القاهرة - مصر اليوم
استقبل اللواء جمال نور الدين، محافظ كفر الشيخ ، اليوم الإثنين، سعيدة إسماعيل رزق عبدالسلام، 57 سنة، الأم المثالية الثانية على مستوى الجمهورية، بحضور نجلها سعد عبدالواحد سعد، الطالب بالفرقة النهائية بكلية طب جامعة الأزهر، بدعوة منه، مشيدا برحلتها وكفاحها في الوقوف بجوار زوجها رحمه الله.
وأشاد المحافظ، بموقف الأم المثالية من تبرعها بكليتها لزوجها برغم رفض أهلها لذلك، في موقف يدل على أعظم معاني النبل والتضحية والحب، برغم إجرائها لعملية المرارة، ورفضت أية ضغوط تثنيها عن تبرعها لزوجها، مؤكدا أنه سيتم تكريمها في احتفالية بحضور الأمهات المثاليات على مستوى المحافظة.
كما أشاد محافظ كفر الشيخ، بنجليها سعد، وعادل، الحاصل على بكالوريوس هندسة زراعية، واعتزازهما بوالدتهما والاعتراف بجميلها عليهما، فقد تحملت الكثير في سبيل تربيتهما وتعليمها حتى أصبحا نموذجين يفتخر بهما المجتمع، مؤكدا أنه سعيد بقصة كفاحها.
وأكدت سعيدة رزق، الأم المثالية الثانية على مستوى الجمهورية، أنها تشيد باهتمام محافظ كفر الشيخ قبل وأثناء وعقب تكريمها، ودعوته الكريمة لاستقبالها في ديوان عام المحافظة. وأضاف سعد عبدالواحد، نجل الأم المثالية، أنه عرض على محافظ كفر الشيخ، تبنيه حملة لمساعدة المواطنين في العلاج، كما شارك مع مجموعة من المتبرعين في متابعة مرضى كورونا.
وكانت سعيدة إسماعيل رزق، بائعة سمك،57 سنة، قد ف زت بلقب الأم المثالية، ولها ولدان، سعد عبدالواحد سعد، بالفرقة النهائية بكلية الطب جامعة الأزهر بالقاهرة، وعادل حاصل على بكالوريوس هندسة زراعة ويعمل في حي الوليدية بأسيوط، وتزوجت الأم المثالية عام 1994 من عامل عامل زراعي، وأنجبت اثنين من الأبناء.
عاشت الأم لفترة بسيطة فقط حياة طبيعية مع زوجها يعمل بأراضي الغير، وهى تعمل بمنزلها وتراعي ابنها الصغير، وقامت بمساعدة الأب فى شراء قطعة أرض من جد أبنائها للأب، وقامت ببناء منزل دور واحد، وبعد مدة صغيرة بدأ الأب يشعر بالمرض. حيث أصيب بفشل كلوي حاد أدى لغسيل الكلى ثلاث مرات أسبوعيا.
وكانت الأم تترك طفليها مع أهلها وتصطحب زوجها لغسيل الكلى بمدينة المحلة الكبرى، ذلك المشوار الذي فيه كثير من المشقة والتعب، وكانت بمفردها بصحبة زوجها، وكان أهل زوجها بسطاء جدا فقط يقدمون الدعم المعنوي لابنهم. وتفاقمت الحالة الصحية للزوج حتى أشار الأطباء على الأم بمساعدته بالتبرع بكليتها له، رغم وجود أهل زوجها وإخوته، إلا أنها وافقت على التبرع له بالكلى، رغم اعتراض أهلها وقيامهم بخطفها من مركز غنيم للكلى وحبسها بمنزلهم 21 يوما خوفا عليها.
وتمكنت من الهرب من أهلها واصطحبت زوجها مرة أخرى للمستشفى وأجريت عملية التبرع له، وخرج الزوج من المستشفى معافى وتوقف غسيل الكلى، وكان قد بدأ يسترد صحته إلا أنه وبعد فترة من متابعته بالمستشفى ونتيجة خطأ طبي تم ثقب الكلى المتبرع له بها من زوجته وأدى ذلك لتلفها واضطراره مرة أخرى للغسيل لمدة عام حتى توفاه الله.
وكان عمر الابن الأكبر "سعد" 9 أعوام عند وفاة رب الأسرة، و"عادل" عمره 8 سنوات، وكان معاشها ضماني أرامل فقط 200 جنيه تقريبا، وساعدتها جمعية الأورمان وجهزت للأم كشك بقالة صغيرا، واتجهت الأم لبيع السمك بالأسواق بصحبة ابنيها إلا أنها لم تهمل فى تعليمهما حتى التحق الابن الأكبر بكلية الطب البشري جامعة الأزهر، والابن الأصغر تخرج من كلية الزراعة جامعة الأزهر. وشجعت الأم المثالية أبناءها على التفوق وساعدتهما على مواجهة الحياة بدون أب، وقام الاثنان بحفظ القرآن الكريم كاملا، ويشهد لهما بالأخلاق والسلوك الحميد سواء بالقرية أو بالجامعة، ومازالت الأم تبيع بالأسواق ومازالت تفتح الكشك، وتقوم حاليا بتأثيث الدور الثاني من منزلها لابنها الأصغر ويساعدها أبناؤها فى العمل بالأسواق.
قد يهمك ايضا
محافظ كفر الشيخ يشدد على تحسين شبكة الطرق مع تطبيق معايير الجودة
محافظ كفر الشيخ يتابع تطبيق حظر التجوال
أرسل تعليقك