لندن - مصر اليوم
حدد العلماء أجزاء من الحمض النووي تساعد السرطان على الانتشار في الجسم، مشيرين إلى أن هذه الأجزاء المجهرية مسؤولة عن مساعدة الأورام على اكتساب مقاومة للأدوية المضادة للمرض.
ووفقاً لصحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد أضاف الباحثون أن اكتشاف هذه الأجزاء الجينية - والمعروفة باسم الحمض النووي خارج الصبغيات أو ecDNA - يمكن أن يحدث ثورة في علاج بعض الأورام الأكثر عدوانية التي تؤثر على الناس اليوم.
وقال فريق الدراسة: «إن هذه الأجزاء تعيش خارج الكروموسومات، التي هي المستودعات الرئيسية للمواد الجينية في خلايانا، والتي توجه نمو أجسامنا وتحدد خصائصنا الفردية».
وتم الكشف عن وجود هذه الأجزاء المجهرية منذ سنوات، إلا أن الدور الذي تلعبه في نشر السرطان لم تتم معرفته إلا من خلال الدراسة الجديدة فقط.
وقال هوارد تشانغ، عالم الوراثة بجامعة ستانفورد، الذي قاد هذه الدراسة: «لقد وجدنا أن ecDNA تعمل كجينات مسببة للسرطان. هذه الأجزاء فصلت نفسها بطريقة ما عن كروموسومات الشخص وبدأت تتصرف بطرق تتحايل على القواعد الطبيعية لعلم الوراثة». وأضاف: «إنها تتصرف مثل الأشرار في سلسلة أفلام جيمس بوند. في بداية هذه الأفلام، ترى انفجارات وعمليات قتل وكوارث مختلفة ولا تعرف سبب حدوثها أو من المسؤول عنها. ثم، في مرحلة ما، تقابل أخيراً الشرير الذي تكتشف أنه المتسبب في كل هذه الفوضى».
وأشار تشانغ إلى أن اكتشاف هذه الأجزاء يجيب عن الكثير من التساؤلات المتعلقة بانتشار الأورام بسرعة غير متوقعة أو كيفية اكتساب السرطانات مقاومة للأدوية المضادة للمرض، والتي تكون فعالة في البداية في مهاجمتها.ومع ذلك، فقد أكد الباحثون أنهم واثقون من أنهم سيكونون قادرين على إيجاد طرق لإزالة هذه الأجزاء الجينية من المرضى، الأمر الذي قد يحدث ثورة في علاج الكثير من السرطانات.
وقال البروفسور بول ميشيل من جامعة ستانفورد بكاليفورنيا، وأحد المشاركين في الدراسة: «اكتشاف كيفية تصرف هذه الأجزاء من الحمض النووي داخل أجسادنا يغير قواعد اللعبة». وأضاف: «نعتقد أنها مسؤولة عن عدد كبير من السرطانات الأكثر تقدماً والأكثر خطورة التي تصيب الناس اليوم. إذا تمكننا من منع أنشطتها، يمكننا منع انتشار هذه السرطانات».
وأشار الباحثون إلى أنهم في السنوات القادمة، سيختبرون الكثير من الأدوية والعلاجات للتوصل إلى أفضل طريقة لوقف أنشطة هذه الأجزاء الجينية.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك