c زينة دكاش تبيّن طريقة العلاج النفسي للمجرمين بالدراما - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 19:07:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

زينة دكاش تبيّن طريقة العلاج النفسي للمجرمين بالدراما

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - زينة دكاش تبيّن طريقة العلاج النفسي للمجرمين بالدراما

زينة دكاش
بيروت - مصر اليوم

برزت في عصرنا هذا طرقًا مختلفة في المعالجة النفسية منها العلاج بالموسيقى الذي يعتمد على أنواع عدة من الموسيقى لمعالجة المشاكل النفسية أو الاضطرابات بدلا من العقاقير المختلفة. وكذلك تظهر اليوم طريقة جديدة نسبيًا في لبنان تختص بالأمراض والمشاكل النفسية، وهي "العلاج بالمسرح"، التي دخلت إلى لبنان في السنوات الأولى من الألفية الثانية، وتشغل اليوم مساحة مهمة من تطور العلاج النفسي وتشكل نقلة نوعية فيه.

والعلاج بالمسرح، هو استعمال تقنيات المسرح وأساليبه لتسهيل نمو الشخصية وتعزيز الصحة النفسية. وكإحدى طرق العلاج بالفنون التعبيرية يمكن تطبيق العلاج بالمسرح على الأفراد، والزوجين والعائلات وكذلك على مجموعة مختلطة من الناس. تستعمل هذه التقنية ضمن نطاق واسع يشمل المستشفيات والمدارس ومراكز التأهيل النفسي ومراكز الأعمال وأحد أهم إستخداماتها هو داخل السجون. وبرز الاستخدام المعاصر للدراما والمسرح كعلاج مع ظهور "الدراما النفسية" التي أفسحت بالمجال بعدها للعديد من التدخلات العلاجية للمسرح، كألعاب المسرح والألعاب الديناميكية الجماعية والإيماء وفن تحريك الدمى وغيرها من التقنيات الارتجالية.

ويقسم فيل جونز في كتابه "الدراما في العلاج: نظرية، تطبيق، وبحث" الظهور المتعمد للدراما كعلاج إلى ثلاث مراحل. أولًا، تاريخ طويل للدراما كقوة شفاء مع الجذور القديمة في طقوس ومسرحيات مختلف الشعوب. ثانيًا، في بداية القرن العشرين، فرضت أعمال مورينيو وإيفيرنوف موقفًا جديدًا في العلاقة بين العلاج والمسرح مما وفّر الأسس لظهور العلاج بالدراما في وقت لاحق من هذا القرن. وأخيرًا، ظهور الدراما كفن علاجي إبداعي عام 1970.

بدأت الفكرة في لبنان مع الممثلة زينة دكّاش، خريجة المسرح، وحاملة شهادة في العلاج بالدراما من أميركا، وماجستير في العلاج النفسي العيادي من جامعة هايكزيان. وعملت زينة بين 2001 و2006 في جمعية "أم النور" إنطلاقًا من إيمانها بأهمية الدمج بين المسرح وعلم النفس في العلاج. تقول زينة: "راودتني فكرة الدخول إلى السجون لإدراج العلاج بالمسرح ضمن طرق العلاج للمساجين، وقدمنا دراسة مطولة عن فكرة لتطبيقها، وأسسنا على إثرها "كاتارسيس" وهو المركز اللبناني للعلاج بالدراما، ودخلنا إلى سجن رومية في شباط/فبراير 2008 بعد أن تأمّن تمويل المشروع".

وتشرح دكّاش تجربتها مع المساجين قائلة "بطبيعة الحال، لم يكن بإمكاننا العمل مع أكثر من 4000 سجين، فوجهنا نداءً إلى الراغبين بالمشاركة في عمل مسرحي، وتلقينا 250 طلب مشاركة اخترنا 45 منهم، واستمر العمل معهم على مدى 15 شهرًا تحضيرًا لعرض مسرحي بعنوان "إثنا عشر لبنانيًا غاضبًا" عُرض بين شباط/فبراير وآذار/مارس 2009 على مسرح خاص أعدّ ليكون مسرحًا دائمًا في سجن رومية".

ويهدف هذا العمل إلى إدراج المسرح كطريقة لإعادة التأهيل ضمن السجون اللبنانية، ويعتبر المبادرة الوحيدة حتى الآن لمحاولة خفض نسب الجرائم، وهو طريقة لزيادة الوعي لدى الجماهير المتابعة ووسيلة للتعبير عن الفئة المهمشة من المجتمع اللبناني. وتتابع زينة "لقد حولنا العمل إلى فيلم وثائقي سيعرض في الجامعات والمدارس، وتم عرضه ضمن فعاليات مهرجان المسرح داخل سجن فولترا في إيطاليا. ولا زلنا نقدم ورش عمل للمساجين حول العلاج بالمسرح، يشارك فيها تلاميذ المدارس والجامعات وكذلك السجناء الذين تدربوا سابقًا".

ويقول السجين محمد مظلوم عن تجربته في الفيلم "أعادتني المسرحية إلى شعور من الهدوء والانسجام. لم أعد أشعر بالاضطراب والتوتر والخوف الذي كنت أعيشه قبل المسرحية. كنت أشعر أنني سأخرج لأنتقم، وأخطط لما سأفعله ذات يوم، لكنني الآن أملك شعورًا مختلفًا، وأدركت أنني حقا مذنب، وأشعر بتغير في داخلي. حتى أهلي الذين كانوا يزوروني وينزعجون من تصرفاتي سابقًا، يستغربون كيف تحولت، وكيف أعادتني الدراما إلى إنسان عادي".

أما يوسف شنكر، السجين المحكوم بالمؤبد بجريمة قتل، يقول عن التحولات التي أحدثها العمل في شخصيته :"لم يعد لدينا ما يحيي الأمل فينا سوى هذا العمل. رغم أنه أصبح كثيفًا أكثر من السابق، لكني أشعر بحاجة للمزيد لأنه بعث فيّ حياة وروحًا جديدة". وهكذا أثبتت هذه التجربة الجديدة في لبنان على أن السجين يمكن أن يشفى إذا أراد وتوفرت له الشروط ليخوض تجربةً مماثلة. "إثنا عشر لبنانيًا غاضبًا" بل أكثر، خرجوا من هذه التجربة بروحية جديدة ورؤية مستقبلية وخطط لعيش حياةٍ خارج إطار العنف والإجرام.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زينة دكاش تبيّن طريقة العلاج النفسي للمجرمين بالدراما زينة دكاش تبيّن طريقة العلاج النفسي للمجرمين بالدراما



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
  مصر اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
  مصر اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 17:42 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن الفترات الصعبة في مشواره الفني
  مصر اليوم - أحمد عز يتحدث عن الفترات الصعبة في مشواره الفني

GMT 00:26 2020 الخميس ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

موعد نهائي دوري أبطال أفريقيا بين الأهلي والزمالك

GMT 07:19 2020 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الخميس 8 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 05:34 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير مكرونة باردة بالجمبري

GMT 05:32 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير عصير الليمون باللبن

GMT 23:50 2020 الأربعاء ,23 أيلول / سبتمبر

انخفاض سعر نفط خام القياس العالمي

GMT 23:25 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 19:23 2020 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

منال سلامة تكشف كواليس تعرضها لحادث مميت

GMT 23:49 2020 الأحد ,13 أيلول / سبتمبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الأحد 13 سبتمبر 2020

GMT 16:49 2020 السبت ,12 أيلول / سبتمبر

مقتل شخصين في تحطم طائرة قرب مطار لوس أنجلوس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon