لندن -مصراليوم
كشفت الأبحاث الجديدة أن العلاج بالهرمونات البديلة قد يساعد في الوقاية من مرض ألزهايمر لدى ملايين النساء المعرضات لخطر الإصابة بهذه الحالة، وفقاً لصحيفة «الغارديان».
ويُعد الخرف أحد أكبر التهديدات الصحية في العالم. ومن المتوقع أن يزيد عدد الأشخاص الذين يعانون هذه الحالة في جميع أنحاء العالم إلى 3 أضعاف تقريباً، ليصل إلى 153 مليوناً بحلول عام 2050. وقد حذر الخبراء من أن المرض يمثل تهديداً رئيسياً ومتزايداً لأنظمة الرعاية الصحية والاجتماعية في المستقبل، في كل مجتمع وبلد وقارة.
كما أن نحو 2 من كل 3 أشخاص مصابين بمرض ألزهايمر من النساء، ونحو ربع النساء في المملكة المتحدة وحدها يحملن جيناً يسمى APOE4، وهو أقوى جين يرتبط بالإصابة بالمرض.
ووجد فريق من الباحثين من جامعة «إيست أنجليا» (UEA) وجامعة إدنبره في المملكة المتحدة، دليلاً على «الأهمية المحتملة» للعلاج بالهرمونات البديلة (HRT) في الحد من مخاطر الإصابة بمرض ألزهايمر لدى النساء اللواتي يحملن جين APOE4.
وعلى الرغم من أنهم شددوا على أنهم لا يستطيعون الجزم بأن العلاج التعويضي بالهرمونات يقلل من المخاطر لدى النساء، فإن النتائج كانت «مهمة حقاً» وسط خيارات الأدوية المحدودة للخرف، والحاجة الماسة إلى علاجات جديدة.
وجد الباحثون أن العلاج التعويضي بالهرمونات الذي يساعد في السيطرة على أعراض انقطاع الطمث، يرتبط بذاكرة ووظيفة معرفية أفضل، وحجم أكبر للدماغ، في وقت لاحق من الحياة، لدى النساء اللواتي يتمتعن بجين APOE4.
وقال البروفسور مايكل هورنبيرغر، من كلية نورويتش الطبية في جامعة «إيست أنجليا»: «من السابق لأوانه تأكيد أن العلاج التعويضي بالهرمونات يقلل من خطر الإصابة بالخرف لدى النساء، ولكن نتائجنا تسلط الضوء على الأهمية المحتملة للعلاج في الحد من مخاطر مرض ألزهايمر».
ستكون المرحلة التالية من هذا البحث هي إجراء تجربة تدخل لتأكيد تأثير بدء العلاج التعويضي بالهرمونات مبكراً على الإدراك وصحة الدماغ. سيكون من المهم أيضاً تحليل أنواع العلاج الأكثر فائدة.
في الدراسة، وجد الباحثون أن العلاج التعويضي بالهرمونات كان أكثر فاعلية عند إعطائه خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث؛ حيث تتراكم الأعراض قبل شهور أو سنوات من توقف الدورة الشهرية، ويمكن أن تؤدي إلى ظهور أدمغة أصغر بعدة سنوات.
وقالت البروفسورة آن ماري مينيهان، من كلية الطب في نورويتش، والقائدة المشاركة للدراسة: «نحن نعلم أن 25 في المائة من النساء في المملكة المتحدة يحملن الجين APOE4، وأن ما يقرب من ثلثي مرضى ألزهايمر من النساء».
وتابعت: «بالإضافة إلى العيش لفترة أطول، يُعتقد أن السبب وراء ارتفاع معدل انتشار المرض بين الإناث مرتبط بآثار انقطاع الطمث، وتأثير عامل الخطر الوراثي APOE4 الذي يكون أكبر لدى النساء».
وأضافت مينيهان: «وأردنا معرفة ما إذا كان العلاج التعويضي بالهرمونات يمكن أن يمنع التدهور المعرفي لدى النساء المعرضات للخطر».
حلّل الفريق بيانات من 1178 امرأة يشاركن في مبادرة الوقاية من مرض ألزهايمر، والتي تم إعدادها لدراسة صحة الدماغ لدى المشاركين بمرور الوقت.
قام المشروع الذي يشمل 10 دول بتتبع أدمغة 1906 أشخاص فوق الخمسين، ممن لم يكونوا مصابين بالخرف في بداية الدراسة. بالنسبة للبحث الجديد، نظر الخبراء في نتائج الاختبارات المعرفية وأحجام الدماغ، كما هو مسجل في فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي.
أظهرت النتائج أن حاملي APOE4 الذين استخدموا أيضاً العلاج التعويضي بالهرمونات يتمتعون بإدراك أفضل وأحجام دماغية أعلى من الأشخاص الذين لا يستخدمون هذا العلاج.
وقالت الدكتورة رشا صالح، من كلية الطب في نورويتش: «وجدنا أن استخدام العلاج التعويضي بالهرمونات يرتبط بذاكرة أفضل وحجم أكبر للدماغ، بين النساء المعرضات للخطر. كانت الارتباطات واضحة بشكل خاص عندما تم تقديم العلاج التعويضي بالهرمونات مبكراً، خلال الانتقال إلى سن اليأس، المعروف باسم انقطاع الطمث. هذا مهم حقاً لأنه كانت هناك خيارات دوائية محدودة للغاية لمرض ألزهايمر لمدة 20 عاماً، وهناك حاجة ماسة إلى علاجات جديدة».
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك