضفة الغربية ؟"
فشل الاستخبارات
وتحدث شيلح عن فشل الاستخبارات الإسرائيلية بأذرعها المختلفة في تنبؤ نوايا حماس خلال الحرب حيث بلورت هذه الأذرع تصوراً بداية الحرب بأن حماس تقترب من الانهيار والرضوخ، وأنها تبحث عن طريقة لإنهاء الحرب، وانه وفي اللحظة التي سيخرج فيها قادتها من الأنفاق ليروا مدى الدمار فستقع أعينهم على فداحة الدمار التي ألحقته الحرب وسيركضون لوقف إطلاق النار وحتى مع شروط غير مريحة لهم.
وبناءً على هذا التصور وافقت إسرائيل –بحسب شيلح- على سلسلة من عروض وقف إطلاق النار في حين عرض أمام الكابينت خيار واحد فإما وقف النار أو احتلال القطاع ولم يكن لديهم أي خيار آخر.
وأشار إلى أن الاستخبارات بالغت في مدى قوة الضربة التي تلقتها حماس ولم تعرف قراءة واقع حماس الداخلي بشكل صحيح ما جعل إسرائيل تتخبط في العتمة وهي لا تعرف بماذا تفكر قيادة حماس.
ونوه شيلح إلى وجود خلاف على تقاسم الأدوار الاستخبارية داخل القطاع ما بين الشاباك وشعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"، لافتاً إلى أن أكثر من نصف الأهداف التي ضربت كانت إما منازل لعائلات من حماس أو قيادتها الغير متواجدين فيها أو مخازن يعتقد بأنها تحتوي على الصواريخ.
وأشار إلى أن هذه الطريقة لم توصل الى وقف إطلاق الصواريخ على العمق الإسرائيلي بسبب ضعف القدرات الاستخبارية وفقدان الأهداف الحقيقية لضربها.
التفاف حماس خلف خطوط القوات
كما عرج شيلح على خطورة أنفاق حماس بالقطاع ومعرفة الجيش بنوايا حماس استخدام الأنفاق في مباغتة القوات من الخلف ومع ذلك فقد دخل الجيش للقطاع بشكل أعمى ولم يترك خلفه أعيناً لتراقب إمكانية إخراج حماس تهديداتها إلى حيز التنفيذ عبر الالتفاف على القوات والضرب من الخلف.
وقال إن ثلث قتلى الجيش في الحرب جاء بعد التفاف مقاتلي حماس خلف القوات بالإضافة لإطلاقها لقذاف الهاون كما فعل يوم خطف شاليط ولم يتعظ احد ولم يبن الجيش نظاماً عسكرياً للحيلولة دون تحقيق حماس لطموحاتها العسكرية .
مقارنة مع الحرب الأمريكية على العراق
وأضاف شيلح أن الجيش الأمريكي دمر 1600 آلية عراقية عند احتلاله للعراق عام 2003 نصفها دبابات في حين استخدم الجيش الإسرائيلي ضعف الصواريخ الأمريكية المضادة للدروع من طراز "هلباير" مع أن الجنود لم يواجهوا مدرعات أو آليات عسكرية وهنالك شك في أنهم رأوا أكثر من مئات العناصر من حماس.
وقال إن الدبابة الإسرائيلية أطقت يومياً في القطاع 7 أضعاف ما أطلقته الدبابات الأمريكية يومياً بالعراق فيما أطلق الجنود على الأرض صواريخ مضادة للدروع أكثر مما استخدمه الجيش الأمريكي هناك.
واختتم شيلح حديثه بالقول إن سياسية "الطرق على السقف" التي انتهجها الجيش في القطاع والتي قضت بتحذير أصحاب بعض المنازل لإخلائها قبل قصفها أضرت بالجيش وبميزانيته دون فائدة وكأن الهدف منها هو هدم البيوت فقط فلم يكن بها أي قيادي في حماس.
نقلا عن صفا
أرسل تعليقك