توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شوقي علام يؤكد الصوم الحقيقي يحقق السلام النفسي والطمأنينة

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - شوقي علام يؤكد الصوم الحقيقي يحقق السلام النفسي والطمأنينة

القاهرة - مصر اليوم

قال فضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، إن الصوم الحقيقي يحقق السلام النفسي والطمأنينة والراحة، وهو الصوم المحلى بالأخلاق الفاضلة والقيم النبيلة التي تحمل المسلم على مجانبة اللغو والكلام فيما لا يفيد، والفحش من القول ومنكر العمل، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس الصيام من الأكل والشرب، إنما الصيام من اللغو والرفث، فإن سابك أحد، أو جهل عليك، فقل: إني صائم.

وأضاف مفتي الجمهورية - في تصريح اليوم السبت - أن المسلم في حال صومه كما هو مطالب بالامتناع عن تناول جميع المفطرات بنية التقرب إلى الله تعالى من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس، فهو مطالب أيضا بالإمساك عن الأخلاق السيئة والسلوكيات المذمومة وضبط متطلبات النفس البشرية، فإن لم يتحقق بذلك كله فقد نقص أجر صيامه بل قد يصل الأمر إلى عدم قبوله منه; فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه.

ولفت مفتي الجمهورية النظر إلى أن العلاقة الوثيقة بين العبادات والأخلاق تعمل على ترسيخ سمات استقامة الأفراد وصلاح المجتمع. ولا يخفى أن مهمة غرس مكارم الأخلاق في النفوس مهمة جليلة بعث الله من أجلها الرسل والأنبياء عليهم السلام; حيث قال تعالى مبينا نعمته على الناس بإرساله سيد البشر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين [آل عمران: 164].

وأردف قائلا: إن تحقيق السلام النفسي والطمأنينة من حكم عبادة الصيام ومقصد مهم من مقاصده، مما يرشد ذلك المسلمين إلى أن في شهر رمضان وعبادة الصوم فرصة كبيرة للإنابة إلى الله تعالى، ومجاهدة النفس والارتقاء بها، وكف الجوارح والقلوب عن كل ما يغضب الله تعالى، حتى يتم التحقق بمعاني التقوى التي هي ثمرة من ثمار الصيام، وفي ذلك يقول الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون [البقرة: 183].

وعن النصائح التي يوجهها المفتي للأمة في شهر رمضان قال مفتي الجمهورية: "على المسلم أن يذكر نفسه دائما بأنه صائم حتى لا يضيع صيامه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: فإن امرؤ شاتمه أو قاتله، فليقل: إني صائم إني صائم; وذلك ليذكر نفسه بالصيام لأجل ألا يقع في المعاصي، كما أن في ذلك تذكرة للآخر بأنه هو أيضا صائم فالصوم تربية روحية للجميع، الغاية منها تهذيب النفوس ليتحقق الإيمان فيكون هو الدافع لتحقيق تعاليم الإسلام السمحة".

وشدد مفتي الجمهورية على أن شهر رمضان فرصة عظيمة للإنابة إلى الله سبحانه وتعالى، ومجاهدة النفس والارتقاء بها في مراقي الطاعات، وكف الجوارح والقلوب عن كل ما يغضب الله; ليكون معسكرا إيمانيا نخرج منه بحال غير الحال، نخرج من حال التراخي وفتور الهمة، والجدال والهدم، إلى حال الطائعين العابدين، النافعين للبلاد والعباد. وأشار مفتي الجمهورية إلى عدد من المعاني المستفادة من شهر رمضان، ومنها التدريب على الصبر على أذى الآخرين، فيجب ألا نخرج منه إلا وقد وعينا هذا الدرس العظيم بحيث يصبح له مردود على العمل وفي الشارع والبيت وفي كل تعاملاتنا.

وأوضح مفتي الجمهورية أنه لا يفهم من ذلك أن هذه العبادة تحمل في طياتها المشقة والتعذيب والإرهاق، وإنما تقوم بترسيخ تزكية النفس حتى يتحقق المسلم الصائم بمقام التقوى والمراقبة لله تعالى; لذا كان ثواب الصائم وأجره عند الله تعالى وحده، اختص به من سائر الأعمال; قال صلى الله عليه وسلم: كل عمل ابن آدم يضاعف، الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله عز وجل: إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي/ رواه مسلم.

وناشد مفتي الجمهورية جموع الصائمين بالإكثار من الاستغفار والذكر وقراءة القرآن، وغيرها من الطاعات والتنافس والتعاون فيها، خاصة الطاعات التي فيها نفع للناس; كإفطار الصائمين، والصدقات، وجبر الخواطر بقيام المسيء بالاعتذار لصاحب الحق، بل جبر الخواطر كذلك يكون بالبحث عن المحتاجين المتعففين وإكرامهم. وأكد مفتي الجمهورية على الرجوع للطبيب الثقة في الحالات التي تتطلب الإفطار فهو المرجع الأول وعلى المريض المرخص له بالفطر أن يفطر حفاظا على صحته وإذا كان يريد اغتنام ثواب العبادة فعليه أن يعلم أن حفظ نفسه وبدنه عبادة فهي ضمن المقاصد الخمسة المفروض عليه الحفاظ عليها.

وقال مفتي الجمهورية إن من ينصحه الطبيب بالإفطار، عليه القضاء بعد شفائه وإذا أصبح المرض دائما أو مزمنا، عليه بإخراج فدية وهي إطعام مسكين عن كل يوم أفطره. واختتم مفتي الجمهورية حواره بضرورة الابتعاد عن شهادة الزور في رمضان وفي غيره وعن الجدال وبذاءة اللسان وفحش القول والغيبة والنميمة; لأن المراء والجدال وغيرها من آفات اللسان تبطل الأعمال; قال صلى الله عليه وآله وسلم: .إذا كان يوم صيام أحدكم، فلا يرفث، ولا يجهل، ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم.

قد يهمك ايضا

الدكتور شوقي علام يهنئ الرئيس بذكرى تحرير طابا

شوقي علام يؤكد القضية الفلسطينية لا زالت القضية المحورية للعرب والمسلمين

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شوقي علام يؤكد الصوم الحقيقي يحقق السلام النفسي والطمأنينة شوقي علام يؤكد الصوم الحقيقي يحقق السلام النفسي والطمأنينة



GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon