c روتين العمل والحياة اليومية يؤثر على بنية الدماغ ونفسية - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 11:03:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

روتين العمل والحياة اليومية يؤثر على بنية الدماغ ونفسية

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - روتين العمل والحياة اليومية يؤثر على بنية الدماغ ونفسية

الدماغ
القاهرة ـ مصر اليوم

في اليوم العالمي للصحة النفسية الذي يصادف 10 تشرين الأول (أكتوبر) 2024، توحّد "منظمة الصّحة العالمية" جهودها مع الشركاء العالميين لتسليط الضوء على أهمية الصحة النفسية في بيئات العمل. وحينما تغدو تلك البيئات آمنة وصحية، فإنها تسهم في تعزيز رفاهية الأفراد وحمايتهم من التأثيرات السلبيّة التي قد تؤدّي إلى مشاكل نفسية. وفي المقابل، حينما يسود أمكنة العمل التمييز، والوصم، والتحرش، فضلاً عن الظروف القاسية والمجحفة في العمل، فإن ذلك يشكِّل مخاطر جسيمة تؤثّر على الصحة النفسيّة وجودة الحياة بشكل عام، ما يؤثّر سلباً على مشاركة الأفراد في العمل وإنتاجيتهم.

وبالنظر إلى أن 60 واقع  في المئة من سكان العالم يعملون، شددت "منظمة الصحة العالمية" على الحاجة الملحّة إلى اتخاذ إجراءات سريعة وفعّالة لضمان حماية الصحة النفسية في أماكن العمل. ولفتت المنظمة الدولية إلى ضرورة أن تأتي تلك الإجراءات عبر التعاون بين الحكومات، وأرباب العمل، والمنظمات التي تمثّل العمال، وغيرها من الأطراف المعنية بصحة العاملين وسلامتهم. ولفتت أيضاً إلى وجوب التشاور  مع العمال أنفسهم، لضمان تصميم حلول واقعية وشاملة تعالج احتياجاتهم، عبر سياسات وتدخلات تسنتد إلى الأدلة العلمية.

وإذا تحقق ذلك، يضحى من الممكن تحقيق ازدهار أكبر للموظفين على المستوى الشخصي والمهني، ما يؤدي إلى مجتمعات عمل أكثر إنتاجية واستقراراً.

الروتين اليومي وإعادة تشكيل الدماغ

وفي سياق الصحة النفسية والبحث العلمي عن التأثيرات النفسية والعقلية للعمل وإيقاعاته على الإنسان، أجرى فريق من الباحثين من جامعتَي آلتو وأولو دراسة رائدة تهدف إلى فهم كيفية تأثير الروتين اليومي على النشاط الدماغي على مدى فترات طويلة. استمرت هذه الدراسة  خمس أشهر، وشملت مراقبة النشاط الدماغي لفرد واحد باستخدام فحوصات دماغية دقيقة وبيانات جمعت عبر أجهزة قابلة للارتداء وهواتف ذكية.

وأوضحت آنا تريانا، الباحثة المسؤولة عن الدراسة، أن البحث سعى إلى  تجاوز الفهم المحدود لردود فعل الدماغ حيال الحوادث في شكلها المتفرق، والتركيز على كيفية تفاعل الدماغ مع التغيرات البيئية والفسيولوجية والسلوكية التي تحدث على مدى أسابيع وأشهر.

وأشارت النتائج إلى أن الدماغ لا يتفاعل مع الروتين اليومي بشكل فوري ومعزول، بل يستجيب على مدار أيام لتغييرات مثل إيقاع النوم والنشاط البدني والمزاج. ويشير إلى أن تأثير هذه العوامل يمتدّ إلى أكثر من أيام قليلة. ومثلاً، يمكن لتمرين بدني أو قلة النوم أن يستمر تأثيره على الدماغ لأيام لاحقة، ما يؤثّر على الإدراك والانتباه والذاكرة.

وكشفت الدراسة أيضاً عن وجود صلة قوية بين تقلّب معدل ضربات القلب وبينة التواصل بين أعصاب الدماغ، خصوصاً أثناء فترات الراحة. وهذا يشير إلى أن التحكّم في مستويات الإجهاد من خلال تقنيات مثل التأمل أو التنفس العميق، يمكن أن يعزّز صحة الدماغ على المدى الطويل. وكذلك أظهرت الدراسة أن النشاط البدني له تأثير إيجابي على التفاعل بين مناطق عدة في الدماغ، ما يحسّن من الذاكرة والمرونة الإدراكية. وتترك تلك التغيرات بصمات دائمة على الدماغ، قد تستمر لمدة تصل إلى 15 يوماً.

دور التكنولوجيا القابلة للارتداء

تمثّل أحد الجوانب الفريدة في هذه الدراسة باستخدام التكنولوجيا القابلة للارتداء التي ساعدت في تقديم مراقبة دقيقة ومستدامة للنشاط الدماغي على مدى فترة زمنية طويلة. وأكّدت تريانا لموقع scitechdaily.com أن فحوصات الدماغ التقليدية تعطي صورة محدودة عن نشاط الدماغ في فترات قصيرة، ولا تعكس بشكل كامل تعقيد تفاعل الدماغ مع البيئة المتكررة على مدار مجموعة من الأيام.

تريانا، التي كانت نفسها موضوع الدراسة، أوضحت أن هذا الدور المزدوج جلب رؤى مباشرة حول كيفية الحفاظ على شفافية البحث وتحقيق نتائجه. وقالت: "في البداية كان الأمر مثيراً ومرهقاً، لكن مع مرور الوقت، يصبح الروتين طبيعياً وتنسى أنك تخضع للمراقبة".

تحليل الأنماط الدماغية

تمكن الباحثون من تحديد نمطين رئيسيين في استجابة الدماغ. تمثل الأول بالموجة القصيرة الأمد التي تستمر أقلّ من سبعة أيام، وتعبّر عن التكيفات السريعة مثل تأثير ضعف النوم على التركيز. وتجسد الثاني بالموجة طويلة الأمد التي تستمرّ حتى 15 يوماً، لأنها تعبّر عن التأثيرات التدريجية والدائمة، وخصوصاً في المجالات المرتبطة بالانتباه والذاكرة.

يأمل الباحثون في أن تمهّد نتائج هذه الدراسة الطريق لدراسات مستقبلية تعتمد على البيانات اليومية، وتجمع بين الفسيولوجيا والنشاط الدماغي؛ بغية الحصول على فهم أعمق للصحة النفسية، وربما تصميم تدخلات علاجية مخصّصة أكثر فعالية.

يقول الدكتور نيك هايوارد، المشارك في الدراسة: "نحتاج إلى جلب البيانات من الحياة اليومية إلى المختبر، كي نفهم الصورة الكاملة لكيفية تأثير عاداتنا على الدماغ".

وكذلك تقدّم هذه الدراسة إثباتاً لمفهوم البحوث التي تجرى مباشرة على المرضى ويمكنها تتبع التغيرات الدماغية في الوقت الفعلي، وهي تشكِّل أداة قوية في الكشف المبكر عن الاضطرابات العصبية، خصوصاً الحالات النفسية التي قد لا تُظهر أعراضاً واضحة في البداية.

وبحسب تريانا: "ربط النشاط الدماغي بالبيانات الفسيولوجية والبيئية قد يفتح الباب أمام ثورة في الرعاية الصحية الشخصية، ما يؤدي إلى تدخلات مبكرة ونتائج أفضل في معالجة الاضطرابات النفسية والعصبية

قد يهمك أيضــــاً:

فوائد مذهلة لتناول الأسماك لصحة الدماغ

قائمة العناصر الغذائية التي قد تسهم في شيخوخة صحية للدماغ

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

روتين العمل والحياة اليومية يؤثر على بنية الدماغ ونفسية روتين العمل والحياة اليومية يؤثر على بنية الدماغ ونفسية



GMT 00:35 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

سويسرا مهددة بظهور شلل الأطفال من جديد

GMT 08:36 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

قفزة في إصابات شلل الأطفال تؤجج المخاوف في باكستان

GMT 23:19 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

5 أطعمة تسبب الالتهاب المزمن

GMT 22:04 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

تناول القهوة يوميا تقي من أمراض القلب

أجمل إطلالات نجوى كرم باللون الزهري بدرجاته المختلفة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:59 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مفضلة لعشاق الطقس الدافئ خلال الشتاء
  مصر اليوم - وجهات سياحية مفضلة لعشاق الطقس الدافئ خلال الشتاء

GMT 17:05 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

الألوان الدارجة للأثاث المنزلي المودرن في 2025
  مصر اليوم - الألوان الدارجة للأثاث المنزلي المودرن في 2025

GMT 22:39 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل تأمر بإخلاء المزيد من قرى جنوب لبنان
  مصر اليوم - إسرائيل تأمر بإخلاء المزيد من قرى جنوب لبنان

GMT 09:43 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

ليلى علوي تحضر للعودة إلى موسم الرياض
  مصر اليوم - ليلى علوي تحضر للعودة إلى موسم الرياض

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,05 إبريل / نيسان

المصمم إيلي صعب يقدم فستان زفاف 2017 بإسلوب عصري

GMT 05:58 2020 الإثنين ,06 تموز / يوليو

دودج تقرر وقف إنتاج جراند كارافان وجورني

GMT 12:47 2020 الثلاثاء ,23 حزيران / يونيو

تعرف على موعد عودة تدريبات النادي الأهلي

GMT 05:19 2020 الجمعة ,19 حزيران / يونيو

"فيسبوك" يتخذ إجراءات ضد حملة ترامب الانتخابية

GMT 01:45 2020 الإثنين ,15 حزيران / يونيو

حقيقة إنتاج جزء ثان من مسلسل النهاية

GMT 13:35 2020 الجمعة ,22 أيار / مايو

أسعار الخضروات في مصر اليوم الجمعة 22 مايو

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,17 آذار/ مارس

وفاة شخص وإصابة 15 آخرين في حادث تصادم في سوهاج

GMT 19:53 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

قائمة أسعار سكودا اليوم في مصر بعد تخفيض 2020

GMT 09:18 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

السيسي يوجّه بمواصلة إجراءات ضبط الأسواق وحماية المستهلك

GMT 01:16 2019 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

عبد الله وكنزي عمرو دياب يثيران الجدل بهذه الصور

GMT 01:00 2019 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار مميزة لتصميم كوشات أعراس مزينة بالورود

GMT 07:25 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على أفضل عطر رجالي فواح ورائحته ثابتة

GMT 05:30 2019 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

وفاة الطفلة جنة ضحية تعذيب جدتها في المنصورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon