القاهرة - مصر اليوم
قال الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر، إننا مكلفون بتبليغ شريعة الله وأحكام القرآن للناس، مبينًا أن هناك بعض الأمور التى وضحها الإسلام لكن لم يُلتفت لها كثيرًا ومنها نشوز الزوج فالرجل قد يكون ناشزًا وسببًا في خراب الأسرة، فالنشوز مرض يحدث للزوج والزوجة، محذرًا من إعراض الزوج الذي يكون بدون نشوز، وأعده جريمة، مبينًا أن القرآن الكريم قد حذر منه وحث على تداركه بكافة الحلول المباحة حتى لا يؤدي إلى دمار الأسرة.
وأضاف "الطيب"، خلال الحلقة ٢٩ من برنامجه الرمضاني على التليفزيون المصري، أن بعض الأزواج جعلوا الضرب هو العلاج الوحيد للتعامل مع مشكلات زوجته، والأمر عكس ذلك تمامًا، فكل مرة يضربها يُغمس في جهنم، لأن هذا حرام، فضرب الزوجة أو لطمها أو سبها حرام، فالبيت المسلم هو أسبق من البيت المتحضر الذي يمنع الضرب بقانون.
وأوضح أن علامات نشوز الزوج كثيرة أهمها: سرعة الغضب لأهون الأسباب، والتحامل على الزوجة وخاصة في بلادنا في أعماق الريف، فضحايا العادات والتقاليد في الكفور والنجوع كثيرة، والإسلام تصدى لهذه العادات منذ أكثر من أربعة عشر قرنًا.
اقرأ أيضًا:
الطيب يؤكد أن القوامة ليست ولاية مطلقة للزوج ولكن هي ولاية حماية ورعاية
وشدد الإمام الأكبر على أنه لابد من علاج نشوز الزوج مثلما تعاملنا مع نشوز الزوجة، مبينًا أن العلاج متساوٍ تماما مع نشوز الزوجة، فأول شيء تعظه الزوجة، وإذا لم يُجدِ هذا فعليها أن تلجأ إلى القضاء، فالقاضي قد يوجب عليه النفقة ويسقط الطاعة، بمعني إن طلبها يحق لها الامتناع، كما الوضع في الهجر في المضجع، وإذا لم يجدِ هذا العلاج للقاضي أن يحكم عليه بالضرب، إذا كان القاضي يرى أن هذا الشخص من الشخصيات التي تُردع بهذا، فكان للقاضي في الماضي هيئة تضرب، والآن حل السجن بديلا.
واستدل الطيب بكلام الشيخ أبو زهرة في حديثه عن الضرب وقال: "وليس كل النساء يجري عليهن هذا الأمر، كما أن الرجل الكامل لا يرضى لنفسه أن يمد يده على امرأته كما أن النبي "صلى الله عليه وسلم" لم يمد يده على امرأة قط، كما أنه لم يشتم امرأة قط، وعلى المسلمين أن يسمعوا هذا الكلام جيدًا، وأنه لم يُعرف ذلك عن الصحابة قط، فمد الإنسان يده على امرأته لا يقدم عليه كريم، وأنا أضيف لا يُقدم عليه إلا لئيم، ويضيف الشيخ أبو زهرة: "وذلك كله في مذهب مالك".
واختتم حديثه بتعقيب الشيخ أبو زهرة على نشوز الزوج حيث قال: "وحبذا لو عومل به في عصرنا أي ضرب الرجال منعا لشطط بعض الرجال"، مضيفًا فضيلة الإمام الأكبر أن اعتقاد الزوج أنه حر في أن يعاقب زوجته أو يضربها، اعتقاد خاطئ وليس من الإسلام .
يذاع برنامج فضيلة الإمام الأكبر يوميًا في الساعة 6:15 مساء طوال شهر رمضان المبارك، ويناقش البرنامج عددًا من قضايا الأسرة المسلمة، والحقوق التي أقرها الإسلام للزوج والزوجة، وكيفية الحفاظ على الكيان الأسري كأساس لبناء مجتمع إنساني سليم.
قد يهمك أيضاُ
الطيب يؤكد أن المساواة المطلقة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات ضد الطبيعة
شيخ الأزهر يؤكد أن المساواة في الإسلام مقيدة بالعدل الذي أقرته جميع الأديان
أرسل تعليقك