كيتلين دونكان ذات الـ 27 ربيعا، وجدت نفسها محاصرة من قبل محتفلين "سكارى" خارج محطة قطار مدينة كولونيا بألمانيا ليلة رأس السنة، لكن الأقدار شاءت أن ينقذها شاب سوري لاجئ.
الرواية تعود إلى ليلة الـ31 من ديسمبر/كانون الأول، كيتلين دونكان طالبة علوم عصبية من مدينة سياتل الأمريكية، لا تدري كيف انفصلت عن صديقها الألماني في الزحام أثناء الاحتفال بقدوم العام الجديد وقد نسيت معه هاتفها الجوال بالإضافة إلى حقيبة يدها.
كيتلين.. أفادت في تصريحاتها لإحدى الصحف الأمريكية بأنها أحيطت من قبل عدد من الشبان الذين بدأوا يتلمسونها، وقام أحدهم بنزع قبعتها من على رأسها وقام آخر بمحاولة تقبيلها من وجهها ورقبتها، مثلها مثل العديد من مئات النسوة اللواتي قلن إنهن تعرضن لـ"اعتداءات جنسية" داخل الزحام.
وقالت دونكان إنها سعت للحصول على مساعدة الشرطة لكنهم كانوا مشغولين جدا في محاولة منهم لإخلاء الساحة حسب تصريحاتها.
إلا هنا كل المؤشرات تدل على أن الشابة الأمريكية كانت ضحية "تحرش"، إلا أنه وعكس غيرها من الضحايا اللواتي اشتكين من اعتداءات جسدية من قبل أجانب أفادت دونكان بأن مجموعة من طالبي اللجوء السوريين كانوا وراء إخراجها من ذلك المأزق الذي وجدت نفسها عالقة فيه.
وأضافت دونكان أنه ووسط تلك الدوامة من الفوضى، تقدم منها شاب غريب وسألها إن كانت بحاجة لأي مساعدة، مشيرة إلى أن كليهما تكلم الألمانية بصعوبة لذا استعان بأحد أصدقاءه الذي يتكلم الإنجليزية، مؤكدة أن اسمه هشام أحمد محمد، 32 عاما، وهو سوري من مدينة حلب كان قد اجتمع مع 6 أو 7 سوريين آخرين أتوا من كافة أرجاء ألمانيا لقضاء ليلة رأس السنة.
وصرحت كيتلين دونكان بأن الشبان عرضوا عليها بعض النقود كي تستقل سيارة أجرة للذهاب إلى منزل أهل صديقها، العنوان الوحيد الذي تعرفه كما قالت، مبينة أن الشبان مدوها بهاتف جوال لتتصل بصديقها "سيباستيان سامر"، لكن دونكان لا تتذكر رقمه لأنها كانت تعتمد على إعادة الاتصال به من خلال الأرقام المخزنة في جوالها.
وعرجت طالبة العلوم العصبية أن الشباب أحاطوا بها على شكل دائرة كي يتمكنوا من التحرك داخل الحشود، مضيفة أنهم تمكنوا من العثور على صديقها داخل محطة القطار، وقالت وهي تذرف الدموع "شعرت بارتياح كبير".
وكان أحمد يعمل في السابق مدرسا للمرحلة الإبتدائية، غادر حلب إلى تركيا عام 2014 ووصل إلى ألمانيا عن طريق البلقان والنمسا في شهر سبتمبر/أيلول تاركا زوجته وولديه في إحدى القرى القريبة من الحدود السورية التركية وهو يعيش حاليا في قرية صغيرة قرب مدينة كولون الألمانية مع اثنين من السوريين ويدرسون الألمانية بانتظار الحصول على حق اللجوء.
إلى ذلك صرح الشاب السوري أحمد بأنه هو وأصحابه شعروا أيضا بعدم الأمان في ليلة رأس السنة، ملقين اللوم على أشخاص كانوا أفرطوا في تناول الكحول وتعاطي مواد مخدرة أو ما شابه بحسب اعتقاده، قائلا لقد فقدوا رشدهم.
وأشار أحمد ورفاقه إلى أنهم يخشون من أن الألمان وباقي الشعوب الأوروبية سيصلون إلى نتائج من شأنها أن تجعل الأمر في غاية الصعوبة على اللاجئين الجدد، معرجا بالقول أنه وأصدقاؤه يقضون معظم اليوم بالاستماع إلى أخبار اللاجئين "إنهم أناس أشرار، يجب عليهم العودة إلى بلادهم"، مضيفا أنه حينما يستمع إلى هذا الكلام ينزعج مؤكدا في هذا الصدد أنه مثلما هناك أناس سيئون كذلك يوجد أناس طيبون، لكن لا أحد يأتي على ذكرهم مع الأسف، حسب ما جاء على لسانه.
يذكر أن كيتلين دونكان وصديقها سامر على اتصال مع الشاب السوري كل يومين تقريبا.
أرسل تعليقك