توقيت القاهرة المحلي 10:30:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تفاصيل توبة فتاة ألمانية عن مبايعة "داعش" في العراق

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - تفاصيل توبة فتاة ألمانية عن مبايعة داعش في العراق

تنظيم "داعش"
بغداد - مصر اليوم

كانت هذه كلمات فتاة ألمانية في السادسةَ عشرَ من عمرها، انضمت إلى تنظيم "داعش" الإرهابي، وتمّ القبض عليها بعد تحرير مدينة "الموصل". 

مأساةُ فتاةٍ في مُقتبَل عمرها، وهي تُمثّل واحدةً من كثيرات من فتيات أوروبا ممّن تمّ استقطابُهن ليَسلُكْنَ مسلك التطرف بعد أن يسافرن إلى سوريا والعراق؛ فالفتاة تُدعى "ليندا جورج"، من مدينة "ساكسونيا" الألمانية، تلميذةٌ تبلغ من العمر ستةَ عشرَ عامًا، وليس لديها أيُّ خبرةٍ في الحياة، اختفت قبل عامٍ، ثم تَبيّن أنها اعتنقت الإسلام على يد أحد المتطرفين، فقد كانت على اتّصالٍ مع أتباع تنظيم "داعش" من خلال الإنترنت. ثم تَمكّنت من السفر إلى العراق وانضمت إلى التنظيم، إلى أن تمّ القبض عليها من خلال الجيش العراقي، والآنَ تواجه هذه التلميذةُ تهمةَ الانضمام إلى تنظيمٍ إرهابيٍّ.

تقول الفتاة: "أنا نادمةٌ على فَعْلَتي، وأريد العودة إلى وطني"، وبَيّنت التقارير أن الفتاة قد تعرّضت أثناء إقامتها للإصابة بطلقٍ ناريٍّ في قدمها اليسرى، وتحتاج قدمُها اليمنى إلى عنايةٍ مُرَكَّزةٍ، وقد أعربت أختها عن سعادتها بنجاتها وتنتظر عودتها إلى ألمانيا، وذلك على الرغم من الإجراءات القانونية التي تنتظرها عند عودتها، إلّا أنّ هذا لا يشغل بالها بالدرجة الأولى، ولديها الحقُّ في هذا؛ فكثيرٌ من العائلات لم يُسعدهن القَدَر بهذا، بل فَقدوا أبناءهم في مناطق الحرب. فحسَب الإحصائيات؛ قد سافر من ألمانيا وحدها حوالي 930 فردًا للانضمام إلى تنظيم "داعش" في سوريا والعراق، لقي منهم حوالي 145 فردًا حتفَه هناك.

ويؤكد مرصد الأزهر لمواجهة الأفكار التكفيرية، إن مثلُ هذه الفتاة في سن المراهقة – مثل كثيراتٍ غيرِها - لا تستطيع أن تَعرف حقًّا ما هو خيرٌ وما هو شرٌّ، جذبتها الدعاية البرّاقة لهذا التنظيم الإرهابيّ على صفحات الإنترنت، وخدَعها مُدّعو البطولة الزائفة من أتباعه، فتاةٌ في مثل هذا العمر تبحث عن فارس الأحلام الذي يَتّصف بالبطولة. وقد بَيّنت عالمة الأجناس السيدة "سوزان شروتر"، بجامعة "فرانكفورت" الألمانية، على موقع "دويتشة فيلة"؛ أنّ قِسم التواصل الاجتماعي في تنظيم "داعش" ضخمٌ، ويعمل بشكلٍ جيّدٍ، وأنّ هذا التنظيمَ يُظهر جانبَه الرومانسيّ من خلال المُدَوَّنات على صفحات الإنترنت، التي يَحكي فيها قصص الحب بين الفتيات اللاتي التحقن بالخلافة وبين (الأبطال) من أتباع هذا التنظيم. كما يَنشر هذا التنظيمُ فيديوهاتٍ لمُقاتليه يلعبون مع قططٍ صغيرة، وقد لاقت هذه الفيديوهاتُ نجاحًا كبيرًا؛ لأنها تُبَيّن أن هؤلاء المقاتلين إلى جوار قوتهم وشجاعتهم، يتمتعون بالرومانسية أيضًا. ولهذا لم يكن من العسير استقطاب هذه الفتاة المراهقة، حتى اكتشفت من خلال التجربة أن الواقع مخالفٌ لما كانت تنتظره؛ ولهذا فإنه ينبغي ألّا نتعجل بالحكم على هذه الفتاة، على الرغم من علمنا بمدى خطورة العائدين من "داعش" على أوطانهم.

وبَيّن "مرصد الأزهر" في أكثرَ من مقالٍ خطورةَ العائدين من "داعش"، وحذّر منهم حيث إنّ كثيرًا منهم يحمل أفكارًا متطرفة تَضُرّ مجتمعاتِهم. ولخصوصية مثل هذه الحالة؛ فإنه ينبغي على الخبراء دراسةُ قضية الأطفال المراهقين، قبل أن يُصدروا حكمًا عليهم، فهم يحتاجون إلى رعايةٍ وعنايةٍ أكثرَ ممّا يتصور البعض. هذا؛ مع اعترافنا بأنها أَخطأتْ وينبغي أن تُعاقب. 

أمّا أن يتمّ العفوُ عنها فهو ما لا يمكن قَبولُه؛ فقد قَرّرتْ عامدةً، وخَطّطتْ بمساعدة أعضاء التنظيم للانضمام إلى تنظيمٍ إرهابيٍّ، خاصّةً أن هناك بعضَ التقارير التي تُبيّن أن الفتاة كانت تشارك في عمليات القتال وتحمل السلاح بنفسها، وربما قامت بقتْل آخَرين، ولم تكن هناك من أجل الزواج فقط؛ فكيف تفعل كلَّ هذا، ثم ينادي البعض بالعفو عنها، أو محاكمتها طبقًا لقانون الأحداث؟ولكن هناك أسئلة يَطرحها المتابع لهذه القضية؛ منها: كيف سافرت هذه الفتاة بمفردها إلى أراضي التنظيم؟ وأين هو دور أسرتها؟ لا شك أن الطريقة التي سافرت بها الفتاة تكشف عن خللٍ في النظام الأُسريّ.

وقال المرصد، فإن هذا الخللَ أصبح ظاهرةً في المجتمعات الغربية والشرقية على السواء، ولذا فينبغي على علماء الدين والاجتماع، بل وعلى السياسيين أيضًا، النظرُ في هذا الأمر لعلاج قضايا الأسرة؛ إذ إن إهمالَها قد يُخرِج للمجتمع حالاتٍ مثلَ حالةِ هذه الفتاةِ أو أشدَّ خطورةً.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تفاصيل توبة فتاة ألمانية عن مبايعة داعش في العراق تفاصيل توبة فتاة ألمانية عن مبايعة داعش في العراق



اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:52 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ميس حمدان تصرح الظهور كضيفة شرف لا ينتقص من مكانتي الفنية
  مصر اليوم - ميس حمدان تصرح الظهور كضيفة شرف لا ينتقص من مكانتي الفنية

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 13:37 2020 الأحد ,24 أيار / مايو

الفيفا يهدد الرجاء المغربي بعقوبة قاسية

GMT 12:48 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

أسعار الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 19 مايو

GMT 16:51 2020 الثلاثاء ,31 آذار/ مارس

إصابة طبيب رافق بوتين في جولة "فيروس كورونا"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon