c الطيب يؤكد مرونة الشريعة حفظت حضارة الإسلام وأمدتها بأسباب المقاومة - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 22:45:24 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الطيب يؤكد مرونة الشريعة حفظت حضارة الإسلام وأمدتها بأسباب المقاومة

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - الطيب يؤكد مرونة الشريعة حفظت حضارة الإسلام وأمدتها بأسباب المقاومة

الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف
القاهرة - مصر اليوم

قال فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن الفرق الدقيق بين التكليف بأمور مستحيلة التعقل في ذواتها، وبين أمور معقولة في أنفسها يجب التبيه إليه؛ فالأمور المستحيلة لا يقع التكليف بها بحال من الأحوال، بخلاف الأمور التي يدرك العقل أسبابها وأسرارها وآثارها؛ وبناء على هذا التوضيح نقول: إن الإسلام -والأديان بأسرها- وهي تخاطب الإنسان على أي مستوى من مستويات الخطاب؛ لا تطلب منه أن يؤمن بما يرفضه عقله، ويصدق ما يستحيل تصديقه؛ ولكنها تخاطبه بالإيمان بأمور قد يستبعدها العقل بالقياس إلى ما تجري به "العادة".. ومن هذا القبيل مخاطبة الأديان للإنسان ومطالبته بالإيمان بالحياة بعد الموت، وبالحساب والثواب والعقاب، والجنة والنار، وكل ما يتعلق بها مما يسمى في علوم العقيدة بالسمعيات أو الأخرويات، ومن هذا القبيل أيضا الإيمان بمعجزات الأنبياء؛ فإنها ليست مستحيلة الحدوث، ويتصورها العقل، ويتصور وقوعها، وإن كانت العادة التي تجري عليها أمور الناس تستبعدها، فكلها من قبيل الحقائق التي ستقع، وإن موقف العقل منها لا يتعدى موقف "الحياد" الذي تتساوى لديه احتمالات الوقوع واللاوقوع.

وأضاف فضيلته خلال الحلقة الثالثة عشر من برنامجه الرمضاني، أنه يمكننا أن نفهم من استقراء آيات الأحكام في القرآن الكريم أن القرآن يفصل الأحكام في القضايا الدائمة، والثوابت التي لا تتغير، مثل: الإيمان والعبادات والأخلاق، بينما يجمل الأحكام في المجالات المتحولة في صورة قواعد كلية وأصول عامة ومقاصد عليا -كما سبقت الإشارة إلى ذلك-.. وكدليل على ذلك نجد أن "الصلاة" -مثلا- ذكرت في أكثر من سبعين موضعا في القرآن الكريم، في مقابل ما ورد في القرآن من تشريعات في عقد البيع، والذي هو من أكثر العقود أحكاما ومواد في القوانين المدنية؛ هذا العقد لم يرد بشأنه في القرآن الكريم إلا أربعة أحكام

وتابع فضيلته: وكذلك الأمر فيما يتعلق بالقانون الدستوري، حيث اقتصرت نصوص القرآن الكريم في هذا المجال على التأكيد على مبدأ "الشورى"، ومبدأ "العدل"، ومبدأ "المساواة"، وأن أي نظام سياسي يقوم على هذه المبادئ، ويحققها بين الناس فهو نظام يقبله الإسلام، أيا كان اسمه أو رسمه.. وكذلك قانون العقوبات والجنايات الذي اقتصر فيه القرآن الكريم على ذكر العقوبات الخمس المعلومة، وهي: عقوبة القتل، والسرقة، والزنا، والإفساد في الأرض، بإرهاب، أو ترويع، أو اغتيال للآمنين، أو تدمير للمرافق العامة، أو بأي أسلوب قديم أو حديث في ارتكاب هذه الجرائم اللاأخلاقية واللاإنسانية..

وأوجز فضيلة الإمام القول بأن هذه الثنائية الواضحة بين مجال الثوابت ومجال المتغيرات، هي التي مكنت تشريعات القرآن من قدرتها على مواكبة التطور، كما مكنت شريعته من قيادة الأمة الإسلامية قرابة ثلاثة عشر قرنا من الزمان، قبل أن تخلي مكانها -أو يخلى مكانها- لقوانين الغرب، وأن مرونة هذه الشريعة هي التي حفظت حضارة الإسلام، وأمدتها -ولا تزال تمدها- بأسباب المقاومة والصمود، حتى يومنا هذا، وبسبب من إعجاز هذه الشريعة لم تندثر حضارة المسلمين، وتصبح أثرا بعد عين، رغم الضربات الموجعة التي تسدد لها على مدى تاريخها الطويل، من أبنائها ومن أعدائها على السواء

قد يهمك أيضًا :

شيخ الأزهر يوجه رسالة شكر للعلماء العاملين على إنتاج لقاحات كورونا

شيخ الأزهر ينعى ضحايا حافلة المعتمرين المصريين في السعودية

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطيب يؤكد مرونة الشريعة حفظت حضارة الإسلام وأمدتها بأسباب المقاومة الطيب يؤكد مرونة الشريعة حفظت حضارة الإسلام وأمدتها بأسباب المقاومة



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 11:43 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يدعو لتبني طفل عبقري

GMT 14:33 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا العبدالله تستمتع بوقتها مع حفيدتها

GMT 07:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتقاضى 634 ألف دولار يومياً مع النصر السعودي

GMT 09:37 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 05:08 2024 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

مرشح رئاسي معتدل ينتقد سياسة الحجاب في إيران

GMT 05:33 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

جالطة سراي يخطر الزمالك بتفعيل بند شراء مصطفى محمد

GMT 03:52 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تدريس الرياضيات يحسّن من مستوى الطلبة؟

GMT 23:31 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

توقيف سيدة تُدير شبكة دعارة داخل شقة سكنية في السويس

GMT 18:19 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

«المركزي» يعلن مواعيد عمل البنوك في رمضان 2021

GMT 12:03 2021 الأربعاء ,10 شباط / فبراير

قمة نارية بين برشلونة وإشبيلية في نصف نهائي الكأس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon